استقبل ميناء الدوحة أمس السفينة «كوستا ميديترينيا»، وقد أقيمت مراسم استقبال حضرها كل من سعادة السيد جاسم بن سيف السليطي وزير المواصلات والاتصالات، وسعادة السيد أكبر الباكر أمين عام المجلس الوطني للسياحة، وسعادة السفير الإيطالي بالدوحة، باسكوالي سالزانو بالإضافة إلى الكابتن، عبدالله الخنجي، الرئيس التنفيذي للشركة القطرية لإدارة الموانئ «مواني قطر».
وقد قام الوفد بالترحيب بوصول السفينة العملاقة التي دشَّنت أولى رحلاتها إلى قطر حاملة على متنها 3700 راكب ما بين ركاب وأعضاء طاقم العمل. وتُعتبر الباخرة العملاقة والتي يبلغ طولها 292 متراً واحدة من أضخم السفن في أسطول شركة «كوستا كروزس» الإيطالية.
وقال سعادة السيد جاسم بن سيف السليطي وزير المواصلات والاتصالات رئيس مجلس إدارة شركة «مواني قطر»: إننا سعداء بما نشاهده من دور كبير يقوم به ميناء الدوحة في تعزيز مكانة قطر كوجهة سياحية جاذبة في المنطقة من خلال تأمين واستقبال السفن السياحية العالمية وتوفير كافة الإمكانيات اللازمة لنمو أحد القطاعات الهامة بما يحقق التنوع الاقتصادي الذي يُعد من أهم أهداف رؤية قطر الوطنية 2030 التي رسمها ويرعاها سيدي حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله.
وأضاف: يأتي هذا الدور المتنامي لميناء الدوحة وسط عملية تطوير شاملة يشهدها حالياً ستجعل منه محطة سياحية متكاملة فريدة من نوعها في المنطقة، حيث تم مؤخراً بدء أعمال التجريف والحفر لتعميق القناة البحرية فيه، بما يُعزّز قدرته على استقبال أكبر السفن السياحية في العالم، موضّحاً أن تحويل ميناء الدوحة إلى ميناء رئيسي للسفن السياحية في المنطقة سيحقق عوائد اقتصادية لقطاعات عديدة مهمة في الدولة كالفنادق والمطاعم وتجارة التجزئة والخدمات وغيرها. ونوه سعادته بالدور الذي تقوم به «مواني قطر» والمجلس الوطني للسياحة والجهات أصحاب المصلحة، مؤكداً سعي جميع الجهات ذات العلاقة لضمان تقديم خدمات من الدرجة الأولى للسفن السياحية التي تزور الميناء مع التسهيلات اللازمة لضمان انسيابية العبور والمُغادرة في الوقت المناسب، مشيراً إلى أن ذلك سيُساهم في جعل ميناء الدوحة مركز انطلاق وعودة للسفن السياحية العالمية في المنطقة.
تعزيز التعاون
ويأتي وصول السفينة «كوستا ميديترينيا» في إطار الاتفاقية المُبرمة في سبتمبر الماضي بين المجلس الوطني للسياحة وشركة «كوستا كروزس»، والتي تتضمّن عدة أوجه للتعاون الاستراتيجي بين الطرفين، حيث ستقوم السفينة «كوستا دياديما» بموجب تلك الاتفاقية بتنفيذ 16 رحلة إلى قطر خلال موسم السياحة البحرية القادم (2019/2020).
وقال سعادة السيد باسكوالي سالزانو، السفير الإيطالي في الدوحة: فخور بوجودي اليوم على متن السفينة «كوستا ميدترينيا» في زيارتها الأولى إلى قطر، حيث تتميز السفينة مثلها مثل جميع السفن في أسطول شركة كوستا كروزس بتوافر أفضل التقنيات والإمكانيات التي صمّمت لتواكب الابتكارات ونمط الحياة الإيطالية، وبما يُحقق للمسافر أفضل خدمات الضيافة. وأضاف: تساعد هذه الشراكة الناجحة بين المجلس الوطني للسياحة وشركة كوستا كروزس، على تقصير المسافات بين قطر وإيطاليا.
تجربة استثنائية
وقال نيل بالومبا، رئيس شركة كوستا كروزس: تعتبر شركة كوستا كروزس رائدة في مجال تطوير منتجاتها وابتكار التقنيات ووسائل الترفيه والرفاهية على سفنها لتقديم تجربة لا تنسى لكل المسافرين على متن رحلاتها، ولذا فنحن سعداء ببدء تشغيل رحلاتنا إلى وجهة متميزة مثل قطر، والتي تمثل فرصة كبيرة في قطاع سياحة الرحلات البحرية.
الباكر: تطور قطاع السياحة البحرية
قال سعادة السيد أكبر الباكر، أمين عام المجلس الوطني للسياحة: يمثل وصول السفينة «كوستا ميدترينيا» ورسوها في ميناء الدوحة، تدشيناً لمرحلة جديدة من مراحل تطور قطاع سياحة الرحلات البحرية في قطر. وسوف تساهم شراكتنا مع شركة كوستا كروزس في تحقيق أهدافنا الاستراتيجية، حيث ستصبح الدوحة محطة انطلاق ورجوع لرحلاتهم البحرية بدءاً من الموسم القادم، ما سيتيح الفرصة للمسافرين للتعرّف أكثر على التجربة السياحية القطرية.
وأضاف: يمثل شركاؤنا المحليون حجر الزاوية في رحلة تطوير سياحة الرحلات البحرية، حيث نجحنا معاً خلال المواسم الماضية في تقديم تجارب سياحية استثنائية لزوار الرحلات السياحية البحرية، وفي أن نصبح وجهة سياحية مُفضّلة لدى عدد كبير من الشركات السياحية والسفن العاملة في المنطقة ما ساهم في تسريع وتيرة نمو أعداد الزوار والتي نستهدف وصولها إلى 200 ألف زائر بحلول عام 2020.
الخنجي: ميناء الدوحة جاهز لاستقبال البواخر السياحية
أكد الكابتن عبد الله الخنجي، الرئيس التنفيذي لشركة «مواني قطر»، على هامش استقبال سفينة «كوستا ميدترينيا» السياحية أنه على الرغم من عمليات تطوير ميناء الدوحة إلا أن الاستعداد لاستقبال السفن السياحية خلال الموسم السياحي يجري على قدم وساق بما لا يتعارض مع استقبال المسافرين على متن البواخر السياحية خلال الموسم الذي يستمر من شهر أكتوبر الماضي وحتى أبريل المقبل.
ولفت إلى وجود تنسيق مع الخطوط والسفن السياحية وتعاون مع مختلف الجهات وعلى رأسها المجلس الوطني للسياحة لتقديم خدمات متميزة للمسافرين، مشيراً إلى أن بعض السفن الكبيرة جداً تصل إلى ميناء حمد مباشرة مثل سفينة كوين ماري 2.
بنمو 136%
43,6 ألف سائح عبر السياحة البحرية خلال 3 أشهر
أظهرت مؤشرات وبيانات الشهور الثلاثة الأولى لموسم السياحة البحرية 2018/2019، نمواً ملحوظاً في عدد الرحلات البحرية وعدد الزوار خلال أكتوبر ونوفمبر وديسمبر 2018، حيث سجَّل عدد الرحلات البحرية خلال شهور أكتوبر ونوفمبر وديسمبر 2018 نمواً نسبته 129% مقارنة بنفس الفترة من العام 2017. أما عدد الزوار فقد وصل إلى 43,649 زائراً خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من 2018 مقارنة ب 18,513 زائراً في نفس الفترة من عام 2017، وهو ما يمثل نمواً نسبته 136%. كما شهدت الشهور الثلاثة الأولى من موسم السياحة البحرية 2018/2019 ظهور الزوار القادمين من المكسيك وإسبانيا والبرازيل ضمن قائمة الجنسيات العشرة الأكثر زيارة لقطر خلال تلك الفترة بالإضافة إلى الزوار القادمين من ألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وروسيا وسويسرا والنمسا. ويعتبر شهر ديسمبر 2018 هو الشهر الأكثر ازدحاماً بين الشهور الثلاثة، حيث شهد وصول 9 رحلات بحرية إلى ميناء الدوحة وعلى متنها أكثر من 29 ألف زائر، ما يمثل نسبة نمو تخطت 150% مقارنة بشهر ديسمبر 2017. وكشفت نتائج استبيانات الرأي التي ينفذها المجلس الوطني للسياحة بين ركاب البواخر السياحية عن ارتفاع نسبة رضا الزوار عن التجربة السياحية في قطر بشكل عام لتصل إلى 94% مقارنة ب 92% في نفس الفترة خلال الموسم الماضي، كما ارتفعت نسبة رضا الزوار عن المكون الثقافي القطري في التجربة السياحية ليصل إلى 90% من 70% العام الماضي.
كما أشارت نتائج استبيانات الرأي عن استعداد 95% من الزوار لترشيح قطر كوجهة سياحية مفضّلة لعائلاتهم وأصدقائهم، ما يجعلهم سفراء مؤثرين للوجهة السياحية. ويُتوقع أن تشهد صناعة الرحلات البحرية في قطر مزيداً من النمو على مدار السنوات المقبلة، حيث تشير التقديرات إلى إمكانية وصول عدد زوار الرحلات البحرية إلى 200 ألف مسافر بحلول عام 2020، لا سيما بعد عملية التطوير التي شهدها ميناء الدوحة والتي تتيح له الآن استقبال السفن العملاقة وكذلك استقبال أكثر من سفينة واحدة في وقت واحد.
تبسيط إجراءات نزول الزوار
أصبح رسو السفن ونزول الركاب أكثر سلاسة بفضل تبسيط الإجراءات ذات الصلة والتنسيق الوثيق بين المجلس الوطني للسياحة و»مواني قطر» ووزارة الداخلية والهيئة العامة للجمارك وشركة مواصلات وشركات إدارة الوجهة، ما يتيح للمسافرين إنهاء إجراءات وصولهم إلى الميناء والبدء على الفور في استكشاف مدينة الدوحة وخوض تجربة سياحية ممتعة تم تصميمها خصيصاً لهم.