الراية الرياضية
السلطنة نافست الدوحة في رسم أجمل لوحة

يعجز اللسان عن شكر «هل» عمان

لقطة للتاريخ جمعت اللاعبين بالجماهير في الملعب خلف علمي قطر وعمان

الآلاف استقبلوا أبطال آسيا في الطريق إلى فندق صحار

الكأس تطل على الجماهير في مشهد مثير من شرفة فندق الإقامة

متابعة – صابر الغراوي:

إذا كان الجميع تابع احتفالات الدول العربية بإنجاز الأدعم بعد فوزه بالبطولة القارية الكبيرة مساء أمس الأول، فإن احتفالات سلطنة عمان تحديداً كان لها شكل مغاير عن كل احتفالات البلدان العربية الأخرى.

ويكفي أن نقول إن الاحتفالات العمانية نافست في قوتها وفرحتها وأشكالها احتفالات القطرية نفسها ليس فقط بسبب علاقات الأخوة والجوار والصداقات المتعددة ولكن أيضاً لأن الأشقاء في عمان هم شركاء أساسيون في هذا النجاح الرائع بسبب دعمهم اللامحدود للأبطال في ملاعب الإمارات ومساندتهم لمنتخبنا الوطني في البطولة بشكل عام وفي المباراة النهائية بشكل خاص.

ولأن هذه اللفتات الإنسانية والأخوية الرائعة التي قدمها الأشقاء في عمان طوقت أعناقنا جميعاً فقط، أبى القائمون على منتخبنا الوطني إلا أن يحتفلوا أولاً مع الأشقاء في سلطنة عمان بعد ساعات قليلة من مراسم التتويج باللقب وفي قلب السلطنة وبالتحديد في مدينة صحار كجزء من رد الجميل لهذه الجماهير التي كانت هي اللاعب رقم واحد من الأدعم في جميع المباريات.

مفاجأة في استقبال الباص

وبمجرد انتهاء مراسم التتويج استقل منتخبنا الباص وتوجه إلى مدينة صحار- أقرب مدن السلطنة من العاصمة الإماراتية أبوظبي- وهناك كانت المفاجأة الكبيرة التي استقبلت باص الأدعم وهو في طريقه إلى فندق راديسون بلو الذي أقام فيه الأدعم هذه الليلة حيث اصطفت الجماهير على جانبي الطريق إلى الفندق بالآلاف رغم تأخر الوقت، حيث إن بعثة منتخبنا الوطني وصلت إلى صحار بعد الساعة الثالثة فجراً.

وكان من الطبيعي أن يسير الباص في الطريق إلى فندق الإقامة ببطء شديد وذلك بسبب الزحام الواضح على جانبي الطريق فضلاً عن مئات السيارات التي أحاطت بباص بعثة منتخبنا الوطني حيث كان المشهد أشبه بالموكب الهائل، الذي أحاط به المئات من رجال الشرطة الذين تولوا مهمة تنظيم المشهد الرائع حتى يخرج في أبهى وأروع الصور.

وتركزت تصريحات جميع لاعبي الأدعم ومسؤولي المنتخب الوطني بداية من رئيس الاتحاد خلال هذه الرحلة في تقديم كل عبارات الشكر إلى الأشقاء في عمان حيث اتفق الجميع على أن اللسان يعجز عن شكر «هل» عمان على هذا الدعم والمساندة.

المشهد رائع في الفندق

وكان المشهد في الفندق الذي استقبل فريقنا في مدينة صحار أكثر من رائع حيث كانت باقات الورود جاهزة لأعضاء الفريق لتطويق أعناقهم فضلاً عن تجهيز الوجبات والمشروبات وكل وسائل الراحة في استقبالهم.

ورغم الإرهاق الشديد الذي أصاب جميع أعضاء الفريق إلا أنهم تناسوا هذا الإرهاق وشاركوا الأشقاء فرحتهم حتى الساعات الأولى من صباح أمس وبعد أن خلدوا للنوم للحصول على قسط من الراحة كانت الفكرة الرائعة التي قام بها أعضاء الفريق عندما وضعوا الكأس الغالية في إحدى شرفات الفندق المطلة على البحر حتى يشاهدها الجمهور العماني التي يتوافد بشكل مستمر على الفندق وكأن هذه الكأس ترحب بهم وتحتفل معهم بهذا الإنجاز.

بداية التلاحم في المدرجات

ولعل بداية التلاحم الكبير بين القطريين والعمانيين في هذه البطولة كانت من خلال الحضور الكبير في المدرجات رغم كل الصعوبات التي واجهتها هذه الجماهير وإصرارها الكبير على تشجيع الأدعم ومساندته ودعمه طوال الوقت.

أما الفصل الثاني والذي كان حديث العديد من وكالات الأنباء ووسائل الإعلام العربية والعالمية فتمثل في اللحظات الرائعة التي أعقبت مراسم التتويج. فبمجرد أن تسلم لاعبونا كأس بطولة أمم آسيا انطلق اللاعبون جرياً إلى مقاعد الجماهير العمانية للاحتفال معهم بالكأس وليس ذلك فقط، بل حصلوا على أعلام السلطنة وطوقوا بها أعناقهم وطافوا بها أرجاء الملعب. وكان علم السلطنة جنباً إلى جنب مع علم قطر في أيدي لاعبينا وعلى رأسهم حسن الهيدوس قائد الفريق ومعز علي أفضل لاعب وهداف البطولة وعبد الكريم حسن أفضل لاعب في آسيا العام الماضي وسعد الدوسري أفضل حارس في البطولة وتميم المهيزع وحامد إسماعيل وبقية اللاعبين.

لقطة للتاريخ

وخلال هذه الاحتفالات مع الجماهير أصر حسن الهيدوس ومعز علي على تجميع اللاعبين مع الكأس وأمامهم علم عمان ومن خلفهم الجمهور العماني وأجبروا المصورين على التراجع إلى الخلف لالتقاط صورة كبيرة يظهر فيها علم عُمان في الأمام والجمهور العماني في الخلف فكانت لفتة جميلة تكشف الإحساس بالجميل العماني.

وكانت هذه اللقطات تاريخية بالفعل لأنها نالت إعجاب الجمهور الذي حضر في المدرجات وتفاعل معها وتابعها عبر الشاشات.

أما المشهد الأخير في هذه الاحتفالية العمانية الرائعة فتمثل في لحظة وداع البعثة قبل مغادرتها سلطنة عمان مساء أمس وذلك بعد أن قضت البعثة قرابة اليوم الكامل في عمان حيث احتشدت الجماهير مرة أخرى لتحية أعضاء الفريق وودّعتهم قبل التوجه إلى المطار في رحلتهم إلى الدوحة وهنأتهم مرة أخرى ورد أعضاء منتخبنا الوطني بتقديم كل عبارات الشكر إلى هذه الجماهير مع وعد بلقاءات أخرى قريبة بإذن الله. ولبى جميع اللاعبين دعوة هذه الجماهير لالتقاط الصور التذكارية في مشهد تلاحمي رائع يعكس روح المحبة والأخوة والفرحة الكبيرة بهذا الإنجاز.

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X