الدوحة – الراية :

أكدت الحلقة النقاشية التي نظمها مركز الدوحة لحرية الإعلام رفضها لظاهرة التعصب الرياضي وتسييس الرياضة، وذلك عقب الأحداث الأخيرة التي شهدتها كأس آسيا بالإمارات، والتي حفلت بانتهاكات وتحريض إعلامي عبر مختلف القنوات والوسائط، وانتشار خطابات الكراهية المسيئة لحرية التعبير والتي لا تنتمي إلى البيئة الخليجية أو العربية. وتناولت الحلقة النقاشية عدداً من المحاور التي نظّمت بالتعاون مع اللجنة العليا للمشاريع والإرث في فندق الشانجريلا بمنطقة الدفنة تحت عنوان «دور الإعلام في التصدي لظاهرة التعصب الرياضي» عدداً من المحاور المهمة حول الظاهرة. وأدر الحلقة خالد الجميلي، مدير إدارة التواصل المجتمعي في اللجنة العليا للمشاريع والإرث بمشاركة الزميل خالد جاسم، راعي برنامج المجلس، والزميل ماجد الخليفي مستشار المجلس وحنان اليافعي مدير إدارة الرصد والمناصرة، في مركز الدوحة، بمشاركة ثلاثي منتخبنا الوطني «عبدالكريم حسن ومعز علي وبسّام الراوي، وبحضور نخبة من الإعلاميين والمحللين الرياضيين، وعبد الرحمن بن ناصر العبيدان، المدير العام لمركز الدوحة، وحسن ربيعة الكواري المدير التنفيذي للتسويق والاتصال بمؤسسة دوري نجوم قطر، وخالد الكواري، مدير إدارة التسويق والاتصال في اتحاد الكرة. ومن المحاور التي بحثتها الحلقة ظاهرة التعصب الرياضي ودور الإعلام، والهجمات الإعلامية خلال كأس آسيا الأخيرة بالإمارات، وظاهرة التعصّب في التحليل الرياضي، وأيضاً تأثير ظاهرة التعصب على الأداء وأخلاقيات الرياضة. وقال خالد الجاسم: إن كأس آسيا التي توج بها منتخبنا الوطني كشفت عن جملة من الممارسات غير الرياضية و لا الأخلاقية بسبب ما تخللها من عمليات تسييس ممنهجة، كان الغرض منها التشويش على مشاركة قطر في البطولة واستغلالها لتصفية حسابات سياسية والتأثير على معنويات اللاعبين من خلال وضع العراقيل ومنع الصحفيين من تغطية البطولة وإخضاعهم لتحقيق أمني داخل غرفة مغلقة. وأشار إلى أن خطابات الكراهية التي أصبحت لغة الشعب الإماراتي، جعلت الجماهير تدخل المباراة أمام منتخبنا كأنها حرب، في الوقت الذي لم يتأثر فيه لاعبو منتخبنا، وهو ما كان له مردوده في الملعب لتكون الخسارة صدمة كبيرة لهم، مشيراً إلى أن هذه الممارسات تواجدت في خليجي 23 في الكويت، وصاحبهتا استفزازات وممارسات لا تمت إلى عالم الرياضة بصلة. من جانبه اعتبر ماجد الخليفي أن المحلل الرياضي له دور مهم في التصدي لمشاعر التعصب والتحريض أو إشعالها، مشيراً إلى أن الفيفا حاول في السابق مواجهة ظاهرة التعصب الرياضي، وتصدى لها بعدد من الإجراءات والعقوبات، لكن هذه الظاهرة مستمرة في التطور، مشيراً إلى أن أقل ما يُقال على ما حدث في الإمارات هو «تسييس للرياضة» وليس التعصب فقط، مشيداً بدور وسائل الإعلام القطرية التي التزمت خلال الأزمة بالمبادئ والقيم الأصيلة التي يؤمن بها الشعب القطري.

وخرجت الحلقة بالكثير من التوصيات أهمها الحرص على القيام بإجراءات عملية أخرى للانتهاكات التي تعرّضت لها قطر منذ بداية الحصار الغاشم، وضرورة وجود حوار وطني لمختلف المؤسسات الإعلامية لوضع استراتيجيات واضحة وحقيقية وخطوات عملية تؤهّل للترويج الإعلامي لاسم قطر واستضافة كأس العالم.

معز علي:

التحديات زادتنا إصراراً

قال معز علي، لاعب منتخبنا الوطني: إن ما واجهه المنتخب من تحديات في كأس آسيا لم يكن سبباً في تثبيط العزيمة بل وزادنا إصراراً على تحقيق النصر وإهداء الجماهير القطرية اللقب الآسيوي، لافتاً إلى أن هذا النصر كان مشفوعاً بعدد من الإنجازات الأخرى فنياً ومعنوياً، مؤكداً أن الأدعم لديه الآن تجربة تؤهّله للبطولات الكبرى، ويستحق أن يُنافس عليها بكل قوة.

عبد الرحمن العبيدان:

نعمل على ترسيخ القيم المهنية والأخلاقية

قال عبد الرحمن بن ناصر العبيدان، المدير العام لمركز الدوحة لحرية الإعلام: إن الحلقة النقاشية حول دور الإعلام في التصدي للتعصّب الرياضي بالتعاون مع اللجنة العليا لمشاريع والإرث تعد بداية لمسار بنّاء، سنعمل من خلاله سوياً على تعزيز الجهود المشتركة التي تهدف إلى ترسيخ القيم المهنية والأخلاقية للإعلاميين من خلال عدد من المُبادرات، مُشيداً بجهود كافة المسؤولين في اللجنة العليا، وما يبذلونه من جهود مشهودة، ومتابعة حثيثة لسير عمليات تشييد البنيات الرياضية المختلفة المرتبطة باحتضان قطر لنهائيات كأس العالم 2022. وقال العبيدان: إن ظاهرة التعصّب الرياضي تمثل بمختلف مستوياتها وتجلياتها تهديداً حقيقياً للأفراد والدول.

عبدالكريم حسن: تعاملنا باحترافية كبيرة

قال عبد الكريم حسن، لاعب منتخبنا الوطني، إن لاعبي الأدعم تعاملوا باحترافية كبيرة ضد الضغوطات التي صاحبت مشاركة العنابي في كأس آسيا، مشيراً إلى أن التشويش الذي مورس على المنتخب من خلال عدم احترام الجماهير الإماراتية للنشيد الوطني كان حافزاً وإصراراً لتحقيق الفوز بالبطولة.

وأضاف: «تابعنا بعضاً مما كان يُنشر على وسائل التواصل الاجتماعي من إساءات، لكن هذا لم يحد من حماسنا في تحقيق النصر ونيل البطولة، في الوقت الذي أثّرت الضغوط على لاعبي المنتخب الإماراتي الذي كان ضحية إعلامهم».

الراوي: تركيزنا كان على المباريات

قال بسّام الراوي، لاعب منتخبنا الوطني، إن تركيز اللاعبين خلال كأس آسيا كان على المباريات وعدم التفكير في الإعلام أو الأمور السياسية، وقد حدثت ضجة كبيرة عقب مباراة العراق، ولكن بمساعدة زملائي خرجت من الضغوطات.

حسن ربيعة: ندعم هذه المبادرات

قال حسن ربيعة الكواري، المدير التنفيذي للتسويق والاتصال بمؤسسة دوري نجوم قطر: إن النقاشات جاءت مُثمرة حيث أثير عدد من النقاط الهامة وإلقاء الضوء على تسييس الرياضة وآثاره السلبية، والخبرات التي استفدنا منها من خلال المشاركة في كأس آسيا، وكيفية الاستفادة من هذا الإنجاز واستغلال نجوم هذا الإنجاز في عملية صناعة النجم والبناء عليه مستقبلاً. وأضاف: ندعم مثل هذه الندوات والمبادرات خاصة أن مؤسسة دوري نجوم قطر جزء لا يتجزأ من عائلة كرة القدم القطرية والإعلام الرياضي فكلنا في منظمة واحدة ووجودنا هام لتبادل الخبرات والاستفادة منها.

حنان اليافعي: رصدنا كافة الانتهاكات

ندّدت حنان اليافعي، مدير إدارة المحتوى بمركز الدوحة لحرية الإعلام، بالتصعيد الخطير في خطابات الكراهية والتحريض والإساءات الإعلامية، التي تم رصدها وتوثيقها من قبل مركز الدوحة وإفادة المنظمات الحقوقية والإعلامية بها محلياً ودولياً، ليس في كأس آسيا فقط ولكن أيضاً منذ الأزمة الخليجية، حيث حاولوا تشوية صورة دولة قطر بشتى الطرق، من خلال خطاب الكراهية والتسييس والتحريض والإساءة لحرية التعبير، ومنع الجمهور القطري من تشجيع منتخبه والإجراءات التي تم استخدامها من خلال الاستهزاء بالخصم وإلقاء «النعال» في الملعب، والسب والقذف والتحريض على العنف والإساءة للخصم وشيطنته، وترويج الأخبار الكاذبة عن قطر ومنتخب كرة القدم، لتكشف عن سقوط أخلاقي خطير، والاعتداء على رسالة مهنة الإعلام.

الجميلي: كرة القدم تقرّب وجهات النظر

قال خالد الجميلي، مدير إدارة التواصل المجتمعي في اللجنة العليا للمشاريع والإرث: إن من الأهداف الأساسية لاستضافة مونديال 2022 هي تقليص الفجوات الموجودة بين الثقافات ومختلف الآراء المتطرّفة التي تصوّر منطقتنا العربية بصورة تختلف عن واقع وجمال الثقافة العربية، مشيراً إلى أن التعصب السلبي وخطاب الكراهية واستغلال كرة القدم سياسياً ضد فكرة استضافة كأس العالم، خاصة أن كرة القدم هي لغة مُشتركة يجب استخدامها لتقريب وجهات النظر.