فرحة التتويج من المحيط إلى الخليج
شوارع قطر تكتسي ب العنابي قبل أن تنفجر فرحاً وطرباً
مسقط والكويت تقودان الاحتفالات العربية مع العاصمة القطرية
ليلة هي الأجمل، وفرحة هي الأكبر، واحتفالات هي الأروع عاشتها الجماهير القطرية بشكل خاص والعربية بشكل عام أمس الجمعة بعد التتويج التاريخي بلقب بطولة أمم آسيا.
وبمجرد أن أطلق الحكم الأوزبكي راشان صافرته مُعلناً تتويج منتخبنا الوطني بلقب أمم آسيا انفجرت المنازل والمجالس والشوارع والميادين والمجمعات التجارية بالفرحة الهيستيرية والأسطورية بهذا اللقب القاري الكبير والحدث الآسيوي غير المسبوق.
ليلة جميلة لأنها جاءت بعد صبر ليالي طويلة.
ليلة هي الأفضل في كل الأعوام الأخيرة.
ليلة سعيدة لم نشاهدها منذ أزمنة بعيدة.
ليلة ممتعة لأنها شهدت احتفالات رائعة.
وعاشت الجماهير العربية – من المحيط للخليج – واحدة من أجمل وأفضل وأسعد وأمتع لياليها من خلال الاحتفالات الرائعة ابتهاجاً بالفوز الرائع الذي سجله الأدعم على حساب الكمبيوتر الياباني وتتويجه بلقب بطولة أمم آسيا.
وإذا كانت الجماهير القطرية العاشقة لمنتخبها ظلت تترقب تلك اللحظات منذ أن انطلقت منافسات البطولة الأكبر والأقوى على مستوى القارة فكان من الطبيعي جداً أن نشاهد هذه الفرحة الكبيرة في الدوحة وكل المدن القطرية وهي تنفجر فرحاً وابتهاجاً بهذا الفوز الغالي والمستحق الذي عبرت به الجماهير الرائعة عن حجم السعادة والبهجة التي شعرت بها.
وعلى الرغم من أن معظم التوقعات قبل البطولة لم تضع الأدعم في دائرة الترشيحات إلا أن ثقة الجماهير في هذه المجموعة من اللاعبين كانت بلا حدود، وهذه الثقة لم تمنع من انطلاق الفرحة الهستيرية في كل الشوارع والميادين والمجالس أيضاً.
ونظراً لهذه الثقة الكبيرة كانت هناك مواعيد مسبقة واتفاقات جماعية من أجل التجمعات الجماهيرية حيث انطلق عشاق الانتصارات العنابية في تجمعات رائعة لتنضم إلى تجمعات أخرى سيراً على الأقدام أو خلف عجلات السيارات ليزحف الجميع نحو كورنيش الدوحة أو شواطئ سيلين أو اللؤلؤة خاصة أن الجماهير التي كانت تقضي ال»ويك إيند» في هذه الأماكن وجدت نفسها تتجمع تلقائياً لكي تبدأ احتفاليات أخرى وتتواصل الفرحة في كل الأماكن حيث كانت نقاط الانطلاق عديدة جداً الأمر الذي ضاعف الفرحة الأسطورية من كل صوب وحدب.
وكان واضحاً للجميع أن هذه الجماهير الغفيرة تسير على غير هدى لا تعرف إلى أين تذهب ؟ أو في أي مكان تحتفل ؟ وكل ما تعرفه هي أنها تشعر بسعادة هائلة وتريد أن تعبر عن هذه الفرحة بطريقتها الخاصة.
واتخذت هذه الاحتفالية الرائعة العديد من الأشكال المختلفة، حيث اهتم البعض بحمل الأعلام القطرية في حين ركز البعض الآخر على ترديد الأغنيات التي تعبر عن حجم الفرحة بهذا الفوز الغالي والثمين حيث هتف البعض « شوفوا شوفوا .. هذا دهب صافي» في حين هتف البعض الآخر مردداً «الله يا عمري قطر « بينما تراقص آخرون على أنغام العديد من الأغاني الوطنية، أما أغنية «شومي له شومي له» فنالت نصيب الأسد بين هذه الأغنيات السعيدة والحماسية.
كان هذا هو الحال داخل المجالس التي طارت فيها الغتر والعقل .. وكان الحال أجمل وأروع داخل الشوارع التي ارتدت الزي العنابي .. أما الوضع على ضفاف كورنيش الدوحة فكان أكبر وأجمل وأروع من أن تصفه كلمات بسيطة لأن الفرحة كانت طاغية والاحتفالات كانت هائلة وكأن طريق الكورنيش انفجر لتخرج منه الكتل الجماهيرية ترقص وتغني وتهتف وتحتفل على طريقتها الخاصة بهذا الفوز الرائع والمستحق.
والغريب والجميل في الوقت نفسه أن أحداً من هذه الجماهير التي احتفلت على كورنيش الدوحة لم يشعر بالتعب أو الإرهاق حيث ظلوا يطوفون شوارع قطر بشكل عام وشوارع الدوحة بشكل خاص وشارع الكورنيش بشكل أكثر خصوصية لعدة ساعات متتالية.
وكان أجمل ما في هذه الاحتفالية أنها اتخذت كافة الأشكال والأنواع عندما تراقصت النجوم العنابية في سماء الدوحة وعلى أسطح المنازل والحافلات وغرق الجميع في الأفراح على مياه شواطئ كورنيش الدوحة حتى الساعات الأولى من الصباح فضلاً عن الآلاف الذين احتشدوا في مئات التجمعات ليعبروا عن فرحة خاصة لن تمحى من ذاكرة الأمة العنابية والعربية.
أما الأجمل والأجمل فما حدث في العديد من البلدان العربية التي لم تقل فرحتها بفوز العنابي عن فرحة أهل قطر حيث امتدت الاحتفالات إلى شوارع العاصمة العمانية مسقط وبقية مدن السلطنة التي خرج أهلها يرقصون ويغنون خاصة أنهم تعاملوا مع هذا الحدث على أنه يخصهم أيضاً باعتبار أن هذا الشعب الراقي كان هو الداعم الأبرز لمنتخبنا الوطني في مدرجات ملاعب البطولة الآسيوية.
وامتدت الأفراح لتشمل شوارع العاصمة الكويتية فضلاً عن العديد من البلدان العربية الأخرى منها على سبيل المثال لا الحصر شوارع فلسطين والمغرب والجزائر وتونس والسودان، ومعها أيضاً العديد من الجاليات العربية في كافة العواصم الأوروبية.