الراية الرياضية
فصل جديد من حكايات ألف ليلة وليلة

24 ليلة تلخص سوالف البطولة التاريخية

مجموعة شابة متآلفة ومتحابة صنعت الإنجاز وحققت الإعجاز

غادرونا بهدوء إلى الإمارات .. وعادوا بعاصفة أغلى البطولات

كل عبارات التقدير والوفاء من قلوب المحبين لكتيبة المحاربين

يرويها – صابر الغراوي

بلغني أيها القارئ السعيد، ذو الرأي الرشيد .. أنه في هذا العصر والأوان، وأهم حقبة من حقب الزمان .. كانت هناك مجموعة شابة، متآلفة ومتحابة .. بدأوا سوياً رحلة الكفاح، بحثاً عن تحقيق النجاح .. وكشفوا عن رغبتهم في الريادة، مع أشهر مجالات الرياضة .. على أمل رفع راية البلاد، وإسعاد كل العباد.

وفي يوم من ذات الأيام، بدأوا رحلة تحقيق الأحلام .. وبعد أن ودعوا الأنصار، غادرونا إلى المطار .. وبعد أن استراحوا في عمان، انتقلوا إلى أرض الجيران .. حيث كانت ملاعب الإمارات، مسرحاً لمسلسل الانتصارات.

ومرت الليلة وراء الليلة في هذه الرحلة الجميلة .. وعلى مدار 24 «يوم»، لمعت أسماؤهم كالنجوم .. وبالتحديد من التاسع من يناير، ووصولاً للأول من فبراير .. وتخطوا العقبة تلو العقبة فارتفعت الهامة وطالت الرقبة.

ولما كانت الليلة الأولى، تخطوا أول عقبة بسهولة.. وهزموا منتخب الأرز، بقدمي بسام والمعز.. وبعدها توالت الليالي، على منتخبنا الغالي.. ما بين تحضيرات وتدريبات، لحصد المزيد من النقاط.

ولما كانت الليلة رقم ستة، كان الوعد مع الفوز بالستة.. وتحقق الفوز الأكبر في البطولة، على كوريا بكل سهولة .. وبدأ الجميع في استكشاف، الملامح الأولى للهداف.. وظهر المعز في صورة رائعة، بعد أن سجل أهدافه الأربعة.

ولما كانت اللية التاسعة، تابعنا جميعاً المباراة الرائعة.. وتحدث الجميع عن المنتخب الأخطر، عندما التهمنا اليابس والأخضر.. وكانت مباراة نموذجية، هزمنا فيها السعودية.. وتصدر العنابي المجموعة، وفرض كلمته المسموعة.

ومع انطلاقة المراحل الإقصائية، كانت المواجهات أكثر ندية.. ورفض منتخبنا خيار الفراق، وأصر على تخطي العراق.. بعد قصة رواها رسام، اللقب راوي والاسم بسام.

وعندما حان موعد ربع النهائي، ظهر لنا حاتم الفدائي.. وفجر شباك الشمشون، بأجمل وأروع «جون».. وانتقل الأدعم إلى مربع الكبار، ليصطدم بإحدى دول الحصار.. فهزم المنتخب «الأبيض» الذي يمثل الإمارات، ورسم الحزن على الكل في المدرجات.. ودك شباكهم برباعية نظيفة، رغم الأجواء العدائية المخيفة.

وفي الليلة الرابعة والعشرين، توجهنا بالدعاء لرب العالمين.. وهي ليلة أول فبراير، التي هلت فيها البشاير.. بحضور عماني غفير، لتشجيع أدعمنا الكبير.. وبعد أقل من 12 دقيقة، ظهرت ملامح الحقيقة.. عندما لعب المعز المقصية، مزق بها الشباك اليابانية.. ثم أطلق حاتم الصاروخ، الذي اخترق الدفاع المشروخ.

ورغم أن مرمى سعد العنيد، تلقى بعدها الهدف الوحيد.. لتتوتر الأعصاب، ويقلق الأحباب.. ولكننا عدنا مجدداً للتهديف، بجزائية أكرم عفيف.. وأحرزنا أجمل بطولة، بكل بساطة وسهولة.. ليبدأ مسلسل الأفراح، والليالي الملاح.. يومٌ ابيضت فيه وجوه، واسودت وجوه .. وأخيراً عاد رفاق الهيدوس، باللقب إلى أرض قابوس.. قبل أن تستقبلهم القلوب المفتوحة، على الكورنيش الرائع بالدوحة.

فشكراً من القلب لكل أحبابي، الذين مثلوا كتيبة العنابي.. بداية من حارسنا الحبيب، الأسد سعد الشيب.. ووصولاً لمن حمل أغلى الكؤوس، القائد حسن الهيدوس.. ومروراً بالبكري ويوسف حسن.. ومعاهم بيدرو وعبد الكريم حسن.. والنجم الشاب طارق، الذي أحدث الفارق.. وابن الراوي بسام، المدافع الرسام.. والثنائي العظيم، العلي وتميم.. والظهير حامد، وفتحي الصامد.. كلهم أحبوا، عاصم مادبو.. وعبد العزيز حاتم «الطائي»، والشاب خالد الفدائي.. والمايسترو كريم بوضيف، والمخضرم علي عفيف.. وسالم وعبد الرحمن، وبوعلام الفنان.. وأحمد علاء، رائد الفضاء.. والمعز الهداف المخيف، بلمسات أكرم عفيف.. ولا ننسى المدرب العزيز، الأسباني فيليكس سانشيز.. وكل من ساهم في إحراز البطولة، بعزيمة وإصرار ورجولة.

حكمنا الدولي علي اليزيدي:

مـا تحقـق إنجـاز تاريـخـي للكــرة القطريـة

قدم علي اليزيدي حكمنا الدولي والمعلق بقنوات الدوري والكأس أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى بمناسبة فوز منتخبنا الوطني بلقب كأس أمم آسيا للمرة الأولي في تاريخه، وبارك اليزيدي إلى صاحب السمو الأمير الوالد، ولسمو الشيخ عبد الله بن حمد بن خليفة آل ثاني نائب سمو الأمير، ولسمو الشيخ جاسم بن حمد بن خليفة آل ثاني الممثل الشخصي لسمو الأمير، كما هنأ القائمين على منتخبنا الواعد وفي مقدمتهم اتحاد الكرة وأكاديمية التفوق الرياضي أسباير وجميع الأندية وكل من ساهم في تحقيق هذا الإنجاز التاريخي غير المسبوق للكرة القطرية، وبارك اليزيدي كذلك إلى الشعب القطري على الإنجاز الكبير للكرة القطرية، وقال إن ما تحقق في بطولة كأس أمم آسيا يعتبر إعجازاً بكل المقاييس لأن العنابي قدم بطولة استثنائية وتتويجه باللقب التاريخي جاء عن جدارة واستحقاق، ورفع رأسنا جميعاً وشرفنا، وأكد أن قطر قادرة على تحقيق المستحيل، وأثنى على المستوى والأداء الرائع الذي قدمه منتخبنا الوطني في البطولة القارية حتى وصوله إلى اللقب القاري.

وقال إن العنابي لم يتوج باللقب من فراغ والمستويات والنتائج الإيجابية ليست وليدة الصدفة وإنما تعود إلى تخطيط كبير من قبل القائمين على الكرة القطرية، وقال إن فوز العنابي بلقب كأس أمم آسيا يعد إنجازاً كبيراً بكل المقاييس، ولذلك يجب علينا أن نفتخر بهذا الجيل صانع هذا الإنجاز الكبير والتاريخي للكرة القطرية، ونرفع لهم العقال مليون مرة على ما حققوه في أقوى بطولات أكبر قارات العالم.

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X