الانقسام أضعف المواطن والمؤسسات الفلسطينية
كيف تقوم القاهرة بالمصالحة وهي تعتبر العلاقة مع حماس تخابراً؟
صفقة القرن تنهي القضية الفلسطينية .. ومصاعب تمنع تنفيذها
عمان- أسعد العزوني:
قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الوطنية في نابلس د. رائد نعيرات إن الانقسام الفلسطيني أضعف المؤسسات الفلسطينية، وأنهك المواطن، مشيراً إلى أن صفقة القرن تنهي القضية الفلسطينية لكن هناك مصاعب تحول دون تنفيذها.
وتساءل في حوار مع الراية كيف للنظام المصري أن يقود عملية المصالحة الفلسطينية وهو يصنف من يتعامل مع حماس في خانة التخابر؟.
وتالياً التفاصيل:
• ما هي تداعيات الانقسام ولماذا فشل الفلسطينيون في إنهاء هذه الحالة؟.
هناك تداعيات كثيرة أهمها أنه أضعف المؤسسات وشرعيتها وفاعليتها، كما أضعف قدرة المواطن وحدّ من دوره على مختلف الصعد، وهناك أسباب عديدة منها طبيعة الانقسام الفلسطيني الذي يتمحور حول السيطرة، إذ أن كل طرف امتلك نفوذاً مباشرة بعد ما حصل، وبدأ بتعظيم سيطرته من خلال تطبيق المشاريع الخاصة به وبرامجه السياسية وإثبات جدواها. وشاركت السلطة في مؤتمر انابوليس وحل الدولتين وبناء المؤسسات، كما أن حماس خاضت 3 حروب مع إسرائيل، لإثبات قدرتها على تطبيق المشاريع الخاصة بها في حال السيطرة على الحكم.
وهناك أيضاً عامل خارجي يتمثل في البعدين الإسرائيلي والأمريكي، ولكن أهمية هذا العامل مقارنة بالعامل العربي ليست مهمة، لأن العالم العربي ومنذ العام 2011 يعاني من الانقسامات إما داخل القطر الواحد أو في علاقاتهم البينية.
كانت المصالحة ملقاة على عاتق مصر، ومصر كما هو معروف تصنف العلاقة مع حماس بأنها تخابر الأمر الذي أطال أمد الانقسام، وهناك أمر آخر أفشل المصالحة وهو ما يطلق عليه السلام الاقتصادي الذي أنهك المواطن وأضعف دور مؤسساته، ما صعّب الحراكات الداخلية، وهذا أدام عمر الانقسام إلى يومنا هذا.
• برأيك ما هي أسباب الانقسام وما سر توقيته؟
أي شعب يقع تحت الاحتلال سيمر حتماً بحالة انقسام بسبب وجهات النظر حول التعامل مع الاحتلال وأول سبب للانقسام هو اتفاقيات أوسلو، وجاء فشل العملية السلمية ليعمق الانقسام، ويحول دون التحول الديمجرافي في النظام السياسي.
• ما ذا تعني بذلك؟
عندما جرت الانتخابات التي أفرزت الانقسام أصبح هناك مشكلة في قضية التمثيل، وهي التي غذّت الصراع.
• أين تقع إسرائيل من الانقسام الفلسطيني؟
إسرائيل تقبع في كل ثنايا الانقسام، فهي سبب وفاعل أساسي فيه، لأنها تريد حشر الجميع في زاوية التعامل معها، كما أن الانقسام يريح الاحتلال ويخفف عنه ويمنحه ذريعة القول للمجتمع الدولي بأنه لا يوجد طرف فلسطيني يقدم له حلاً.
الانقسام اليوم حوّل إسرائيل إلى قوة احتلالية تتعامل مع الفلسطينيين بسهولة ويسر وبدون كلفة، من خلال قدرتها على التحكم في المتطلبات التي تحتاجها الضفة وغزة.
• ما هي مآلات الوضع الفلسطيني في ظل صفقة القرن؟.
لا يمكن الحديث عن إمكانيات تحويل صفقة القرن إلى واقع ملموس في الحياة الفلسطينية، لأنها قائمة على إنهاء المشروع السياسي للشعب الفلسطيني بحده الأدنى، وربما تكون القيادة الفلسطينية اليوم غير قادرة على إيقاف هذه الصفقة التي تتبناها أطراف عربية خليجية فاعلة، ولكن الثابت بالنسبة لنا أن هذه الصفقة السياسية لن تمر دون موافقة القيادة الفلسطينية.
ما تعرض له ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إثر اغتيال الصحفي جمال خاشقجي، وكذلك الوضع العربي غير القادر على منح السعودية دوراً بارزاً بقيادتها الحالية، إضافة إلى الرفض القطري والأردني والتركي لصفقة القرن، يجعل من الصعوبة بمكان الحديث عنها كواقع حال لا بد منه، وهناك جزئيات من الصفقة تطبق على الأرض مثل الاعتراف بالقدس عاصمة أبدية وموحدة لإسرائيل، ومواصلة الاستيطان، ومع ذلك فإننا لا نتحدث عن صفقة سياسية.