موسم الفهود في طريق مسدود !
السيناريو الدراماتيكي الغريب حرمهم من اللحاق بقطار الأبطال
المؤشرات الإيجابية في البداية انقلبت سلبية في محطة مصيرية
الفريق مهلهل رغم الاستقرار الفني.. واختفاء غريب للاعبين الشباب
الشوط الثاني في مباراة ذوب آهن لخّص الوضعية الغريبة للاعبين
بالرغم من كل المؤشرات الإيجابية التي سبقت انطلاقة الموسم الحالي، إلا أن الغرافة ظهر بصورة سلبية في جميع المنافسات.
وبالرغم من الاستقطابات العديدة لدعم صفوف الفريق، إلا أن أحداً من اللاعبين الجدد لم يقدم الإضافات المطلوبة للفهود.
وبالرغم من الاستقرار الفني داخل الفريق من خلال الإبقاء على الجهاز الفني، إلا أن الفريق ظهر مهلهلاً تكتيكياً ومتراجعاً فنياً بشكل كبير.
وأخيراً.. بالرغم من التطور الملحوظ الذي حدث في الفريق الموسم الماضي بالتواجد في المربع الذهبي والدخول في مرحلة المجموعات بدوري الأبطال، إلا أن الفريق شهد انتكاسة جديدة في هذا الموسم على الصعيدين المحلي والآسيوي.
هذه المقدمة تلخّص وضعية الغرافة في الموسم الحالي، من خلال أربعة اعتبارات مهمة تؤكد أنه موسم للنسيان بالفعل لكل عشاق الفهود، في حالة إذا ما شمل التراجع بطولة كأس سمو الأمير، حيث إن هذه البطولة باتت حالياً هي الفرصة الأخيرة للفريق لإسعاد جماهيره وتعويض كل هذه الإخفاقات.
أول هذه الاعتبارات يخص المؤشرات التي سبقت انطلاقة الموسم الحالي والتي أكدت جميعها أن الغرافة بات أقرب من أي وقت مضى للعودة إلى سابق عهده والمنافسة بقوة على جميع الألقاب.
وتركزت هذه المؤشرات على الدعم اللامحدود من مجلس الإدارة برئاسة سعادة الشيخ جاسم بن ثامر آل ثاني رئيس النادي، وزيادة الخبرة لعدد كبير من اللاعبين الشباب الذين اعتمد عليهم الفريق في الموسم الماضي فضلاً عن النتائج الجيدة التي حققها الفريق في نهاية الموسم الماضي.
أما ثاني هذه الاعتبارات فيخص اللاعبين أنفسهم حيث باتت تشكيلة الفهود تضم نخبة كبيرة من اللاعبين المتميزين وتوليفة رائعة ما بين عناصر الخبرة والشباب ويكفي أن نشير إلى الرباعي المحترف ويسلي شنايدر وفلاديمير فايس ومهدي تارمي ودييجو أمادو وأخيراً لوكاس مينديز الذي حل بديلاً لشنايدر في القائمة للتأكيد على القوة الضاربة في المحترفين.
ويُضاف إلى ذلك أيضاً أن الغرافة يعتبر أكثر الفرق التي قدمت لاعبين شباب متميزين خلال منافسات الموسم الماضي وبالتالي توقع الجميع أن يجني النادي ثمار هذه السياسة في الموسم الحالي، ولكن هذه الأمنيات والآمال ذهبت أدراج الرياح، واختفى اللاعبون الشباب في الفترة الأخيرة دون سبب معروف.
وفيما يخص الجهاز الفني فما فعلته الإدارة من خلال التعاقد مع المدرب الفرنسي كريستان جوركوف اعتبره البعض نموذجاً جيداً للاحتراف والرغبة في النجاح، لأن المدرب نجح في تجربته السابقة بنادي الغرافة عندما استطاع تكوين فريق قادر على حصد الألقاب، كما أن التعاقد معه تم مع نهاية منافسات الموسم الماضي حتى يختار اللاعبون ويحدد طريقة التجهيز للموسم الجديد.
والأهم من كل ذلك أن الإدارة لم تستجب للمطالبات الجماهيرية عندما تراجعت النتائج وابتعد الفريق عن المنافسة على لقب بطولة الدوري وأصرت على الإبقاء على الجهاز الفني بقيادة جوركوف لأن الاتفاق بينه وبين الإدارة كان يتركز على بناء الفريق وليس المنافسة على البطولات. وما تحقق في ختام الموسم الماضي للفريق رفع سقف طموحات الجماهير بشكل كبير في الموسم الحالي لأن الفترة التي سبقت الموسم الماضي شهدت تراجعاً مخيفاً للفهود في الدوري لدرجة أنه كان يعاني من شبح الهبوط حتى الأسابيع الأخيرة من بطولة الدوري وبالتالي فإنه تحسن النتائج وتواجده في المربع الذهبي وخوضه منافسات بطولة كأس قطر، بل والأهم من ذلك اقتحام دوري المجموعات ببطولة دوري أبطال آسيا وتحقيق العديد من النتائج الرائعة حيث كان قاب قوسين أو أدنى من تخطي مرحلة المجموعات، كلها أمور جعلت الجميع يتوقع استمرار مسلسل التحسن. ولا يمكن أن نتعامل مع فوز الغرافة قبل ثلاثة أسابيع بكأس qsl على أنه إنجاز للفريق يمكن أن نقيس عليه أولاً لأنها بطولة أشبه بالتنشيطية، وثانياً لأن الفريق صعد للنهائي بقرار إداري بعد أن خسر في الملعب أمام الخريطيات بالأربعة.
والخلاصة التي يمكن أن نذكرها هو أن الشوط الثاني في لقاء أمس الأول أمام فريق ذوب آهن الإيراني لخّص مأساة الفريق والتي تتعلق باللاعبين أنفسهم لأن الواقع يؤكد أنهم يملكون القدرة على تقديم المستويات القوية وتحقيق النتائج المطلوبة بدليل تفوقهم في الشوط الأول بهدفين نظيفين، ولكنهم تراجعوا تماماً في الشوط الثاني وغابت عنهم الروح واختفى الطموح واكتفوا بمتابعة أحد أضعف الفرق الإيرانية – حالياً – وهو يصول ويجول داخل أرض الملعب ويحرز ثلاثية ملعوبة ويخطف معها بطاقة التأهل إلى مرحلة المجموعات ويترك الحسرة والحزن والغضب للجمهور الغرفاوي.