جولات مباركة وأهداف استراتيجية مشتركة
اتفاقيات واعدة تفتح آفاقاً جديدة للشراكة مع كوريا واليابان والصين
تطوير التعاون في الاقتصاد والتجارة والزراعة الذكية والثقافة والرياضة
النتائج الباهرة لمنتخب قطر في كأس آسيا فرضت نفسها على المباحثات
وصول منتخبنا لنهائي كأس آسيا رغم الحصار يؤكد قول القائد «رب ضارة نافعة»
الأزمة الخليجية وأهمية حلها دبلوماسياً .. حاضرة في مباحثات القادة

-
الترحيب الواسع بصاحب السمو يعكس مكانة ودور قطر إقليمياً ودولياً
-
الجولة قوة دفع إضافية للشراكة الاستراتيجية القطرية الآسيوية الشاملة
-
تنسيق وتوافق قطري آسيوي في المرحلة القادمة لخدمة المصالح المشتركة
-
نتائج الجولة تعكس الثقة الكبيرة في قطر وقيادتها رغم الحصار الجائر
-
فتح أسواق واعدة للاستثمارات القطرية والتعاون في مختلف المجالات
-
قطر حولت الحصار من محنة إلى حافز للإنجازات التي تبهر العالم
-
دول الحصار تعمدت تسييس الرياضة ففقدت النخوة الخليجية والعربية
-
ما تعرض له منتخب قطر من مضايقات يتطلب معاقبة الاتحاد الإماراتي
بقلم : صالح بن عفصان العفصان الكواري ( رئيس التحرير) ..
شراكات استراتيجية متعددة الأبعاد، وعلاقات قطرية خارجية واسعة مع فضائها الخارجي، وتوثيق روابطها مع الدول الشقيقة والصديقة، هي أهداف واحدة ودلالات عميقة، ترمي إليها جولات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى «حفظه الله ورعاه» وزياراته المتواصلة للعديد من الدول الآسيوية والأوروبية والأمريكية والعربية والأفريقية واللاتينية.
وفي هذا الإطار اكتسبت الجولة الآسيوية السامية الأخيرة لسمو الأمير المفدى لكل من كوريا واليابان والصين الشعبية أهميتها، وذلك لما لدولة قطر وهذه الدول الثلاث من حضور عالمي وتأثير قوي مباشر على المشهد الإقليمي والدولي ولما تتمتع به جميعها من ثقل اقتصادي وسياسي وصناعي قوي وفاعل.
لقد حققت الجولة الآسيوية المباركة التي اختتمها سمو أمير البلاد المفدى بزيارة جمهورية الصين الشعبية أهدافها من خلال المباحثات المعمقة والاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي جرى التوقيع عليها، وعززت في الوقت ذاته علاقات التعاون والصداقة بين الدوحة وكل من سيئول وطوكيو وبكين في شتى المجالات التي شملتها المباحثات.
نعم اتفاقيات ومذكرات تفاهم وتعاون متعددة ومتنوعة مع الدول الثلاث شملت قطاعات الطاقة والبنية التحتية والاستثمار والزراعة الذكية والتجارة والاقتصاد والثقافة والشباب والرياضة والتعليم والصحة والسياحة والشؤون العدلية والقانونية والنقل والتدريب المهني وفعاليات الأعمال وتدريب الدبلوماسيين وغيرها، ما يعود بالنفع على دولة قطر والدول الثلاث كل فيما يخصه، ما يؤكد الثقة الكبيرة التي تتمتع بها قطر وقيادتها الحكيمة على الصعيد الدولي رغم الحصار الجائر، وذلك من حيث الوفاء بما تم التوقيع والاتفاق عليه في المجالات التي لهذه الدول باع طويل فيها، بما ينعكس إيجاباً على جهود قطر من حيث الاعتماد على النفس بالاستفادة من خبرات وتجارب هذه الدول والتي ستستفيد هي بدورها من شراكاتها مع قطر بتزويدها بحاجتها من الطاقة النظيفة، ومن مزايا التبادل الاقتصادي والتجاري والاستثماري المشترك، وفتح أسواق وآفاق جديدة وواعدة في كل ما جرى الاتفاق حوله.
وفي إطار مباحثات سمو الأمير المفدى مع رئيس جمهورية كوريا ورئيس وزراء اليابان والرئيس الصيني، تم التطرق لآفاق التعاون الرياضي ومن ذلك استضافة دولة قطر لنهائيات كأس العالم 2022، وتطلع سموه للاستفادة من تجارب وخبرات هذه الدول في هذا المجال، وهو ما جرى التأكيد عليه باعتبار ذلك جزءاً أصيلاً من الشراكات القطرية معها.
وقد أشاد سموه «حفظه الله» في سياق متصل، والمسؤولون في هذه الدول بالنتائج الباهرة والمشرفة التي حققها منتخب قطر لكرة القدم في بطولة كأس آسيا التي ستختتم منافساتها اليوم بدولة الإمارات، حيث يلتقي منتخبنا مع نظيره الياباني في المباراة النهائية التي ستحدد الفائز بالكأس.
إن نتائج منتخب قطر في بطولة كأس آسيا ووصوله لدورها الختامي وما حققته قطر في ظل الحصار من إنجازات مشهودة لا تخطئها عين، يؤكد قول القائد صاحب السمو «رب ضارة نافعة» لأن قطر في ظل الحصار- الذي تحول إلى نعمة ومنحة بدلاً من نقمة ومحنة- أفضل بكثير مما كانت عليه قبله.
لقد كانت النتائج التي حققها منتخب قطر في هذه البطولة في ظل الظروف المعروفة التي يشارك فيها، محل إعجاب وإشادة كل المتابعين للبطولة، اللهم إلا من فئة حاقدة، حاولت -وقد أعماها الحسد، وأتعبها وأعياها مجاراة قطر في كل شيء- أن تقلل وتبخس من انتصارات العنابي، بل عمدت بكل أسف إلى تسييس الرياضة، والتخلي عن قيم التسامح والأخلاق والنخوة الخليجية والعربية التي توارثناها أباً عن جد والإساءة إلى نفسها وشعبها الذي أقحمته دون مبرر في أزمة سياسية، ارتدت على من افتعلوها ذلاً وانكساراً ومهانة !!!.
إن ما تعرض له منتخب قطر في هذه البطولة القارية من مضايقات واعتداءات وإساءات من جانب الجمهور الإماراتي، تحت سمع وبصر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» يتطلب قيام الاتحاد الآسيوي بمعاقبة الاتحاد الإماراتي الذي أساء مع جمهوره لأنفسهم قبل الإساءة لقطر كعبة المضيوم، وشعب قطر الأبي ومنتخب قطر الجسور.
لم تقتصر مباحثات سمو الأمير المفدى في كل من جمهورية كوريا واليابان وجمهورية الصين الشعبية على البعد الثنائي للعلاقات والشراكات الاستراتيجية معها وآلياتها، بل امتدت لتشمل أيضاً الأزمة الخليجية وأهمية الحوار الدبلوماسي بين جميع الأطراف، باعتبار الحوار هو الحل لجميع الخلافات، فضلاً عن قضايا إقليمية ودولية تهم الجميع، مع توافق في وجهات النظر والمواقف حيالها بما يؤدي لاستتباب الأمن والسلم الدوليين، ما يؤكد أن قطر دولة سلام ومحبة وعضو فاعل ومؤثر على الساحة الدولية وهو ما تترجمه سياساتها الخارجية وعطاؤها الإنساني غير المحدود.
وبلا شك أن جولة سمو القائد الآسيوية الأخيرة، والترحيب الواسع الذي حظيت به وما لقيه القائد المفدى من ود وترحاب وإشادة بالتطور والنهضة التي حققتها قطر بقيادة سموه الحكيمة، قد فتحت آفاقاً جديدة وجسوراً ممتدة للتعاون بين قطر والدول التي شملتها، وعززت علاقات قطر مع مزيد من دول العالم كبيرها وصغيرها، ومن حضورها الدولي، على قاعدة السيادة والمصالح والثقة المشتركة والارتباط والتواصل التفاعلي الإيجابي وعدم التدخل في شؤون الغير.
كما أكدت أن قطر بقيادتها الحكيمة وسياساتها الناجحة والمسؤولة، دولة مهمة للعالم، وشريك فاعل للأسرة الدولية، لما تتمتع به من رؤى استشرافية واعدة لملامح العلاقات المستقبلية، وثقل سياسي واقتصادي وعطاء إنساني غير محدود. ولا شك أن نتائج هذه الجولة المباركة ستتجسد على أرض الواقع بما يخدم مصالح قطر وشركائها وقضايا السلم والأمن الدوليين.
وتمثل هذه الجولة المباركة كما أكد على ذلك سمو الأمير المفدى، قوة دفع إضافية للشراكة القطرية الآسيوية، فضلاً عن الانتقال بهذه العلاقات إلى مراحل جديدة متقدمة من التعاون البناء والاستثمار المشترك في الشراكات الاستراتيجية الشاملة.
إن أجواء الود والاحترام والصداقة العميقة الممتدة عبر التاريخ التي جرت فيها مباحثات سمو الأمير المفدى مع قادة ومسؤولي الدول الآسيوية الثلاث التي شملتها الجولة، تؤكد بكل صدق، على الرغبة المشتركة القوية لتعزيز وتوثيق الشراكات القائمة، واستحداث فرص وميادين إضافية للتعاون والتنسيق وتبادل المصالح والمنافع بما يخدم مصالح الجميع دولاً وشعوباً، ومصالح العالم أجمع في التنمية والسلام والاستقرار.