بقلم : ريم عبدالله عيسى الأنصاري ..
قال تعالى:»وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ»- ٧٧ القصص، دائماً ما يتردد حولنا مصطلح الفساد فهل توقفت لوهلة للتأمل في معنى الفساد؟.
إن الفساد له الكثير من المعاني، حيث إنه قد يتواجد في كافة أرجاء المجتمع، وله أشكال عديدة، فهل موضوع الفساد برمته مبدأ يُكرس أثناء تربية أبنائنا؟، وهل نقوم بتوعية شبابنا بمخاطر الفساد؟ لماذا لا يتم تدريس مادة الفساد بالمدارس ؟ لماذا لا تتم مناقشة أمور الفساد بشكل يومي ؟ والجواب هو لأن الفساد تتم مناقشته بشكل يومي ويدرس، وإنما بطرق غير مباشرة من خلال التربية وترسيخ الخلق الحسن لدى أبناء الوطن، لكن أين ترسيخ مبدأ مكافحه الفساد بصريح العبارة لم لا تتم التوعية به صراحة ليصبح تعريف الفساد واضحاً، وطرق الوقاية منه صريحة وواضحة للجميع، فهل ننتظر حتى نعاني من مساوئ الفساد لكي نرسخ أهمية ومبدأ مكافحة الفساد؟.
من واجبنا ترسيخ مبدأ مكافحة الفساد وحكم القانون، لدى أبناء الوطن ليسود حكم القانون والعدل والشفافية بين الجميع، حيث إن مخاطر الفساد تدمر المجتمع بكافة أركانه ومن الأمثلة البسيطة:
عندما لا يضطر المواطن لدفع رشوة للجوء للقضاء فيجب عليه ترسيخ مبدأ مكافحه الفساد صراحة لدى أبناء الوطن لبقاء الوضع على ما هو عليه.
عندما لا يضطر المواطن لدفع رشوة لحصوله على العلاج الأساسي له ولأفراد أسرته فيجب عليه ترسيخ مبدأ مكافحة الفساد لبقاء الوضع على ما هو عليه.
عندما لا يضطر المواطن لدفع رشوة لحصول أبنائه على التعليم الأساسي فيجب عليه ترسيخ مبدأ مكافحة الفساد لبقاء الوضع على ما هو عليه.
وعندما يضطر المواطن لدفع رشوة لحصوله على كل هذه الحقوق الأساسية فيجب عليه أيضاً ترسيخ مبدأ مكافحة الفساد لدى أبنائه لتصحيح الوضع القائم لما يجب أن يكون عليه.
على مستوى دولة قطر، فإن لدولة قطر جهوداً عظيمة في مكافحة الفساد على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي ولعل أبرز الجهود إنشاء هيئة الرقابة والشفافية ومركز حكم القانون ومكافحة الفساد.
كما كان لدولة قطر دور كبير في تبني آلية تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد دولياً، بالإضافة إلى أن الدستور الدائم لدولة قطر وبهدف القضاء على الفساد قد فصل السلطات القضائية والتشريعية والتنفيذية.
إن تعزيز الشفافية والنزاهة وفصل السلطات والسياسات التي تقوم على الكفاءة من أبرز أهداف الدولة للقضاء على كافة أشكال الفساد.
حين ندرك مدى الجهود التي اتخذتها الدولة من أجل القضاء على الفساد وندرك أهمية مكافحة الفساد ومخاطر الفساد على كافة أفراد المجتمع حينها ندرك أن الفساد يجب أن يعرّف وأن يدرس، كما يجب نشر التوعية لدى الجميع، خاصة الشباب- الشباب الذين تنمو وتنهض بهمتهم الأمم- الشباب قادة المستقبل وأمل كل وطن، لذلك وبالتوازي مع اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد تم تدريس ماجستير حكم القانون ومكافحة الفساد بالتعاون مع جامعة ساسكس البريطانية ومركز حكم القانون ومكافحة الفساد.
مما لا شك فيه أن التعليم هو الركيزة الأساسية لنشر الوعي والإدراك وترسيخ المبادئ لدى أبناء الوطن، وفي مختلف المجالات اجتمعنا نحن الدفعة الأولى في الماجستير – الأول من نوعه في الشرق الأوسط – لتوعية المجتمع بأهمية سيادة القانون ومكافحة الفساد وهدفنا توعية الجميع، خاصة الشباب واضعين نصب أعيننا مقولة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، في أحد خطاباته عندما قال:» قطر بحاجة لكل منكم في بناء اقتصادها وحماية أمنها، وإننا بحاجة للاجتهاد والتفكير المستقل والمبادرات البناءة والاهتمام بالتحصيل العلمي بالمبادرات كافة والاعتماد على النفس ومحاربة الكسل والاتكالية».
