المنبر الحر

لسنا ممن يُفسد حقل وردٍبصفعتين

بقلم : د. منصور محمد الهزايمة ..

من أنبل القيم التي يكثر الحديث عنها، وتدور حولها القصص، سواء كانت حقيقية أم خرافية، نسبةً لما يعوّل عليها من زيادة الألفة والمحبّة بين الناس – إن هي خلصت – أو ما قد تهدم من علاقات المودة بينهم – إن هي جافت – نهجها وغايتها، فالصداقة تقوم على مبادئ، ترتبط معاً بخيط كحبّات السبحة، فهي المحبّة والصدق والثقة والوفاء وحفظ السر والتسامح والإيثار والتشارك في الأفراح والأتراح، ولو انفرطت حبّة منها، كانت وبالاً على أطرافها، وانتهى ما يُؤمل منها إلى خراب.

كثيرٌ منا – اليوم – يفتخر بعديد الأصدقاء، خاصة في عالم التواصل الافتراضي، ويحسب أن الصداقة مُرتبطة بشكليات أو علامات، لا تسمن ولا تغني من جوع، والصداقة ليست بعدد من تعرفهم، أو تُقيم معهم علاقة بأي شكل كان، بل تُقاس بالوفاء، والمحبّة الصادقة، أمّا ما يدل عليها -حقيقة- فهي اختبار الأصدقاء وقت النائبات، عندها يتبيّن الصديق الوفيّ من غيره، ورحم الله الإمام الشافعي الذي قال:

جزى الله الشدائد كل خير

                 وإن كانت تغصصني بريقي

وما شكري لها حمداً

         ولكن عرفتُ بها عدوي من صديقي

وفي موضع أخر يقول:

ما أكثر الإخوان حين تعدهم

                   ولكنهم في النائبات قليل

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X