معارض سعودي بلبنان: كنت سأكون ضحية مثل خاشقجي

عواصم – وكالات:
نشر موقع «ميدل إيست آي» البريطاني تقريراً، تطرق من خلاله إلى تصريحات الناشط السعودي معن الجربا، مؤسس «حركة كرامة» المعارضة في المملكة العربية السعودية؛ الذي يرى أنه كان عرضة لمعايشة المصير ذاته الذي لاقاه الصحفي المعارض جمال خاشقجي منذ أشهر. وقال الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته «عربي21»، إن المعارض معن الجربا كان على وشك التعرض للاغتيال بشكل مشابه للطريقة المشينة التي اعتمدت في قتل جمال خاشقجي. ويبدو أن النظام السعودي كان ينوي وضع حد لحياة مؤسس حركة كرامة التي تنشط بالأساس خارج البلاد، وذلك من خلال التخطيط لقتله داخل السفارة السعودية في لبنان. لكن، كان الجربا قادراً على تلافي ذلك عن طريق اصطحاب حراس شخصيين معه. وخلال حديثه إلى موقع «ليبانون ديبايت» اللبناني، ذكر المعارض السعودي أن «سلطات بلاده خططت لوضع مكيدة للإيقاع به في سفارتها في لبنان وقتله في شهر سبتمبر من السنة الماضية». والجدير بالذكر أن أطوار هذه الحادثة حدثت قبل أيام فقط من حادثة اغتيال جمال خاشقجي التي لاقت صدى عالمياً كبيراً. وأشار الموقع إلى أن الجربا ينتمي إلى عائلة نافذة في السعودية، التي تربطها مع آل سعود علاقات زواج. كما كان مناصراً لإنشاء دستور سعودي ووضع أسس نظام ديمقراطي قوامه الانتخابات. ونقل الموقع تصريح أحد المصادر المقربة من الدكتور معن الجربا، الذي أكد من خلالها جميع المعلومات التي وردت في موقع ليبانون ديبايت، والتي تفيد بمحاولة اغتيال مؤسس حركة الكرامة السعودية المعارضة قبل 10 أيام فقط من اغتيال خاشقجي في الثاني من أكتوبر سنة 2018. وبشكل مماثل لجريمة القنصلية في تركيا، سعت السلطات السعودية إلى إقناع الجربا بأنها على استعداد لإجراء محادثات سلمية بهدف إعادته إلى المملكة. وبعد إجراء العديد من المكالمات الهاتفية فيما بينهما، اقترح المسؤول عن المفاوضات الاجتماع بالجربا لوضع تفاصيل عودته إلى مسقط رأسه، وهو ما قابله الجربا بموافقة مبدئية مقابل شرط واحد يتمثل في أن يدور الاجتماع في مكان محايد مثل مقهى أو مطعم. وأفاد المصدر المقرب من الجربا بأن الطرفين اتفقا على الاجتماع في مبنى في بيروت تعود ملكيته إلى السفارة السعودية. أورد الموقع أن الجربا توجه نحو المكان المتفق عليه خلال يوم الاجتماع مصحوبا بثلاثة حراس شخصيين مسلحين وفرقة دعم متواجدة على مقربة من المكان. وحيال هذا الشأن، ذكر المصدر المقرب من المعارض السعودي أن «مسؤولي السفارة فوجئوا برؤية الحراس الشخصيين على الرغم من أنهم كانوا مصحوبين بحراسة مشددة، حيث أنهم كانوا يعتقدون أن الجربا سيأتي بمفرده». وبين الموقع أن المسؤولين الذين تكفلوا بمحاورة الجربا حاولوا بشدة إقناعه بالعودة إلى المملكة العربية السعودية، قائلين إنه سيكون «حراً» لممارسة أعماله كما يشاء. وعمل المحاورون إلى انتقاد موقف الجربا المؤيد للمقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل، فضلا عن الدعم الذي زعموا أنه يتلقاه من طرف إيران، معتبرين أنه يضر المملكة بشدة. وبعد الإشادة بالتغييرات التي قام بها ولي العهد محمد بن سلمان، وحث الجربا على ضم جهوده إلى مجهودات ابن سلمان لبناء «المملكة العربية السعودية للغد»، قابل المعارض السعودي هذه العروض بالرفض. واختتم الطرفان اجتماعهما بقطع المزيد من الوعود والاتفاق على إجراء العديد من المحادثات في المستقبل.