أخبار عربية
مستشاره الإعلامي المدلل استخدمه ولي العهد السعودي كبوق ضد قطر

تركي الدخيل ورطة جديدة لابن سلمان

مسؤولون سعوديون اتهموا الدخيل بتغطية سيئة وضعيفة لحادثة اغتيال خاشقجي

لندن – وكالات:

استخدم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مدير قناة العربية السابق تركي الدخيل لتحويل القناة “إلى آلة دعاية ضد قطر، وبث الروايات المضللة حولها، ثم سخره ليكون أحد أدواته في ترهيب معارضيه وتهديدهم بالقتل في حالة لم يتراجعوا عن انتقاده، إنه تركي الدخيل أحد مساعدي ولي العهد البارزين في الإعلام.

وعاد الدخيل إلى الواجهة من جديد، بعد عزله من قبل إدارة قناة العربية، عقب أن كشفت صحيفة “نيويورك تايمز”،، عن اعتراض المخابرات الأمريكية لمكالمة هاتفية بين ابن سلمان والدخيل، يهدد فيها الأول بقتل الصحفي جمال خاشقجي بالرصاص قبل عام من اغتياله وتقطيعه في القنصلية السعودية في إسطنبول.

ووردت المعلومات الجديدة في تقرير مكتوب لوكالة الأمن القومي الأمريكي التي اعترضت محادثات لابن سلمان في سبتمبر عام 2017، وتغربل وكالة الأمن القومي وأجهزة أمنية أمريكية أخرى محتوى سنوات كاملة من التسجيلات الصوتية والرسائل القصيرة لولي العهد السعودي. وكشفت المكالمة بين ابن سلمان والدخيل عن علم الأخير بنية ولي العهد تصفية خاشقجي في حالة لم يتوقف عن انتقاد سياساته، وتعطي مؤشراً على استخدامه كرسول يوصل التهديدات للصحفي المغدور قبل اغتياله في القنصلية.

وفسر خبراء المخابرات الأمريكية تفاصيل المكالمة أنها تظهر نية ابن سلمان في إصدار الأوامر بقتل خاشقجي في حالة لم يعد إلى المملكة، من خلال مشاورات تمت بينه وبين أحد مستشاريه الإعلاميين وهو الدخيل.ولم تؤكد الاستخبارات الأمريكية أن الدخيل قام بإيصال تهديد ابن سلمان إلى خاشقجي بعد المكالمة المخترقة بينهما. وسطع نجم الدخيل في السعودية وإعلامها مع وصول ابن سلمان إلى سدة الحكم، حيث تولى إدارة العربية بعد أسبوع واحد من وصوله لمقاليد الحكم في المملكة، وأصبح بمثابة مستشاره الإعلامي.

واعتبر الباحث المتخصص في شؤون دول الخليج العربي سايمون هندرسون، في مقال نشره موقع “ميدل إيست أوبزرفر” (بريطاني)، أن الدخيل أصبح المستشار الأقرب والأكثر ثقة لدى ابن سلمان. وحرص ابن سلمان على مرافقة الدخيل له في جولاته الخارجية، خاصة عند توقيعه لاتفاقيات دولية جديدة، مع إعطائه الحق الحصري في نشر المعلومات حول ما يخطط له.

وأجرى الدخيل مقابلة حصرية مع ابن سلمان بعد إعلانه رؤية 2030 للمملكة، مع خطة التقشّف التي توجد في صميمها. وأكد هندرسون حدوث تحول سريع في ثروات الدخيل بعد وصول الملك سلمان بن عبد العزيز إلى الحكم في 2015.

ونشر الكاتب البريطاني عدة وثائق حول ثروات الدخيل، كانت الأولى محفظة استثمارية في “الاستثمار كابيتال” بتاريخ 15 فبراير 2015، ووفقاً لهذا البيان بلغت قيمة الاستثمار لديه نحو 8.4 مليون ريال سعودي.

والوثيقة الثانية التي تم نشرها هي محفظة استثمارية أخرى في الاستثمار كابيتال أيضاً بتاريخ 13 أغسطس 2015، والتي تبين أن قيمة استثمار الدخيل قد ارتفعت إلى ما يقرب من 94 مليون ريال سعودي أي أكثر من 11 ضعف ما كانت عليه في وقت سابق من ستة أشهر فقط. “

وتساءل هندرسون كيف يمكن لصحفي مثل الدخيل أن يجمع مثل هذه الثروة في فترة وجيزة لا تتعدى 6 أشهر؟

ووفق الموقع البريطاني فقد اشترى الدخيل عدة عقارات في دبي مقابل 17 مليون درهم إماراتي وجاء ذلك بوضوح في الوثيقة التالية، التي توضح تاريخ الشراء وهو 21 يونيو 2015.

ولم تمضِ أوقات طويلة على صعود الدخيل وازدياد قوته داخل البلاط الملكي، حتى اهتز عرشه بعد اغتيال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول التركية في 2 أكتوبر الماضي، حيث لم يُظهر الإعلامي المقرب من ابن سلمان المطلوب منه في تغطية هذه الجريمة إعلامياً.

واتهم الدخيل من قبل جهات رسمية في الديوان الملكي السعودي بتغطية سيئة وضعيفة لحادثة اغتيال خاشقجي، من خلال تبريرات غير منطقية لم يقتنع بها السعوديون أنفسهم.

وخلال فترة اغتيال خاشقجي برز الدخيل كإحدى الشخصيات الإعلامية التي حاولت إبعاد التهم عن ابن سلمان، وتخفيف الضغط الدولي عنه، ولكنه لم يكن موفقاً في ذلك، حيث ألمح إلى إقامة السعودية قاعدة عسكرية روسية في تبوك، وإعادة علاقات بلاده مع “حزب الله” اللبناني، وحركة “حماس” الفلسطينية.

كل محاولات الدخيل، والروايات التي اختلقها للتخفيف من حدة الضغط الدولي، لم ترق لابن سلمان، حيث ترجم غضبه بإقالته من منصبه كمدير عام لـ”العربية” و”الحدث”، من خلال إعلان وليد الإبراهيم، رئيس مجلس إدارة مجموعة MBC.

وأعلن الإبراهيم، في بيان له في بداية يناير 2019، تأسيس مجلس تحرير لقناتيْ “العربية” و”الحدث” برئاسة عبد الرحمن الراشد، وعضوية كل من مازن تركي السديري، وعلي الحديثي، وسلمان الدوسري، وفيصل عباس. كما أعلن تعيين نبيل الخطيب مديراً عاماً لـ”العربية” و”الحدث” خلفاً لتركي الدخيل، الذي شغل هذا المنصب منذ 29 يناير 2015.

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X