الأدعم يحطم الأسطورة بأجمل صورة
هدف موسيقي لمعز وصاروخي لحاتم والأخير لصانع الأهداف عفيف المخيف
أكمل الأدعم مهمته الكبيرة بنجاح منقطع النظير وتمكن من أن يُلحق اليابان بضحاياه السابقين ليتوج لأول مرة في تاريخه بطلاً لآسيا في كرة القدم وذلك بعد أن تفوق على الساموراي، صاحب الألقاب الآسيوية الأربعة، بثلاثة أهداف لهدف في المباراة النهائية التي جرت بينهما مساء أمس على ملعب مدينة زايد الرياضية في أبوظبي..
وجاء هذا الفوز اللامع والكبير ليتوج رحلة العنابي الموفقة في هذه النسخة من البطولة حيث واصل تألقه الملفت وقدّم عرضاً كبيراً أثبت جدارته في حمل اللقب محققاً سابع فوز فيها على التوالي دون أي تعثر وهو ما يبدو أمراً نادر الحدوث إن لم يكن العنابي هو من حققه دون غيره في تاريخ البطولة..
وقدّم العنابي شوطاً كبيراً في النصف الأول من المباراة متقدماً فيه بهدفين نظيفين كانا بتوقيع معز علي (12)، وهو هدفه التاسع الذي أكد به فوزه بلقب هدّاف البطولة برقمه التاريخي الذي أسقط رقم الإيراني علي دائي بفارق هدف، والآخر كان من خلال عبدالعزيز حاتم ( 27 ) وكان صاروخياً رائعاً، بينما رد القائم الياباني كرة للهيدوس قبل أن يعود اليابانيون ليقلّصوا الفارق بهدفهم الوحيد في الدقيقة ( 69 ) عن طريق تاكومي إلا أن صانع الهدفين الأول والثاني أكرم عفيف ينجح في إضافة الهدف الثالث من ركلة جزاء ( 83 ) ليخرج من هذه المباراة متوجاً باللقب الأكبر في تاريخ الكرة العنابية ..
وكان العنابي قد قدّم نفسه بأجمل صورة خلال الشوط الأول عندما اختار الأسلوب الأنسب فعلاً لمواجهة منتخب كبير مثل المنتخب الياباني.. فمع أن ركز على التشدّد الدفاعي من خلال اللجوء إلى خمسة لاعبين في خط الظهر يتوسّطهم الليبرو المتألق بوعلام خوخي إلا أنه كان حيوياً أيضاً في الوسط والأمام واستطاع أن يفرض الكثير من السيطرة في منطقة العمليات لينطلق منها بعدة محاولات متتالية أربكت دفاعات حامل الألقاب القارية الأربعة وجعلته يُعاني كثيراً في مواجهة الإبداع الذي أظهره ثلاثي المُقدّمة، معز وعفيف والهيدوس، وبطريقة فرضت على «بعبع» آسيا الكثير من التراجع خلافاً لكل التوقعات التي سبقت المباراة النهائية هذه..
ووفقاً لهذه الصورة وجدنا الأدعم وهو يقول كلمته بكل قوة بعد ( 12 ) دقيقة فقط من صافرة البداية عندما ترجم تألقه المُبكر وسيطرته إلى هدف السبق وكان هدفاً عالمياً فعلاً أظهر إبداع صانع الألعاب المتميز جداً أكرم عفيف عندما نقل كرة رائعة إلى معز علي الذي استجمع كل مهارته ليهيئها لنفسه بطريقة اللاعبين الكبار ويلعبها خلفية موسيقية إلى داخل المرمى بطريقة لا يمكن أن تمحى من الذاكرة معلناً بذلك عن نفسه هدافاً تاريخياً بامتياز بعد أن اجتاز رقم الإيراني علي دائي بهدفه التاسع هذا على رأس قائمة هدّافي هذه النسخة من البطولة..
ورغم الهالة الكبيرة للمنتخب الياباني وسمعته التي تُرهب كل من يُقابله خصوصاً بما يضمه من نخبة احترافية كبيرة من اللاعبين المتواجدين في الدوريات الأوروبية إلا أن الاندفاع القطري يتواصل وها هو معز علي يقترب كثيراً من تسجيل الهدف الثاني بعد أقل من دقيقتين لولا مدافع ساوثهامبتون يوشيدا الذي قطع كرته في اللحظة الأخيرة داخل منطقة الستة.. غير أن نجمنا اللامع عبدالعزيز حاتم عاد بعد ذلك ليعوّض عن تلك الفرصة من خلال هدف صاروخي رائع جداً في الدقيقة ( 27 ) وكان من صناعة أكرم عفيف أيضاً مُسدداً كرته من خارج منطقة الجزاء لتستقر في المرمى على يمين الحارس جوندا.. وكان واضحاً أن أرجحية العنابي تلك وهدفي التقدم قد أصابتا اليابانيين بالذهول خصوصاً أن إمكانية تعزيز التقدم كانت تبدو ممكنة أيضاً وهو ما كاد يتحقق في الدقيقة ( 37 ) لولا القائم الأيمن للمرمى الذي أنقذ الساموراي من كرة النجم الكبير حسن الهيدوس ..
ومع أن اليابانيين كانوا قد استعادوا بعض توازنهم في الدقائق الأخيرة من عمر هذا الشوط إلا أن تحرّكاتهم كانت تتلاشى وتتساقط أمام صلابة مدافعينا الذين أظهروا أعلى درجات التنظيم ومن خلفهم الحارس الشجاع سعد الشيب الذي تصدّى بدوره لأكثر من كرة قبل أن يخرج العنابي من هذا الشوط متقدماً بهدفيه النظيفين..
غير أن الأمور بدت مختلفة في الشوط الثاني عندما عاد الياباني ليتحرّك بشكل أفضل في الأمام خصوصاً أنه صار يلعب بثلاثة مُهاجمين بعد أن دفع المدرب بلاعب نيوكاسل موتو بدلاً من لاعب الوسط جينكي في وقت فقد فيه العنابي أحد أهم لاعبيه في الدفاع عندما خرج بوعلام مصاباً ليحل محله سالم الهاجري.. وبسبب من الضغط المتواصل استطاع الياباني أن يقلّص الفارق بالهدف الذي سجّله تاكومي في الدقيقة ( 69 ) عندما استحوذ على كرة واجتاز الهاجري ليواجه المرمى ويُسدّد في الشباك التي اهتزت لأول مرة في هذه البطولة.. وفي محاولة لإعادة التوازن في منطقة العمليات وتعزيز الجهد الدفاعي لجأ المدرب سانشيز إلى الدفع بكريم بضياف بدلاً من الهيدوس فكان أن أثمر ذلك عن عودة العنابي لخطورته فصنع أكثر من فرصة كان بينها تلك التي أهدرها عبدالعزيز حاتم في الدقيقة الثمانين غير أن عبدالكريم حسن ينجح في حصد ركلة جزاء احتسبها الحكم من خلال تقنية الفيديو (الفار) نتيجة استخدام المدافع يوشيدا يده في إبعاد رأسية كيمو لينفذها أكرم عفيف بنجاح متوجاً جهوده الكبيرة ومُعززاً تقدّم العنابي بالهدف الثالث في الدقيقة (83) ليخرج بعدها بهذا الفوز اللامع والمُستحق الذي منحه بكل جدارة لقب آسيا لأول مرة في تاريخه..
بوعلام.. السد المنيع
أثبت بوعلام جدارته الكبيرة وصلابته في مركز الليبرو حيث بذل جهداً استثنائياً كبيراً حتى لحظة خروجه مصاباً في الدقيقة ( 61 ) نتيجة اصطدام بالرأس مع اللاعب الياباني داخل منطقة الجزاء ليحل محله سالم الهاجري الذي شاهدناه لأول مرة وهو يلعب في مثل هذا المركز الصعب..
الموسيقار يواصل عزفه الرائع
أبى نجمنا اللامع معز علي إلا أن يواصل عزفه الموسيقي الرائع في هذه البطولة من خلال الهدف الأول المبكر الذي سجّله بعد ( 12 ) دقيقة فقط من صافرة البداية، وكان هدفاً تاريخياً بمعنى الكلمة وينم عن مهارة عالية من خلال تلك الكرة التي هيأها لنفسه داخل الجزاء ليلعبها خلفية على طريقة اللاعبين الكبار في العالم.. فكان هذا الهدف قد أدخله التاريخ من أوسع أبوابه بعد أن بات منفرداً بصدارة قائمة الهدّافين بتسعة أهداف متفوقاً على صاحب الأهداف الثمانية الإيراني علي دائي..
منظومة دفاعية نموذجية
رغم أن العنابي كان يبحث عن الفوز من خلال تركيزه الكبير على الشق الهجومي إلا أنه قدّم عرضاً دفاعياً منظماً جداً وهو ما أربك اليابانيين كثيراً وحرمهم من صنع أي فرصة حقيقية يمكن أن تهدّد مرمى الشيب وخصوصاً في الشوط الأول الذي بدت فيه الأرجحية عنابية إلى حد كبير..
تشكيلتا المنتخبين
لعب للعنابي: سعد الشيب في المرمى وخوخي بوعلام (سالم الهاجري د 61) وبسّام الراوي وطارق سلمان وبيدرو وعبدالكريم حسن وعبدالعزيز حاتم وعاصم مادبو وحسن الهيدوس (كريم بوضياف د 74) وأكرم عفيف ومعز علي (أحمد علاء د 90 + 5)..
ولعب للياباني: جوندا في المرمى – ناغا تومو – مايا يوشيدا – تاكيهيرو – ساكاي – ريتسو – تسوكاسا – شيباساكي – جينكي (موتو د 62) – تاكومي (تاكاشي د 87) – أوساكو.
بطاقة المباراة
– المنتخبان: قطر واليابان
– المناسبة: نهائي النسخة 17 لبطولة أمم آسيا لكرة القدم
– الملعب: مدينة زايد الرياضية في أبوظبي
– النتيجة: ( 3 – 1 ) لقطر
– الشوط الأول: (2 – صفر) لقطر
– الأهداف: معز علي (12) وعبدالعزيز حاتم ( 27 ) وأكرم عفيف ( 83 جزاء ) لقطر وتاكومي ( 69 ) لليابان.
– الحكام: طاقم أوزبكي مؤلف من رافشان ايرماتوف حكماً للساحة يساعده عبدالخالق رسولوف وجافوخير سيدوف، إلى جانب الصيني ما نينغ حكماً رابعاً، والإيطالي باولو فاليري حكماً للفيديو والسنغافوري محمد تقي والأسترالي كريستوفر بيث حكمين مساعدين للفيديو.
– الإنذارات: أكرم عفيف وبيدرو من قطر وشيبا ساكي ويوشيدا وساكاي من اليابان
– الطرد: لا يوجد