التعثر ممنوع عند مفترق طرق الآسيوية
الدحيل يتطلع لتعزيز المسار.. والسد والرهيب مطالبان برد الاعتبار
مهمة السد صعبة لكنه لا يمكن أن يقبل بتعثرين في جولتين متتاليتين
البداية المرتبكة في جدة وضعت الريان في موقف لا يُحسد عليه

يعود الترقب ليشغل الجميع بانتظار ما يمكن أن يحدث في الجولة الثانية من منافسات دور المجموعات في دوري أبطال آسيا لكرة القدم خصوصاً أنها تبدو وكأنها بمثابة مفترق طرق لاثنين من ممثلينا الثلاثة في البطولة.. فبعد البداية المتعثرة للريان والسد في الخطوة الأولى يكون من الطبيعي أن تتجه الأنظار صوب الخطوة التالية التي ستقام يومي الاثنين والثلاثاء، حيث يستضيف الريان فريق لوكوموتيف الأوزبكي الاثنين على ملعب جاسم بن حمد بنادي السد ضمن المجموعة الثانية بينما يستضيف السد على ملعبه أيضا في اليوم التالي فريق بيروزي الإيراني ضمن المجموعة الثالثة، ويحل الدحيل في اليوم نفسه ضيفاً على الهلال السعودي ضمن المجموعة الثالثة ولكن بظروف مختلفة.
الريان ولوكوموتيف وفرصة رد الاعتبار
والواضح طبعاً أن الريان هو الأكثر معاناة كونه قادماً من هزيمة ثقيلة عندما خسر أمام الاتحاد السعودي بخمسة أهداف لهدف وهو ما دفع به للتقهقر نحو المركز الرابع والأخير في مجموعته التي يتصدرها الاتحاد متقدماً بفارق الأهداف فقط على لوكوموتيف الثاني يليهما الوحدة ثالثاً بدون نقاط شأنه شأن الريان.
وليس من شك في أن البداية المرتبكة هذه كانت قد وضعت الريان في موقف لا يُحسد عليه أبداً، ليس فقط بسبب الأهداف الخمسة التي هزت شباك مرماه وإنما أيضاً بسبب من المستوى المتواضع الذي كان عليه خصوصاً في الشوط الثاني منها حيث سيكون مطالباً بالتعويض سواء في المستوى أو في النتيجة وهو ما يبحث عنه جمهور الفريق المصدوم بخماسية الجولة الأولى.. وفي هذا الجانب سيكون طبيعياً أن يترقب الجميع ما يمكن أن يفعله مدرب الطوارئ المؤقت البديل، البرازيلي سوزا ، والذي حل بديلاً للمدرب السابق بولنت الذي أعلن استقالته عقب تلك الهزيمة القاسية في جدة الاثنين الماضي.. غير أن ما يحتاجه الريان لا يقتصر على الجهد التدريبي أو التكتيكي فقط وإنما سيكون الفريق بأمس الحاجة إلى تجاوز حالة الإحباط الكبير التي تعرضوا لها، وبالتالي فإن المهمة هذه تتطلب جهداً مشتركاً بين الجهازين الفني والإداري من أجل انتشال الفريق من الحالة النفسية والمعنوية الصعبة.
ومع أننا نتحدث عن مسابقة مازالت في بدايتها إلا أن ذلك لا يمنع من التذكير بأن أي تعثر آخر للريان في الجولة التالية هذه يمكن أن يعقد الموقف وقد يجعل مهمته في غاية الصعوبة على مستوى الصراع والمنافسة على إحدى بطاقتي التأهل عن المجموعة إلى الدور التالي .. أما إذا تمكن من حسم الأمر لصالحه فإن ذلك يمكن أن يعيده إلى السكة الصحيحة ويحيي آماله في أن يكون طرفاً مهماً في المنافسة على مواصلة المشوار عبر الدور التالي الذي لم يدركه الفريق طوال مشاركاته ال «11» الماضية في البطولة.
وإلى جانب مباراة الريان هذه مع لوكوموتيف فإن الجولة الثانية ستشهد أيضاً مباراة أخرى في المجموعة تجمع بين الاتحاد المتصدر والوحدة الثالث عند الساعة السادسة مساء على ملعب الأخير في أبوظبي.
السد والعودة من بوابة بيرسبوليس
ومثلما سيكون الريان مطالباً بالفوز والفوز فقط في مباراته الثانية الاثنين المقبل كذلك هو الحال مع السد أيضا ضمن المجموعة الرابعة حيث يستضيف في ملعبه فريق بيرسبوليس الإيراني في الساعة السابعة إلا الربع مساء، أي بعد انتهاء المباراة الأخرى في المجموعة والتي تجمع بين الأهلي المتصدر بنقاطه الثلاث، من فوزه على السد بهدفين دون رد، وباختاكور الثاني بنقطته الوحيدة من تعادله السابق مع بيروزي بهدف لهدف.
وليس من شك في أن المباراة هذه لن تكون سهلة أبداً، خصوصاً أن الفريقين كانا قد تقابلا أربع مرات في النسخة السابقة من البطولة حيث تبادلا الفوز في دور المجموعات ففاز السد ذهاباً في الدوحة ( 3 – 1 ) بينما فاز بيرسبوليس إيابا في طهران ( 1 – صفر )، ثم عاد الفريقان ليتقابلا في نصف النهائي من البطولة ذاتها فخسر السد على ملعبه ذهاباً بهدف وحيد قبل أن يتعادل الفريقان إيابا في طهران بهدف لهدف.. ونتائج كهذه تعكس بوضوح حجم التقارب الكبير بين الفريقين وهو ما يجعل التكهنات صعبة جداً بشأن ما يمكن أن يحدث في مباراتهما القادمة الثلاثاء مع الإشارة إلى أن كلاً منهما يسجل حضوراً مهماً في دوري بلاده هذا الموسم إذ يتصدر السد دوري النجوم بجدارة بينما يشغل بيرسبوليس المركز الرابع في الدوري الإيراني ولكن على بعد نقطتين فقط عن تركتور تبريز المتصدر.
الدحيل وفك الشراكة مع الهلال
وإذا ما كان الريان والسد يبحثان عن التعويض لخسارتيهما في الجولة الأولى فإن الدحيل يتطلع إلى تعزيز انطلاقته الجيدة التي بدأ بها رحلته مع النسخة الجديدة هذه من البطولة والتي يتواجد فيها ضمن المجموعة الأصعب التي تضم إلى جانبه الهلال السعودي والعين الإماراتي إضافة إلى الاستقلال الإيراني والثلاثة سبق أن توجوا بلقب البطولة .. فبعد فوزه المهم والكبير على استقلال طهران بثلاثية نظيفة سيكون هذه المرة على موعد مع الهلال الذي يشترك معه في صدارة المجموعة برصيد ثلاث نقاط ويتقدم عليه بفارق الأهداف وذلك بعد أن كان الهلال قد سجل هو الآخر بداية طيبة بتفوقه على العين في عقر داره بهدف للاشيء.. وبحكم البداية الجيدة لكلا الفريقين فإن مباراتهما الثلاثاء في الرياض ستكون مرشحة لأعلى درجات القوة والإثارة لأنها يمكن أن تفك الشراكة بينهما عند القمة وتمنح الفائز أرجحية في غاية الأهمية قبل الجولة الثالثة والأخيرة من رحلة الذهاب فيها.
وربما سيكون مهماً هنا الإشارة إلى أن مباراة الثلاثاء هذه ستكون المواجهة السادسة بين الفريقين منذ عام 2013 كانت أربع منها في دوري أبطال آسيا، إذ فاز الدحيل في أول لقاء هناك في الرياض ثم تعادلا مرتين وفاز الهلال في الأخرى بينما كانت آخر مواجهة ودية وانتهت بفوز الهلال أيضاً في الرياض والنتائج هذه تعكس طبعاً حقيقة التقارب الكبير بين الفريقين وهو ما يجعل التوقع صعباً جداً بشأن ما يمكن أن تنتهي إليه مواجهتهما المرتقبة هذه.. غير أن واقع الحال يؤشر إمكانية أن يتواصل الدحيل مع بدايته القوية وهو ما يجعلنا نأمل في أن يعود من الرياض بالنقاط الثلاث التي تمنحه الانفراد بصدارة مجموعته القوية هذه.
الزعيم يبحث عن التعويض
يقول المنطق إن السد لا يمكن أن يقبل بتعثرين في جولتين متتاليتين.. فخسارته السابقة أمام الأهلي في جدة لابد أن تدفع به للبحث عن التعويض في مباراة الثلاثاء، وذلك أمر ممكن جداً إذا ما تجاوز الفريق بعض الأخطاء التي تسببت في خسارته تلك في جدة وهي خسارة لم تكن لتتفق أبداً مع حجم وإمكانات الفريق ولا تعكس حقيقة خطورته الهجومية حتى مع غياب نجمه العالمي الكبير تشافي المبتعد بسبب الإصابة.