
لفت مقتل رئيس عمليات شركة موانئ دبي في مشروع ميناء بوصاصو شمال شرقي الصومال المالطي، باول فرموزا، الأنظار مجدداً ليس فقط إلى الاستثمارات الخليجية الطموحة للشركة في منطقة القرن الإفريقي بل كذلك إلى المخاطر الأمنية التي تواجها. فقد تبنّت حركة الشباب المسلمين الصومالية العملية التي راح فرموزا ضحيتها معتبرة وجوده غير شرعي في أراضي البلاد. ودأبت الحركة على اتهام الشركة ب“نهب ثروات الصومال”. وفي الوقت ذاته، تلقى تعاقدات الشركة مع كل من دولتي أرض بونت وأرض الصومال معارضة من قبل الحكومة والبرلمان الفيدراليين في العاصمة مقديشو بسبب عدم أخذ موافقتهما على تلك التعاقدات. وحسب تقرير لشبكة “بس بي سي”، فإن شركة موانئ دبي تواجه تنافساً متزايد في هذه المنطقة من قبل عديد من القوى الاقتصادية والعسكرية الإقليمية والدولية للحصول على حقوق إدارة واستثمار موانئها التجارية والعسكري.
كما استأجرت جزراً وأنشأت ميناءً عسكرياً في عصب الإريترية إلى جانب الاستثمار في ميناء مصوع أيضاً. وقال مراقبون إن اهتمام الإمارات بمنطقة القرن الإفريقي يبدو الأبرز لحاجتها أولاً إلى توسيع نشاط شركة موانئ دبي وضمان أمن عملياتها وثانياً للمساهمة في حماية حركة الملاحة الدولية في باب المندب وجنوب البحر الأحمر خصوصاً في ظل انخراط الإمارات بدور أساسي في الحرب الدائرة في اليمن تحت مظلة التحالف الذي تقوده السعودية. ويرى خبراء مُطلعون على أوضاع هذه المنطقة أن التنافس بين القوى الإقليمية والعالمية على تأمين مواقع استراتيجية في القرن الإفريقي لأغراض عسكرية أو لوجستية قد يؤدي إلى خلافات وانقسامات خطيرة فيها وذلك بفعل تنامي الأنشطة العسكرية للإمارات في ميناء عصب الإريتري وميناء بربرة في أرض الصومال.