الراية الرياضية
أكملها الأبطال بعزيمة الرجال وأسعدوا كل العرب بأقوى وأغلى لقب

أسفرت وأنورت

إنجاز تاريخي وملحمة أكدا القوة وعززا الريادة العالمية

تتويج استثنائي ل «بطل أسطوري في ظروف «غير طبيعية»

سواها الأسود وانتزعوا البطولة القياسية من قلب الأجواء العدائية

الحصار فجر الطاقات وحول المنتخب لبركان تفجر إبهاراً وإبداعاً

الإنجاز كسر كل الحواجز وفتح للمنتخب الواعد آفاقاً عالمية جديدة

بقلم – عبدالله عبدالرحمن

كان يوم أمس يوماً تاريخياً فريداً تصدّرت فيه قطر رائدة الرياضة العالمية المشهد القاري بجدارة واستحقاق، وكان اسمها يتردّد في كل أرجاء المعمورة مقروناً بالتميز والإبهار غير المسبوق في أكبر بطولات القارة الآسيوية العملاقة.

نعم أصبحت قطر بلد مونديال العرب المرتقب حديث العالم بما فعله مُنتخبها الواعد بكبار وصغار آسيا وانتزاعه لأغلى وأقوى لقب في ظروف «غير طبيعية «استخدم فيها «الأشقاء« أساليب عدائية وبعيدة كل البعد عن الروح الرياضية ومبادئ اللعب النظيف.

من حقّ قطر أن تفرح بما تحقق وأن تباهي بالإنجاز الكبير الذي جاء ثمرة طبيعية للتخطيط العلمي والعمل الدؤوب طوال سنوات الماضية.

نعم كان يوماً تاريخياً للكرة القطرية بكل ما في الكلمة من معنى، حيث تمكن الأدعم الواعد من انتزاع اللقب الكبير بكل قوة وجدارة ليكون عنابي 2022 بطلاً لأكبر قارات العالم، متوجاً مشواره المبهر من خلال ما قدّمه في جميع أدوار البطولة الماراثونية التي أُقيمت لأول مرّة بمُشاركة 24 منتخباً عن الأدوار السّابقة منها، وصولاً إلى المُباراة النّهائية التاريخية التي كسبها بجدارة واستحقاق على حساب اليابانيّ صاحب الألقاب القياسية وأضافه بذلك إلى قائمة ضحاياه هذه وسط إعجاب كبير من قبل كل من تابع ويتابع مُنافسات البطولة التي شهدت ولأول مرة مشاركة (24) منتخباً خرج من بينها مُنتخبنا ونظيره الياباني ليكونا طرفي النهائي الاستثنائي السوبر الذي خضع لإرادة الأقوى والأفضل. فرحة الوصول للمشهد الأخير للبطولة حوّلت قطر الحبيبة أمس إلى ملعب كبير حيث احتشد الكل.. صغاراً وكباراً.. مواطنين ومقيمين لمتابعة ملحمة النهائي التي تفاعل معها الكل بحماس منقطع النظير لتنطلق بعد ذلك مواكب الفرحة الهستيرية في كل أرجاء الدولة وخارجها، حيث أكّد التعاطف العربي الكبير مع الأدعم مدى حب كل العرب والأجانب في مختلف أنحاء العالم لقطر الملهمة والرائدة وصاحبت المواقف والمبادئ.

جابوه ..جابوه

نعم كان الأبطال عند حسن الظنّ بهم .. أوفوا بالوعد وجابوا الكاس لأول مرة في التاريخ وأسعدوا كل عشاقهم ومحبيهم في كل مكان.

وقد ارتدى المُنتخب الواعد حلة البطل بعد أن قدّم كل تلك العروض التي استقطبت الأنظار، وكان من بينها تلك المباريات الثلاث التي تفوق فيها على ثلاثة من الأبطال السابقين للبطولة، وهي مُنتخبات السعودية، والعراق، وكوريا الجنوبية، وأضاف إليهم الياباني صاحب النصيب الأكبر بالألقاب.

قبل أن يفجر طاقته الكامنة وغضبه في مباراة نصف النهائي عندما ألحق بمنتخب البلد المنظم تلك الهزيمة الرباعية القاسية والتي تحققت «في ظروف غير طبيعية «، مؤكداً من خلالها علو كعبه وأفضليته المطلقة على الكرة الإماراتية وقبلها السعودية أيضاً ليكون في مسك الختام هو المنتخب الأفضل على المُستوى العربي وغرب آسيا كله، ويكسب تحدي ممثل شرق القارة المنتخب الياباني المونديالي القوي.

رسالة قوية

لقد خرج الأدعم من هذه البطولة متوجاً بالإنجاز الكبير ومعززاً بمكاسب عديدة .. منها إطلاقه لصرخته المدوية ورصاصة الرحمة على الحصار الجائر، الذي كان حافزاً لتقديم مُنتخب الأمل الموندياليّ، فكان أشبه برسالة اطمئنان لجماهيره الكبيرة حول سلامة خُطة الإعداد الذي يهدف إلى الارتقاء به إلى المُستوى الذي يؤهله لأن يكون جاهزاً بأفضل صورة لمونديال كل العرب في قطر 2022، خصوصاً أنّ المنتخب يضم النخبة الكُبرى من اللاعبين الذين ننتظر حضورهم القوي في البطولة العالمية المرتقبة.. كما أن الإنجازات التي حققها العنابي جاءت في وقت مناسب قبل مشاركته التاريخية في البطولة الأقدم في التاريخ، وهي بطولة كوبا أمريكا التي سيذهب إليها بطلاً لقارته ويحظى فيها باهتمام جماهيريّ وإعلامي كبير، وقد أكّد الأدعم جدارته بالمُشاركة في تلك البطولة إلى جانب عمالقة الكرة العالمية البرازيل والأرجنتين، وتشيلي، والأورغواي والباراغواي وبوليفيا والإكوادور.

تألق قياسيّ

وسعادتنا باللقب القاري التاريخي زادت أكثر بما قدّمه المُنتخب في هذه البطولة من خلال تألقه محققاً أرقاماً قياسية غير عادية. والذي أسعدنا أيضاً مشاهدة المُنتخب وهو يواصل تألقه اللافت من خلال عرض أكّد به مستواه الفني الرفيع الذي ظهر عليه في كل مبارياته بالبطولة وهو مُستوى نال كل الإعجاب وساهم في اتساع جماهيريته ليس داخل قطر فقط وإنما عربياً ودولياً أيضاً، إذ صار الأدعم فريقاً ملهماً للشباب في كل دول المنطقة بعد أن نجح في كسب تحدي كل ظروف الحصار الجائر.. وكذلك الحصار الغريب الذي فرض عليه أثناء البطولة على مرأى كل قيادات الاتحاد الآسيوي ورئيس الفيفا الذي كان شاهداً على « مهزلة « و« فضيحة « مباراة الإمارات في قبل النهائيّ. ورغم كل تلك العقبات والحواجز نجح الأدعم في رفع راية التحدي مصراً على الإبداع والتألق الذي أثمر تحقيق الإنجاز التاريخيّ.

ومن حقّ الأبطال علينا جميعاً المشاركة في استقبالهم اليوم والاحتفاء بهم ونقول لهم « أسفرت وأنورت « ونقول بهم أيضاً شكراً من القلب « كفيتو ووفيتو « .. لقد أسعدتم الجميع بما حققتموه لبلادكم الغالية في زمن حساس ومنعطف مهم جداً.

وبإنجازه الكبير فتح المُنتخب البطل الواعد أبواباً جديدة لم تعهدها الكرة القطرية طوال تاريخها، أولها المشاركة في كأس القارات التي ستكون حدثاً عالمياً كبيراً سعطي المنتخب زخماً فنياً وإعلامياً مهماً سيُسهم بلا شك في تعزيز برنامج الإعداد للتحدي الأكبر وهو مونديال 2022.

رئيس القسم الرياضي

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X