الراية الرياضية
نجاحنا القاري يجب أن لا يَحُول دون التوقف عند الظاهرة التي تبحث عن حل

أنقذوا أبطال آسيا من دكة الاحتياط !

كيف للاعب أن يكون جاهزاً وهو يعاني التهميش وفقر المشاركة في الدوري ..؟!

نعاني محدودية المباريات في الموسم فكيف الحال مع ندرة المشاركة فيها أصلاً ..؟

طارق سلمان المتألق آسيوياً لم يخض مباراة كاملة في الدوري سوى مرتين فقط ..!

أحمد علاء بديل باستمرار ومادبو لم يمنح الفرصة الكاملة سوى مرات محدودة

نجم الوسط سالم الهاجري خاض أربع مباريات كاملة وظل بديلاً أغلب الأحيان

متابعة – صفاء العبد:

هذا أمر في غاية الأهمية .. فبعد النجاح الكبير الذي حققه لاعبونا في بطولة آسيا التي توجوا بلقبها لأول مرة مطلع الشهر الحالي سيكون على اتحاد الكرة أن يلجأ إلى اتخاذ بعض القرارات التي من شأنها أن تسهم في الحفاظ على إمكانات لاعبينا وتعمل على فتح كل الفرص أمامهم للمزيد من التطور والتصاعد في الجانبين الفني والبدني..

وقد يكون من بين أهم ما يمكن أن يتخذ من قرارات هو إلزام الأجهزة الفنية في أنديتنا بإشراك لاعبي العنابي في مبارياتهم سواء في الدوري أو غيره من البطولات الأخرى .. فبدون مثل هذه المشاركة الفعلية لا يمكن لأي لاعب أن يحافظ على مستواه إن لم نقل إنه سيعاني كثيراً من التراجع في هذا الجانب..

نقول ذلك ونحن نعرف جيداً أن هناك بين لاعبي الأدعم الذين حققوا اللقب القاري الكبير من لا يجدون الفرصة الكاملة في أنديتهم بحيث نراهم غالباً وهم حبيسو دكة البدلاء وفقاً لقناعات معينة لدى مدربيهم الذين لا ينظرون إلى مصلحة المنتخب بقدر ما يبحثون عن نجاحات شخصية على مستوى تلك الأندية التي يعملون فيها..

الدوري في خدمة المنتخب ..

ومع أننا لا ننكر على أي مدرب حق البحث عن إنجاز شخصي من خلال فريق النادي الذي يدربه إلا أن المنطق الذي يتفق عليه الجميع في كل مكان هو أن الدوري لابد وأن يكون في خدمة المنتخب وأن الغاية الأساسية لوجود الدوري تتمثل في كونه هو من يمد المنتخب بلاعبيه وهو من يجهزهم ليكونوا بالتالي مؤهلين فعلاً لارتداء قميص المنتخب..

وعلى هذا الأساس نجد العديد من البلدان وهي تحرص قدر الإمكان على أن يكون مدربو أنديتها من مدرسة كروية واحدة أو أن يكون أغلبهم هكذا على الأقل وذلك من أجل أن يكون التكامل حاضراً في العملية التدريبية بين عمل مدربي هذه الأندية وبين مدرب المنتخب أو المنتخبات بمختلف أعمارها..

وحتى لو غابت مثل هذه الجزئية في العملية التدريبية لسبب أو لآخر فإن المؤكد هو أن اتحادات الكرة في كل مكان تحرص دائماً على تنظيم لقاءات متواصلة بين مدرب المنتخب ومدربي الأندية وذلك من أجل التباحث في كل ما من شأنه أن يساعد الأول على الارتقاء بالمنتخب إلى أفضل صورة ممكنة..

الحقيقة المزعجة ..!

نقول ذلك ونحن ندرك بأن هناك ما يشبه الثغرة عندنا في هذا الجانب .. فبين لاعبي العنابي من لا يجد الفرصة الكاملة في اللعب مع فريق ناديه وذلك يمثل ظاهرة خطيرة جداً من شأنها أن تتحول إلى عصا في دولاب المنتخب لتكون بالتالي سبباً في تعطيل مسيرة إعداد لاعبيه أو الارتقاء بهم إلى مستوى الطموح..

وهنا لابد من الإشارة إلى تلك الحقيقة المزعجة التي تشير إلى أن عدد المباريات المقررة لكل فريق في الموسم يبدو محدوداً أصلاً ولا يتناسب مع الحاجة الفعلية والعملية للاعب فنياً وبدنياً، وفقاً للتصورات العلمية في عملية إعداد اللاعبين وتطوير إمكاناتهم، فما بالك عندما يُحرم عدد من لاعبي العنابي من خوض حتى هذا العدد المحدود من المباريات..؟!

إما إذا كان هناك من يرى أن مثل هذا الأمر لم يؤثر على لاعبي العنابي بحيث نجحوا في الفوز باللقب القاري فنحن نقول إن الأمر لا يقاس بعدد معين من اللاعبين، وهم الأساسيون غالباً، وإنما بكل لاعبي العنابي وبينهم البدلاء الذين يتواجدون على دكة البدلاء بالتأكيد.. فالمفروض أن يكون اللاعبون، كلهم دون استثناء، مؤهلين بنفس المستوى وذلك ما يبدو صعباً لأكثر من سبب يقف في مقدمتها طبعاً ذلك الفارق على مستوى الفرص المتاحة للاعبين في اللعب كأساسيين في فرق أنديتهم..

الأرقام تتحدث ..!

ولكي تكون الصورة أكثر وضوحاً ندعوكم لمراجعة عدد مشاركات بعض لاعبي العنابي كأساسيين في فرق أنديتهم .. نتساءل مثلاً عن طارق سلمان قلب دفاع العنابي، هذا اللاعب الذي لفت الأنظار بمستواه الرائع في بطولة آسيا، حيث تشير الوقائع إلى أنه لم يخض مباراة كاملة في صفوف السد سوى أربع مرات فقط في (15 مباراة بينما كان بديلاً سبع مرات ولم يشارك غالباً إلا بعد الدقيقة السبعين، في حين غاب تماماً عن خمس جولات في البطولة.. وهنا يكون من المنطقي جداً التساؤل .. هل إن مثل هذا الكم المحدود من المشاركات يكفي لجعله للمنتخب مؤهلاً فنياً وبدنياً ..؟!

والقول نفسه ينسحب نحو لاعب وسط العنابي سالم الهاجري الذي لم يخض هو الآخر مباراة كاملة في السد سوى أربع مرات حتى الآن في دوري الموسم الحالي بينما شارك بديلاً في الدقائق الأخيرة ثلاث مرات ومع بداية الشوط الثاني أو بعد ذلك بقليل مرتين في حين أخرج من الملعب أربع مرات في الشوط الثاني، وكل ذلك يوضح حقيقة أن الفرص المتاحة أمام هذا اللاعب المهم جداً في العنابي لم تكن كافية على الإطلاق إن لم نقل إنها فقيرة ولا تنسجم مع ضرورات الاهتمام به كلاعب مهم في المنتخب..!

وهذه أمثلة أخرى ..!

والأمر نفسه ينسحب بطريقة أو بأخرى نحو لاعبين آخرين مثل لاعب وسط العنابي عاصم مادبو الذي لم يخض مباراة كاملة في الدحيل سوى ست مرات في (15) مباراة بينما غاب تماما أربع مرات ولعب شوطاً واحداً مرتين ونصف شوط مرة واحدة وأخرج مع انتصاف الشوط الثاني مرتين في حين غالباً ما كنا نرى زميله علي عفيف على دكة البدلاء هذا الموسم .. أما مهاجم العنابي أحمد علاء فإنه لم يخض مباراة كاملة سوى مرة واحدة وشارك بديلاً في الشوط الثاني ست مرات وأبدل خمس مرات في الشوط الثاني أيضاً في وقت لم يجد فيه زميله تميم المهيزع فرصة المشاركة في الفريق الأول سوى مرات محدودة جداً..

كل ذلك يعكس جانباً سلبياً في التعامل مع لاعبي العنابي على مستوى فرق أنديتهم ويؤكد بأن مدربي هذه الأندية يتعاملون مع مثل هذا الأمر بطريقة غير مناسبة على الإطلاق ولا تتفق مع حاجة المنتخب لتجهيز لاعبيه بالطريقة المثلى لكي يكونوا مؤهلين فعلاً لتقديم أفضل ما لديهم من خلال مشاركاتهم مع المنتخب وذلك بالضبط هو ما يجعلنا نطالب اتحاد الكرة التدخل لمعالجة مثل هذه الظاهرة السلبية من خلال ما يمكن أن يتخذه من قرارات في هذا الشأن..

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X