الصفحة الرئيسية
زيارة صاحب السمو للنمسا ناجحة بكل المقاييس

حراك سياسي مكثف وانفتاح خارجي إيجابي

جولات صاحب السمو تفتح آفاقاً جديدة للعلاقات وجسوراً للتعاون المثمر

التعاون وتطورات الأزمة الخليجية والمستجدات الدولية تصدرت المباحثات

مونديال 2022 ومنتخبنا الواعد على مائدة المباحثات القطرية النمساوية

قطر ترسخ شراكتها مع العالم .. ودول الحصار غارقة في المؤامرات

الحراك الدبلوماسي المتواصل يؤكد فاعلية وتأثير قطر إقليمياً ودولياً

  • المتآمرون على قطر يواصلون توتير المنطقة والعالم وقهر الشعوب
  • دول عربية وخليجية ترهن مصيرها للأعداء .. وتتاجر بدماء الأشقاء 
  • عامان على حصار قطر بمزاعم لا وجود لها إلا في مخيلة مفتعلي الأزمة
  •  قطر لم ترضخ ولن تفرط في سيادتها .. فماذا حقق رباعي الشر المأزوم؟

 

 

بقلم : صالح بن عفصان العفصان الكواري (رئيس التحرير) ..

‫يؤكد الحراك الدبلوماسي الواسع الذي تشهده قطر باستمرار، أنها دولة فاعلة ومؤثرة على المستويين الإقليمي والدولي، وتضطلع بدور حيوي وهام على صعيد الأمن والسلم في العالم، ورفاه الشعوب وقضاياها العادلة، وتعزيز التضامن العالمي لخدمة الإنسانية.

 لذلك كله لا يخلو يوم من أن تشهد البلاد زيارة رئيس دولة أو حكومة، أو وزير أو مسؤول رفيع، أو توقيع اتفاقيات للتعاون ومذكرات تفاهم، تخدم المصالح المشتركة وتحقق المنافع المتبادلة في مختلف المجالات، لقطر والأطراف المعنية الأخرى من أصحاب المصلحة، أشقاء كانوا أو أصدقاء.

 وكان آخر هذا الحراك السياسي والدبلوماسي المكثف الذي لا ينقطع، حتى ولو عبر الرسائل والاتصالات الهاتفية المتبادلة، زيارة كل من فخامة الرئيس الصومالي ورئيس مجلس الدولة الليبي ووزير الخارجية الروسي للدوحة، وما صاحب ذلك من مباحثات ومشاورات على الصعيد الثنائي والإقليمي والدولي.

في هذا السياق جاءت الزيارة الناجحة وبكل المقاييس التي قام بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى جمهورية النمسا ومباحثاته البناءة ولقاءاته الثنائية المثمرة مع فخامة الرئيس الكسندر فان بيلين، ودولة المستشار سيباستيان كورتس، والتي ركزت على جملة من القضايا الثنائية، سياسياً واقتصادياً وثقافياً ورياضياً وتعليمياً وصحياً واستثمارياً، وفي مجال الطاقة والصناعة والتكنولوجيا، واستعراض السبل الكفيلة بتعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات بما يحقق المنفعة المتبادلة، ويخدم المصالح المشتركة للشعبين والبلدين الصديقين.

‫ كما تبادل سموه «حفظه الله» مع كل من فخامة الرئيس ودولة المستشار الآراء حول أبرز القضايا الراهنة في منطقة الشرق الأوسط والعالم والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية خصوصاً الأوضاع في فلسطين والأزمة الخليجية، وهو ما يؤكد ضرورة تكثيف التشاور وتبادل الرؤى بما يخدم مصالح البلدين وشعبيهما الصديقين في عالم مضطرب، يموج بالمتغيرات، ولا يعرف ولا يفهم إلا لغة المصالح.

‫ وشهدت الزيارة الناجحة أيضاً التوقيع على مذكرتي تفاهم بين قطر والنمسا للتعاون الاقتصادي والتجاري والفني والسياحي.

‫وكان للرياضة حظها من المباحثات القطرية النمساوية، ما يؤكد بدوره المكانة والسمعة الرياضية التي تتمتع بها قطر وهي قد فازت مؤخراً بكأس آسيا لكرة القدم، والدعم اللامحدود الذي تحظى به لاستضافتها المرتقبة لنهائيات كأس العالم عام 2022، ما يعزز الثقة العالمية في قطر وقدرتها على تنظيم مونديال مثالي واستثنائي مبهر يبقى خالداً في ذاكرة تاريخ كرة القدم العالمية، وسجل تنظيم نهائيات كأس العالم عبر الزمن.

‫ ولأن الرياضة جزء من الشراكات العالمية مع الدول التي زارها أو سيزورها سموه «حفظه الله» كان هذا الدعم القوي من قادتها وزعمائها لتنظيم قطر مونديال 2022، وهي ثقة نعتز بها كقطريين، وتعد محل فخر لكل عربي وخليجي، لأن مونديال قطر هو مونديال لكل العرب.

 

‫وفي سياق العلاقات القطرية النمساوية وزيارة صاحب السمو الأمير المفدى للنمسا، تم عقد المنتدى الاقتصادي القطري النمساوي بين رجال الأعمال في البلدين، ما يؤكد بدوره الرغبة والعزم لدى كل من الدوحة وفيينا لتفعيل أوجه التعاون والتنسيق لخدمة الجوانب الاقتصادية والتجارية المشتركة بينهما.

وفي ظل تواصل الانفتاح القطري الإيجابي الكبير على العالم، والمكاسب الكثيرة التي تجنيها وتحققها قطر باستمرار جراء حضورها الفاعل والمؤثر على الساحة الدولية، تنغمس دول الحصار وقياداتها المتشنجة في مؤامرات خسيسة، تستهدف الدول والشعوب حتى الشقيق منها، وتوتير المنطقة والعالم، ولم تسلم منها بكل أسف حتى شعوبها، ما جرّ عليها اللعنات والإدانات والعزلة، والعالم يرى ويسمع ويتابع على مدار الساعة أخبارها وفضائحها التي تتصدر نشرات الأخبار وافتتاحيات الصحف والمنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي !!!.

 عيب والله أن تصل بعض دولنا العربية والخليجية لهذا المستوى من الفوضى والعبث بمقدرات الشعوب وتوجيه الموارد والأموال لغير صالحها، وارتهان مصيرها للخارج والأعداء، وأن تتاجر بدماء الغير من الإخوة والأشقاء وتعبث بحقوقهم وكرامتهم وتحرص على الحكم حتى من فوق جثثهم، لأجل سلطة يجمع الكل على أنها مهزوزة ومضطربة، ومستقبل معتم، يرونه وهم في غيبوبة شهوة الحكم والنزوع إليه مُشرقاً، ويراه غيرهم من واقع الحال والأفعال، مظلماً لا يأتي بخير وإن طال.

حوالي عامين مضيا على حصار قطر لمزاعم لا وجود لها إلا في مخيلة من افتعلوا الأزمة !! والسؤال الذي يفرض نفسه بعد هذه المهزلة وفضيحة الحصار الجائر، ماذا حقق رباعي الشر المأزوم من حصاره لقطر «تميم المجد» هل رضخت قطر، هل استكانت وفرطت في سيادتها وفي قرارها الوطني المستقل، وأهدرت سيادتها، هل تسولت قطر وجاع شعبها، وسقط نظام حكمها كما خططوا لذلك مكراً وخبثاً ؟ بالعكس هم من خسروا وهم من فشلوا وعُزلوا وحاصروا أنفسهم بأنفسهم بعد أن أخذتهم العزة بالإثم، وأصبحوا صنواً للخيبة والمكابرة، ومحل تندر وتهكم وسخرية وازدراء، كلما ذكر حصار قطر والأزمة الخليجية !!. 

45 عاماً مرت على العلاقات القطرية النمساوية، منذ أن بادرت قطر بافتتاح سفارة لها في العاصمة فيينا 1975، لتدفع بها هذه الزيارة السامية خطوات إلى الأمام، قوة وتوطيداً، لذلك كان من الطبيعي والمنطقي أن تصل العلاقات بين قطر والنمسا لهذا المستوى من الرسوخ والتميز.

 بلا شك أن جولات صاحب السمو أمير البلاد المفدى الخارجية وما يصاحبها من ترحيب واسع وما تتمخض عنه من نتائج مثمرة تفتح دوماً كما عودتنا مزيداً من الآفاق الجديدة الواعدة وجسور التعاون الممتدة بين قطر والأسرة الدولية على قاعدة المصالح المشتركة ومرتكزات السيادة والثقة المشتركة والتواصل والتفاعل الإيجابي وعدم التدخل في شؤون الدول كبيرها وصغيرها.

 

[email protected]

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X