كلمات صاحب السمو ستظل محفورة في ذاكرتي
عشت أطول ليلة في حياتي بعد التتويج ولم أنم من الفرحة حتى الصباح
نظرات الفرحة التي شاهدناها في عيون «هل قطر» بالدنيا وما فيها
لم أكن أفكر في لقب الأفضل و عندما وصلنا للنهائي شعرت أنه اقترب
عشنا أصعب اللحظات بالبطولة بعد هدف اليابان لكننا تجاوزناها بسلام
دعوات «هل قطر» كانت تصلنا وتحفزنا على تقديم الأفضل لإسعادهم

التتويج باللقب القاري حلم جميل تحقق وأهديه لكل الشعب القطري
الإصابة حرمتني من السد والله عوضني خيراً مع المنتخب
عندما شاهدت الدوحة من الطائرة طار قلبي وذهب عناء وتعب شهر كامل
لقب أفضل حارس جائزة لكل حراس قطر وليس لسعد الشيب فقط
حوار – حسام نبوي:
سعد عبد الله الشيب الدوسري، حارس مرمي منتخبنا الوطني، أحد أبطال كتيبة كأس آسيا 2019 البواسل الذين كتبوا أسماءهم بأحرف من ذهب في سجلات تاريخ كرة القدم القطريّة والآسيوية بتحقيق إنجاز تاريخي هو الأول من نوعه بالنسبة لكرة القدم القطريّة بالفوز بكأس آسيا عن جدارة واستحقاق، سعد قدّم بطولة استثنائيّة في كل شيء، وحقق أرقاماً قياسيّة سيقف الحرّاس من بعده عاجزين عن تحقيقها بالحفاظ على نظافة شباكه 6 مباريات متتالية في البطولة القارية التي كاد أن ينهيها بسجل نظيف لولا هدف اليابان الوحيد في المباراة النهائيّة، وحسم سعد لقب أفضل لاعب عن جدارة واستحقاق ليتربّع على عرش حرّاس القارة الآسيوية ملكاً متوجاً، الراية الرياضية التقت بالحارس العملاق للحديث عن الإنجاز التاريخي ورصد اللحظات التي مرّ بها على مدار 7 مباريات كاملة مروراً برحلة العودة إلى عمان حتى استقبال حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للأبطال في مطار الدوحة ومشاركة الجماهير فرحتهم في مسيرة الكورنيش وغيرها من المواضيع في هذا الحوار الشامل:
مفاجأة سعيدة وغالية
• في البداية سعد.. هل كنت تتوقع استقبال حضرة صاحب السمو لكم في مطار الدوحة؟
لم نكن نعلم باستقبال حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى لنا في المطار، فكانت مفاجأة جميلة جداً جداً من أجمل مفاجآت حياتي فحضوره أدهشنا جميعاً، وكلماته القليلة معي أثناء السلام عليّ ستظل محفورة في ذاكرتي، واحتضانه لنا بكل هذا الحب شيء لا أستطيع وصفه، وكأن قطر كلها احتضنتنا، وقتها ذهب عنا كل الإرهاق والتعب بعد رحلة شاقة لمدة شهر كامل بعيداً عن الأهل وفي تركيز تام من مباراة إلى الأخرى، بجد شكراً من القلب سيدي حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وشكراً سمو الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني شيخ الشباب على دعمه ومواقفه الجميلة معنا جميعاً كلاعبين.
• وماذا كان شعورك بعد هذا الإنجاز التاريخي ؟
بكل تأكيد الفوز بكأس آسيا كان حلماً جميلاً ولله الحمد تحقق ولم يكن حلماً بالنسبة لنا كلاعبين فقط ولكن كان حلماً لكل قطر، فهذه هي أول بطولة قارية لقطرنا الحبيبة، وصراحة شعور السعادة لدى جميع اللاعبين لا يمكن وصفه ليس لديّ فقط، فكلنا نشعر بالفخر والسعادة الغامرة على هذا الإنجاز، وأنا شخصياً وجودي في هذا الإنجاز التاريخي وسام على صدري وشرف كبير يتمنّاه أي لاعب قطري.
• وكيف قضيت ليلة المباراة عقب التتويج ؟
كلنا لم ننم الليل من الفرحة، الأجواء كانت رائعة للغاية فبمجرد أن أطلق حكم اللقاء صافرته معلناً عن انتهاء المباراة كانت لحظة تاريخيّة تقشعر لها الأبدان فرحاً وابتهاجاً فقد دخلنا التاريخ من أوسع أبوابه بتحقيق أول بطولة قارية لبلدنا الحبيب، إنجاز كبير لم نكن نتوقعه إلا أننا اجتهدنا وقاتلنا وبذلنا كل جهودنا من أجل تحقيقه والحمد لله كلل الله مجهودنا بالنجاح وحققنا اللقب عن جدارة واكتسبنا احترام وتقدير الجميع، فعقب المباراة وصلنا عمان وقضينا الليلة هناك سعداء بهذا الإنجاز ولكننا لم نتمكن من النوم سوى ساعتين فقط من فرط الفرحة، ولكن الفرحة كانت مختلفة تماماً بالنسبة لي عندما وصلنا إلى قطر وشاهدت الدوحة من شباك الطائرة، هذه اللحظة طار قلبي فرحاً وشعرت أننا حققنا إنجازاً بجد، وذهب تعب وعناء شهر كامل قضيناه في الإمارات، وزادت فرحتي عندما خرجت من الطائرة وشاهدت حضرة صاحب السمو.. لحظات تاريخيّة لن تُمحى من ذاكرتي، وسنظل نرويها لأبنائنا وأحفادنا.
وقفة لن ننساها للأشقاء
• ماذا عن استقبال العمانيين لكم عقب المباراة ؟
الشعب العماني شعب طيب مضياف استقبلنا بكل حب وود، وفعلاً كل كلمات الشكر لن توفي الشعب العماني حقه، فالجمهور العماني وقفته معنا لن ننساها طوال أيام البطولة آزرنا ووقف خلفنا، ففي هذه الظروف الصعبة كان لنا جمهور يقف خلفنا ويشدّ من أزرنا ويحتفل معنا مع كل هدف وبعد كل مباراة فهذا الأمر كان رائعاً للغاية.
• سعد.. هل كنت تتوقع الفوز باللقب؟
صراحة لم نكن نتوقع الفوز باللقب إلا أننا كنا عازمين على تقديم أفضل ما لدينا والمنافسة بكل قوة، فذهبنا للاستمتاع باللعب وخوض كل مباراة على أنها بطولة منفصلة حتى وجدنا أنفسنا في المباراة النهائيّة، والحمد لله نجحنا في تخطي عقبة الياباني وحققنا اللقب التاريخي.
• هل اختلفت مباراة اليابان عن باقي المباريات بالنسبة لكم ؟
نحن خضنا اللقاء دون أي ضغوطات فقد استعددنا استعدادات عادية جداً قبل المباراة ولو تشاهدنا أثناء العشاء ليلة المباراة أو الغداء قبل المباراة بساعات تقول إنها ليست مباراة نهائيّة، كانت الأمور عادية جداً دون أي ضغوطات، وهذا الأمر كان إيجابياً بالنسبة لنا حيث إنه حررنا من الضغوطات والخوف من أهمية المباراة الكبيرة.
لحظات عصيبة
• لكن المباراة مرّت بأوقات صعبة كثيرة ؟
بالفعل بعد إصابة بوعلام وتبديله صار علينا ضغط كبير من قبل المنتخب الياباني وهنا كان دور الروح القتاليّة والتحفيز بيننا، حيث إننا حرصنا على تقديم أفضل ما لدينا فكنا دائماً ما نقول لبعضنا بعضاً ما هي إلا دقائق يجب أن نحافظ على نظافة شباكنا حتى نتوّج باللقب وقاتلنا رغم دخول هدف في مرمانا حتى تمكنا من تحقيق الفوز التاريخي عن جدارة واستحقاق.
• ألم تشعر بالقلق عقب تسجيل اليابانيين هدفاً في مرماك ؟
هذا الوقت كان أصعب أوقات البطولة بالنسبة لنا جميعاً، إلا أننا تكاتفنا جميعاً في هذا الوقت الصعب ونجحنا في تجاوزه ببراعة، وكل اللاعبين كانوا أبطالاً، وعلى قدر المسؤولية وأنهينا المباراة كما ينبغي رغم كل الضغوطات واللحظات العصيبة التي مررنا بها لنصل إلى النهاية السعيدة التي كنا نريدها جميعاً.
• سعد.. هل كنت تتوقع الحصول على جائزة أفضل حارس في البطولة؟
الحمد لله رب العالمين على هذا الإنجاز الكبير، ففي بداية البطولة لم أكن أتوقع ولم أفكر مطلقاً في جائزة شخصيّة، ولكن مع توالي المباريات والحفاظ على نظافة شباكنا وحديث زملائي معي على أنني الأفضل في البطولة جعلني أشعر بأن الجائزة تقترب خاصة عند وصولنا إلى المباراة النهائيّة بسجل خالٍ من الأهداف، وأنا لا أنسب هذه الجائزة لسعد فقط بل هي جائزة كل حرّاس قطر خاصة الثنائي يوسف حسن ومحمد البكري حارسي المنتخب، وكل زملائي في المنتخب فنحن نعمل كمنظومة واحدة وهذا أهم ما يميّزنا، وأحد أسرار النجاح الذي تحقق والكل على قلب رجل واحد من أجل مصلحة الفريق ككل دون التفكير في أي ألقاب شخصية.
طموح مونديالي
• ولمن تهدي هذه الجائزة ؟
إلى أهلي وأصدقائي وكل من وقف بجانبي ودعمني وإلى الشعب القطري كافة.
وما طموحك بعد اللقب القاري ؟
طموحي هو أن أواصل عطائي مع المنتخب والنادي وأن أُحقق المزيد من البطولات، وأن أواصل حتى أكون الحارس الأساسي للعنابي في مونديال 2022، فهذا حلمي القادم الذي سأسعى لتحقيقه.
دعوات الأهل
أكد سعد الدوسري أن جميع لاعبي العنابي كانوا يعرفون جيداً مدى اهتمام الشارع القطري بما يحققونه في البطولة، وكانت تصلهم دعوات «هل قطر» وهو ما حفزنا جميعاً لتقديم أفضل ما لدينا خاصة المباراة النهائيّة الحاسمة، فلم يكن أمامنا سوى مباراة واحدة ونعانق المجد، والحمد لله نجحنا في تحقيق هدفنا بفضل دعوات كل الأهل والأحباب والأصدقاء في قطر.
سعادة شعب
أعرب سعد الدوسري عن سعادته الكبيرة بما شاهده من فرحة كل الشعب القطري أثناء الاحتفالية على كورنيش الدوحة قائلاً: الحمد لله أننا استطعنا أن نسعد كل الشعب القطري بهذا الإنجاز التاريخي في هذا التوقيت وفي هذه الظروف المحيطة بنا جميعاً، فالكل فرح بهذا التتويج مقيمين ومواطنين، صغاراً وكباراً، الفرحة عمّت الجميع فقد كانت فرحة العمر بالنسبة لنا، وقطر بكل تأكيد تستحق هذه الفرحة الكبيرة.
بسام بطل
أكد سعد الدوسري أن بسام الراوي أكثر لاعبي المنتخب تعرض لضغوطات كثيرة إلا أنه كان أحد أبطال المباراة النهائية ولم يتأثر مستواه بهذه الضغوطات وقاتل ببسالة وقدم بطولة كبيرة للغاية مع جميع زملائه بالفريق.
تكرار الإنجاز
تحدث سعد الدوسري عن إنهاء البطولة بدخول مرماه هدف واحد فقط قائلاً: الحمد لله على هذا الإنجاز الذي تحقق بفضل مجهود الجميع وليس سعد فقط متمنيًا أن يتكرر الإنجاز عن طريق حارس قطري مرة أخرى.
دوري الأبطال .. وكأس آسيا
أكد سعد الدوسري على أن الإصابة حرمته أن يكون أساسيًا مع السد عند تحقيقه لقب دوري أبطال آسيا عام 2011 حيث إنه بدأ البطولة كحارس أساسي في مباراتي الدور التمهيدي إلا أنه تعرض للإصابة في القفص الصدري خلال المباراة الثالثة أمام استقلال طهران فابتعد ليشارك الحارس المخضرم محمد صقر ويكون أحد أهم أسباب فوز الزعيم بالبطولة التاريخية مؤكدًا أن محمد صقر ساهم بشكل كبير في تتويج السد باللقب وكان يستحق هذا التتويج، وأوضح سعد أنه وبعد سنوات جاءت المكافأة بالتتويج مع المنتخب بكأس آسيا والحصول على لقب أفضل حارس بالبطولة في إنجاز تاريخي مؤكدًا أن الشعور مختلف تمامًا فالفوز ببطولة مع المنتخب يثلج الصدر.
إهداء لكل قطر
أهدى سعد الدوسري حارس مرمى منتخبنا أفضل حارس في آسيا لقب كأس آسيا إلى كل الشعب القطري، مؤكدًا على ان قطر تستحق هذه الفرحة الكبيرة والإنجاز التاريخي أقل شيء يمكن أن يقدمه لاعبة المنتخب لكل «هل قطر» ، ونود أن نشكر كل من خرج في استقبالنا ونرفع لهم العقال تحية وتقديرًا ونتمنى أن يكون هذا الإنجاز بداية لتحقيق إنجازات أكبر في المستقبل للكرة القطرية.
من الإصابة إلى قمة المجد
تعرض سعد الدوسري للإصابة وخضع لإجراء جراحة في الكتف في شهر مايو 2018 إلا أنه عاد أقوى ونجح في إثبات وجوده وواصل تألقه مع ناديه الزعيم السداوي ليحافظ على مكانه كحارس أساسي في المنتخب ويصل إلى قمة المجد بالتتويج مع العنابي بلقب كأس آسيا والحصول على لقب أفضل حارس في البطولة سعد أكد في حواره مع الراية الرياضية أن الفضل في عودته أقوى بعد الإصابة يعود إلى مجهودات الجهاز الطبي ووقفة زملائه فلم يكن في كامل جاهزيته ولكن الحمد لله قدم بطولة كبيرة وحقق الفريق نجاحًا منقطع النظير بفضل تكاتف الجميع وعقب التتويج شعر الجميع بقيمة تعبهم وجهدهم خلال الفترة الماضية للاستعداد لهذه البطولة الهامة ولله الحمد التعب لم يذهب هباءً وعاد الفريق بالكأس.
ضغوطات واستفزازات
أكد سعد الدوسري على أن جميع لاعبي المنتخب لم يكن لديهم أي اهتمام بالضغوطات التي تمارس عليهم والاستفزازات التي كانوا يتعرضون لها والأجواء المشحونة والسباب بل كان تركيزهم فقط في الملعب، وأنهم تعاملوا بأخلاقهم العالية في كل هذه المواقف واستحقوا احترام الجميع، وكان هناك تركيز كبير حتى تمكن المنتخب من تحقيق هدفه وهو التتويج باللقب القاري.
أرقام قياسية لم يحققها كبار حراس العالم
الإنجاز الكبير الذي حقَّقه سعد الدوسري، أفضل حارس مرمى في كأس آسيا 2019، مع منتخب العنابي، بالفوز على اليابان في النهائي بثلاثة أهداف مقابل هدف، والحفاظ على نظافة شباكه لأكثر من 6 مباريات كاملة في البطولة القارية الكبرى، بمعدل دقائق وصل إلى 609 دقائق دون أن تهتز شباكه خلالها، جعله يتفوق على كبار حراس العالم في أكبر البطولات العالمية، أمثال والتر زينجا مع منتخب إيطاليا، وإيكر كاسياس مع منتخب إسبانيا.
سعد الدوسري قام بدور كبير في فوزالعنابي بلقب البطولة، من خلال تألقه الكبير، وحفاظه على نظافة شباكه من استقبال الأهداف حتى المباراة النهائية، التي استقبل خلالها الهدف الوحيد من المنتخب الياباني عن طريق اللاعب تاكومي مينامينو، في الشوط الثاني من المباراة الكبيرة. وبذلك تخطَّى سعد أرقاماً صامدة لأكبر حراس العالم في بطولات كأس العالم وكأس الأمم الأوروبية، مثل رقم العملاق والتر زينجا مع منتخب إيطاليا، عندما حافظ على نظافة شباكه مع الآزوري لأكثر من 517 دقيقة في مونديال 1990 التاريخي، الذي أقيم على الأراضي الإيطالية، وفاز بلقبه منتخب ألمانيا في النهاية. فيما حطَّم الشيب أيضاً الرقم الكبير لأشهر حراس إسبانيا عبر التاريخ، المخضرم إيكر كاسياس، بطل العالم وأوروبا مع الماتادور، والحارس التاريخي لريال مدريد، بطل أوروبا، عندما حافظ على نظافة شباكه مع اللاروخا لمدة 509 دقائق في بطولة كأس الأمم الأوروبية 2012، التي فاز بها منتخب إسبانيا على حساب إيطاليا. ولم يكتف سعد بتلك الإنجازات وحسب، بل نجح في اقتناص جائزة أفضل حارس في البطولة بكل جدارة واستحقاق، لاسيما مع تتويج العنابي بلقب البطولة لأول مرة في تاريخه وسط احتكار العنابي لكافة جوائز البطولة التاريخية.