الراية الرياضية
« اليوم حلم وغداً نجم» .. كلمة السر التي صنعت البطل الآسيوي الجديد

الأدعم الجديد .. إنجاز لامع وراءه رجل عظيم

اتحاد الكرة و«اسباير» واصلا الليل بالنهار وبصبر طويل للوصول إلى القمة

الأكاديمية المصنع الذي أنتج هذه النخبة من اللاعبين الذين فاجأوا الكثيرين

متابعة – صفاء العبد:

لا يمكن لإنجاز كبير مثل الفوز بكأس آسيا لكرة القدم، أن يأتي محض صدفة .. إنه ثمرة عمل جبّار، تجتمع فيه الإرادة والعزيمة والإصرار مع الإمكانات المادية والبشرية وبضمنها تلك التي تمتلك من الخبرات ما يمكنها من الإسهام الفاعل في عملية البناء ومن ثم الوصول إلى ما يمكن الوصول إليه في عالم الإنجاز الرياضي.

وفي الحقيقة فإن فوز الأدعم باللقب القاري الكبير يدعونا إلى التوقف عند تلك التجربة الثرية، التي تمخضت عن هذه الكوكبة من اللاعبين الذين أبهروا، ليس آسيا فقط بل والعالم كله، بماقدموه في هذه النسخة من البطولة ليكونوا محط إعجاب الجميع ويستقطبوا كل هذه الحشود التي وقفت خلفهم بكل قوة، إن لم يكن من خلال الحضور الذي حرموا منه بفعل فاعل لئيم، فمن خلال الدعوات بقلوب صادقة ومحبة امتلأت عشقًا لهذا المنتخب الذي يستحق كل الإعجاب.

ومع زحمة الفرح هذه بما تحقق للعنابي الواعد في هذه النسخة من البطولة الكبيرة، يكون من المهم جدًا التوقف عند تلك الأسباب التي صنعت هذا المجد الجديد الذي يستحقه فعلاً الذين يعملون في صمت والماضون بقوة صوب غد وضاء للرياضة القطرية كلها و على رأسها كرة القدم بكل تأكيد.

وقد لا نكشف سراً هنا عندما نقول إن أكاديمية التفوق الرياضي «أسباير» كانت لها اليد الطولى في هذا الذي صنع مجدنا الكروي الجديد .. فمع الاعتراف طبعا بالدور الكبير الذي ينهض به الاتحاد القطري لكرة القدم، بما عُرف به من جد واجتهاد وسعي دؤوب لتطوير واقع اللعبة عندنا والارتقاء بها إلى مصاف البلدان المتقدمة في كرة القدم العالمية، نرى أيضًا أن «أسباير» كانت هي المصنع الحقيقي الذي أنتج هذه النخبة من اللاعبين الذين فاجأوا الكثيرين، بما قدموه من عروض كشفت عن إمكانات رفيعة المستوى استحقت فعلاً أن تكون حديث آسيا كلها إن لم نقل حديث المراقبين وعشاق كرة القدم في كل مكان.

رؤية شاملة

ولكي تكون الصورة أكثر وضوحًا نقول إن «أسباير» لم تقف عند حدود كرة القدم فقط وإنما يمتد عملها نحو الخريطة الرياضية كلها فكان أن أنتجت لنا العديد من الأسماء الواعدة التي صارت فعلاً نجومًا كبيرة أمثال بطلنا العالمي الكبير معتز برشم وذلك في إطار استراتيجيتها التي تقوم على جملة أهداف رئيسية ترمي إلى تحديد وجذب المواهب الرياضية الواعدة ورفع مستوى الأداء عن طريق التدريب بأحدث الطرق ومن خلال كوادر متخصصة ومتقدمة على المستوى العالمي إضافة إلى منح طلابها من الرياضيين تعليمًا متميزًا ورعاية على أعلى مستوى وفق شعارها الرائع «اليوم حلم، وغداً نجم».

ولأنها تعتبر من المشاربع العالمية الضخمة والكبيرة فإن «أسباير» لم تقف في تقصيها عن المواهب عند حدود قطر وإنما انطلقت خارجها أيضا في مساحات واسعة بحثا عن أولئك الذين يمكن أن يكونوا مشاريع حقيقية لنجوم المستقبل.

وعلى مستوى كرة القدم تحديدًا حرصت هذه المؤسسة الكبيرة على التعاون مع مختلف المؤسسات الرياضية لدعم متطلبات كأس العالم 2022 من خلال السعي بكل السبل الممكنة لتطوير إمكانات اللاعبين الواعدين فكانت الحصيلة حتى الآن هذه الجموع الرائعة من لاعبينا في مختلف الأعمار حيث تبرز أمامنا اليوم أسماء تبشر بمستقبل كبير سواء على مستوى منتخب الشباب الذي تأهل باقتدار إلى نهائيات كأس العالم للشباب المقرر هذا العام في بولندا أو على مستوى المنتخب الأولمبي ومنه إلى المنتخب الأول الذي يعد امتدادًا رائعًا لمنتخبي الشباب والأولمبي وبأعمار صغيرة من اللاعبين الذين يمكن أن يشكلوا النواة الحقيقية للمنتخب الذي سيمثلنا بإذن الله في مونديال 2022.

وإذا كنا هنا نتحدث بكل هذا الإعجاب عن هذه المؤسسة العملاقة التي باتت تحظى بثقة غير مسبوقة على مستوى العالم كله فإن من الأهمية بمكان أن نذكر بفخر واعتزاز كبيرين سمو الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني، الذي كان وراء انبثاقها قبل نحو أربعة عشر عامًا لتصبح بالتالي واحدة من أرقى المشاريع في صناعة الرياضة ونجومها الكبار.

فقد حرص سموه على توفير كل مقومات نجاح هذا المشروع المستقبلي الكبير وكان لمتابعته الدؤوبة الدور الأكبر فيما تحقق من نجاح غير مسبوق على مستوى التدريب الرياضي والتعليم للطلاب الموهوبين رياضياً وفي بيئة تعليمية ورياضية متميزة لصناعة أبطال الغد من مشاريع التألق الرياضي العالمي.

دعم بلا حدود

أما على مستوى منتخبنا المتوج باللقب الآسيوي فإن نجاحاته لم تكن لتتحقق لولا دعم سموه ومتابعته وحرصه الدائم على تذليل كل الصعاب وفق منهج طويل الأمد بدأ بهذه النخبة من اللاعبين في عمر الناشئين ليصلوا إلى ما وصلوا إليه اليوم بخطوات راسخة وبصبر طويل وثقة كبيرة بمستقبل واعد للكرة القطرية.

وفي هذا السياق نشير إلى المنهج العلمي الذي وفر للاعبينا كل مقومات التألق الذي أبهر الجميع. فلاعب بمستوى معز علي لم يكن له أن يصل بموهبته إلى ما وصل إليه لولا حجم الرعاية الكبيرة وإتاحة الفرص النموذجية التي مكنته من تفجير كل طاقاته وترجمتها إلى هذا المستوى الذي جعل منه اللاعب الأفضل وهداف البطولة القارية برقم قياسي غير مسبوق .. ولولا ما وفرته «أسباير» وفق نهجها العلمي المتميز لما كان بالإمكان أن نشاهد كل هذا الإبداع للاعبنا المتألق أكرم عفيف الذي عُد صانع الألعاب الأكثر مهارة في آسيا كلها.. ولولا «أسباير» أيضا لما وجدنا بسام الراوي وهو يرتقي بقدراته وإمكاناته إلى مثل هذا المستوى المتقدم الذي نال من خلاله كل الإعجاب .. والقول نفسه ينسحب على لاعبينا الآخرين أمثال سالم الهاجري وعاصم مادبو وطارق سلمان وآخرين ممن أثبتوا جدراتهم الكبيرة وأحقيتهم في ارتداء قميص المنتخب الأول للعنابي.

جني الثمار

وهنا نشير أيضا إلى أن ثمار «أسباير» لم تقف عند هذه الحدود .. ففي صفوفها وملاعبها ومصنعها الكبير زخم آخر من لاعبين متميزين ينتظرون اليوم دورهم على طريق الغد في كرة القدم القطرية .. ولعلكم شاهدتم أيضا تلك النخبة الرائعة من لاعبينا الشباب، الذين أبدعوا مؤخرًا في إندونيسيا ليخطفوا بطاقة التأهل لكأس العالم للشباب.. ومثلما تحدثنا عن موهبة معز علي وقدرة أكرم عفيف وغيرهم من لاعبي العنابي الأول نتحدث أيضا عن أسماء أخرى أرجو أن تتذكروها جيدًا أمثال عبدالرشيد إبراهيم وأحمد سهيل ومحمد وعد وهاشم علي وخالد محمد وعبدالله الساعي وناصر بخش وآخرين من نجوم منتخبنا الشبابي الذين سيكون لنا معهم موعد في مونديال الشباب المقبل بإذن الله وجميعهم من نجوم هذه المؤسسة الرائعة «أسباير» التي باتت بحق واحدة من أهم مؤسسات البناء الرياضي في العالم كله.

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X