الدوري يرتدي ثوب الإنجاز القاري
الصراع سيكون ساخناً في الأمتار الأخيرة من عمر البطولة
فرق استفادت من فترة التوقف وأخرى نامت في العسل !
متغيرات مهمة طالت عدة فرق من خلال الانتقالات الشتوية
جمهورنا الذي احتفى بالأدعم مطالب بالعودة إلى مدرجات الملاعب
من جديد تعود جماهير دوري النجوم لتترقب استئناف رحلته عبر جولته السادسة عشرة والتي تنطلق الخميس المقبل، وذلك بعد التوقف الطويل الذي امتد إلى شهرين كاملين بسبب انشغال لاعبينا ببطولة كأس الأمم الآسيوية التي توجوا بلقبها لأول مرة.
والترقب هذا ينطلق من عدة اعتبارات، حيث ينتظر الجميع مدى التأثير الإيجابي للفوز باللقب القاري على واقع البطولة واندفاع لاعبي فرقنا وبالطريقة التي يمكن أن تسهم في تصعيد روح المنافسة في المتبقي من عمر البطولة التي تمتد إلى أواخر شهر أبريل المقبل.
كما ينتظر الجميع مشاهدة ما يمكن أن يحدث من تحولات على المستوى الفني بعد سلسلة التغييرات التي طالت العديد من اللاعبين خلال فترة الانتقالات الشتوية، خصوصاً أن هناك بعض الفرق قد لجأت إلى تغيير عدة لاعبين وربما أغلب المحترفين فيها سعياً للعودة إلى الدوري بثوب جديد.
أما الأهم هنا فهو أن الترقب سيكون على أشده للاطلاع عن كثب على مدى وحجم الفوائد التي عادت بها فرقنا من فترة التوقف الطويلة هذه وما إذا كانت الأجهزة الفنية فيها قد تمكنت من استثمارها بالشكل الأمثل أم أنها ستعود لتستأنف رحلتها من حيث انتهت قبل التوقف الطويل هذا دون أي إضافات يمكن أن تمد الفريق بما يحتاجه من معالجات للارتقاء بمستواه وتقديم ما هو أفضل خلال الجولات السبع الأخيرة من عمر البطولة.
انعكاسات إيجابية مهمة
وفي تقديرنا أن الفوز باللقب القاري لابد أن يتمخض عن انعكاسات إيجابية مثلما يحدث في كل مكان إذ إن فوز بمثل هذا الحجم وبهذه الأهمية لابد أن يفتح شهية لاعبينا لتقديم أفضل ما لديهم إضافة إلى أنه يمكن أن ينعش الواقع التنافسي ليدفع بالبطولة إلى واقع مختلف عن ذاك الذي كانت عليه قبل بدء البطولة القارية هذه.
والأمر هذا تحديداً يجعلنا ننظر إلى هذه العودة على أنها يمكن أن تفتح الأبواب أمام متغيرات مهمة على مستوى الصراع التنافسي لاسيما بين الفرق الطامحة لاقتحام مربع الكبار أمثال الأهلي الذي يقف على بعد نقطة واحدة فقط من رابع المربع وحتى العربي الذي يبتعد بفارق ست نقاط عنه، أو تلك التي تتمسك بالتواجد داخل حدود ذلك المربع وتحديداً السيلية الثالث حالياً والريان الرابع.. إضافة إلى تلك التي تسعى إلى تعزيز تواجدها في المنطقة الدافئة ومحاولة تحسين مراكزها الحالية التي لا تتفق مع طموحاتها مثل الغرافة وأم صلال في حين سيكون الترقب على أشده فيما يتعلق بمنطقة الخطر التي يغرق فيها الخريطيات عند المركز الأخير بينما مازال الخور يبحث عن حبل إنقاذ وبالتالي الهرب من مركزه الحادي عشر وقبل الأخير وذلك من خلال محاولاته لمطاردة الفريقين اللذين يتقدمان عليه وهما قطر والشحانية.
معالجات ولاعبون جدد
والواضح هنا هو أن الجولات المتبقية من البطولة ستكون مرشحة للكثير من القوة غير أن الغموض يبقى قائماً بشأن ما يمكن أن يحدث على المستوى التنافسي عطفاً على حجم الفوائد المستخلصة من فترة التوقف وهو أمر يعتمد على مدى نجاح الجهاز الفني لهذا الفريق أو ذاك في استثمار تلك الفترة ليس فقط من خلال التغييرات على مستوى بعض اللاعبين وإنما أيضاً عبر المعالجات التي يفترض أن تكون قد أخذت طريقها إلى تلك الفرق لتعود بالتالي بالصورة التي تؤهلها لإحداث التغيير الذي تبحث عنه.
وفي حدود معلوماتنا نجد أن الأمر سيكون مختلفاً في هذا الجانب بين فريق وآخر حيث وجدنا أن هناك من عمل بجد وتفانٍ فعلاً للارتقاء بفريقه عبر تكثيف الجهد التدريبي وخوض أكثر من تجربة بينما كان هناك من تعامل مع الأمر بطريقة سلبية بحيث اختار أن يجعلها فترة للنقاهة أكثر منها للمعالجات الفنية والبدنية ولتكثيف الجهد التدريبي وهو ما كان واضحاً من خلال إتاحة الفرصة لعدد من المحترفين في قضاء إجازة بدت طويلة بعيداً عن فرقهم وفقاً لحسابات مغلوطة بكل تأكيد!.
لكل مجتهد نصيب
وإذا ما كان هناك من اجتهد كثيراً ونشط بكل وضوح لتعزيز فريقه بلاعبين جدد خلال فترة الانتقالات الشتوية وبالتالي محاولة العودة بشكل مغاير عقب التوقف هذا فإن آخرين اختاروا الراحة والنوم في العسل تاركين الحبل على الغارب الأمر الذي سينعكس سلباً بالتأكيد على مسيرتها خلال الجولات الأخيرة من البطولة.
وإذا ما كنا ننتظر من فرقنا أن تعود إلى الدوري أكثر حماسة واندفاعاً وقوة مع استثمار أمثل لنشوة الانتصار القاري الكبير وبالطريقة التي تصب في تصعيد روح المنافسة والارتقاء بالمستوى العام للبطولة فإننا ننتظر أيضاً أن تشهد ملاعبنا عودة الجمهور إلى مدرجاتها والإسهام الفعلي في تحفيز لاعبي فرقنا لتقديم الأفضل خصوصاً بعد أن شهدنا كل هذا الالتفاف الجماهيري الواسع حول العنابي من خلال التواجد بكل كثافة في الأماكن التي نصبت فيها الشاشات العملاقة لمتابعة مباريات منتخبنا في البطولة القارية تلك.
الميركاتو يشعل صراع الجولات الأخيرة
شهدت فترة الانتقالات الشتوية «الميركاتو» متغيرات مهمة طالت عدة فرق على أمل العودة بعد التوقف بصورة أفضل.. وشهدت الليلة الأخيرة من هذه الفترة التي استمرت على مدى شهر كامل توقيع عدد من الصفقات كان من بينها انضمام الجزائري إلياس حساني إلى صفوف الغرافة، والمغربي مصطفى الكبير إلى صفوف الريان، والإيراني مرتضي كنجي والمهاجم القطري محمد صلاح النيل لصفوف العربي، والمدافع العراقي ربيين سولاقا لاعب الخور إلى صفوف الشحانية، والجزائري حمرون يوغرطة من الخريطيات إلى الريان فيما ضم الخريطيات المحترف الإيفواري موهي لتدعيم خطه الدفاعي.
كما شهد الميركاتو أيضاً عدداً آخر من الصفقات المهمة في مقدمتها انضمام النجم المغربي مهدي بن عطية للدحيل، والإسباني فاسكويز للعربي، والأردني بهاء عبدالرحمن لقطر، والبرازيليان لويز أوتافيو وأندرسون كونسيسا والجزائري مراد ساتلي لأم صلال، والبرازيليان ويليانس دوس سانتوس وتياجو بيزيرا واللبناني ألكسندر مليكي والتونسي أيمن الطرابلسي للخور، إلى جانب أكثر من صفقة محلية أبرزها انتقال إبراهيم ماجد قائد السد إلى صفوف العربي قبل أن يستقطب السد النجم الكوري الجنوبي نام تاي القادم من الدحيل.
ننتظر التفاعل والحماس الجماهيري
مثلما كان الحماس كبيراً في المتابعة والتشجيع في التجمعات تلك نأمل في أن نراه حاضراً في الملاعب هذه المرة، وبالتالي ممارسة التشجيع بشكل مباشر وبطريقة تعكس حجم الاهتمام الجماهيري الحقيقي بمنافسات البطولة الأكبر على المستوى المحلي.. وهنا نشير إلى أن التجارب في كل مكان تؤشر دائماً انتعاش الحضور والمتابعة الجماهيرية للمباريات المحلية في حالات التألق الخارجي تزامناً مع هذا الإنجاز أو ذاك خصوصاً عندما يكون الإنجاز كبيراً وبحجم الفوز بلقب قاري كبير كهذا الذي توج به الأدعم وهو يسجل كل هذا الإبداع والتألق الذي مكنه من التفوق على نخبة المنتخبات القارية الأكبر بحيث نجح في التفوق على أربعة من كبارها الذين سبق أن توجوا بلقب البطولة أكثر من مرة.
إننا وفي الوقت الذي نترقب فيه عودة الدوري واستئناف رحلته التنافسية من جديد من خلال جولته السادسة عشرة التي تنطلق الخميس المقبل فإن ما يهمنا هو أن نشهد الدوري بثوب جديد بحيث يرتقي في مستواه إلى أفضل صورة ممكنة، وذلك من خلال ما ستقدمه فرقنا من عروض نأمل في أن تكون حافلة فعلاً بكل عناوين القوة والإثارة.