التمدرس بعد الاختبارات يُهدر طاقات الطلبة
الطلاب غير مهيئين لتقبّل المعلومات بعد انتهاء الاختبارات
ضرورة تفريغ المعلمين للمُراقبة والتصحيح والتحضير للاختبارات
كتب – محروس رسلان:
ورأوا أنه يمكن الاستفادة حال إلغاء التمدرس من جهود المعلمين في تفريغ المعلمين للتصحيح أو التحضير لاختبارات المادة اللاحقة أو غير ذلك من المهام. وأبانوا أنه لا يوجد سبب يدعو للتمدرس لأن المنهج كمّه معقول وأيام التمدرس طويلة وكافية ومن ثم فالتمدرس جهد مُهدور محسوب على الطالب ولا يستفيد منه غالبية الطلاب، الأمر الذي يستدعي إعادة النظر فيه. وأكدوا أن المعلّم يكون مُرهقاً من المُراقبة خلال الفترة الصباحية ومهموماً بأعمال التصحيح، وبالتالي لا يُنتظر منه أن يُعطي دروساً وسط هذه الضغوط. وذهبوا إلى أن قرار التمدرس بعد الاختبارات لم يلق قبولاً من الميدان التربوي ولا من الطلبة ولا من أولياء الأمور، منوّهين بحق الطالب في أن يستريح فور انتهائه من أداء الاختبارات بعد أن ذاكر قبلها بيوم وبعد أن قدّم جهداً خلال الإجابة على الاختبار. ونوهوا بأن بعض الاختبارات تأتي صعبة ويخرج منها الطالب وهو في حالة نفسية سيّئة حيث يكون غير قادر على البقاء بالمدرسة.
عائشة مراد: إرهـــاق للطلاب والمعلمين وأولياء الأمور
أكدت الخبيرة التربوية الأستاذة عائشة مراد الجابر أن التمدرس بعد الاختبارات يُسبب إزعاجاً كبيراً للأهالي ولإدارات المدارس وللطلبة والطالبات، وذلك لأن الطلبة يكونون بحاجة إلى راحة بعد الاختبار وليسوا بحاجة لتلقي أية معلومات خلال فترة تمدرس طويلة.
وقالت: قرار التمدرس بعد الاختبارات لم يلق قبولاً من الميدان التربوي ولا من الطلبة ولا من أولياء الأمور، مشيرة إلى أن الطالب حقه أن يستريح بعد أن ذاكر قبلها بيوم وبعد أن قدّم جهداً خلال الإجابة على الاختبار.
وأضافت: بعض الاختبارات تأتي صعبة ويخرج منها الطالب وهو في حالة نفسية سيئة حيث يكون غير قادر على البقاء بالمدرسة.
وأشارت إلى أن جميع المعلمين والمعلّمات ينتهون من المناهج قبل الاختبارات بوقت كاف وبالتالي ينبغي أن يترك الخيار في البقاء لمن يرغب من الطلاب في الاستفادة من التقوية للمادة اللاحقة على ألا تزيد فترة التقوية عن ساعة فقط وفق جدول مُحدّد وتنسيق مُسبق.
وقالت: الطالب بعد الاختبار غير مهيّأ لتلقي المعلومة وقد كنا نتلقى ملاحظات من أولياء الأمور على إرهاق الطالب وولي الأمر بعد الاختبارات.
وأضافت: المعلّم مُطالب بمباشرة التصحيح للمادة بعد أداء الطالب للاختبار حيث تواجه المدارس التي تزيد فيها أعداد الطلبة تحدياً نظراً لضرورة الالتزام بأعمال التصحيح الدقيق والرصد في الوقت المُحدّد من قبل التقييم.
وتابعت: المعلّم يكون مُرهقاً من المراقبة خلال الفترة الصباحية ومهموماً بأعمال التصحيح وبالتالي لا يُنتظر من المعلم أن يعطي دروساً وسط هذه الضغوط.
وأكدت أن هناك عبئاً كبيراً على المُعلّم بأن يُلاحظ داخل اللجان لمدة قد تقارب ساعتين ثم يقوم بالتدريس بعدها للطلاب ثم يقوم بالتصحيح بعد ذلك.
وقالت: أنا ضد فترة التمدرس بعد الاختبارات من منطلق الخبرة خلال عملي بالتوجيه وخلال عملي كمديرة مدرسة، وآمل أن يشعر المسؤولون بمعاناة المدارس من جرّاء القرار.
محمد المري:منح الطلاب فرصة للاستعداد للاختبارات
يؤكد الأستاذ محمد المري معلّم مادة اللغة العربية بمدرسة الشحانية الإعدادية الثانوية للبنين أن انصراف الطلاب بعد الاختبارات يعطيها أهمية واهتماماً ومكانة لدى الطالب.
وقال: الطالب عندما يُقدّم اختباراً ويعلم أنه سوف يُغادر بعد الاختبار فسيعلم أن هذا الاختبار مهم، والطالب بالنهاية قدّم مجهوداً قبل وخلال الاختبار من خلال المذاكرة والاستعداد، وبالتالي فانصرافه بعد الاختبار يعطيه فرصة للاستعداد للمادة اللاحقة بالجدول ويكون أمامه متنفس ووقت لأخذ قسط من الراحة.
وأضاف: لا يوجد سبب يدعو للتمدرس لأن المنهج كمّه معقول وأيام التمدرس طويلة وكافية، ومن ثم فالتمدرس جهد مهدور محسوب على الطالب ولا يستفيد منه غالبية الطلاب، الأمر الذي يستدعي إعادة النظر في الدوام بعد الاختبارات. وأبان أن الطالب لا يكون لديه قابلية للاختبار بعد التمدرس وأن المعلّم ليس لديه مشكلة لأنه موجود ويمكنه تقديم نِصاب الحصص المطلوب منه بالجدول. وأكد أن أيام الاختبارات صعبة على المدارس، لأن الطلبة لا تتقبل التمدرس والشرح، ومن ثم يزيد الشغب وعدم التزام الطلبة داخل الصف، وهو ما يؤدي إلى وجود تشاحن بين الطلبة بعضهم بعضا أو بينهم وبين المعلم.
إبراهيم الماس: الطالـب لــن يستفيد بعــد الاختبـار
أكد الخبير التربوي الأستاذ إبراهيم الماس أن تمدرس الطلاب بعد أدائهم لاختبار منتصف العام لا يوجد له داع، متسائلاّ: لماذا أقيّد الطالب بالدوام إذا كان المنهج انتهى والطالب يتقدّم للاختبار في المنهج الذي درسه؟. وقال: رجوع الطالب للبيت بعد الاختبار أفضل من بقائه في المدرسة باستثناء بقاء الطالب من أجل التقوية استعداداً للمادة اللاحقة إذا كان ذلك بالخيار وكان لدى الطالب قابلية للاستفادة من تلك التقوية.
وأكد أن منع الطالب من الخروج من المدرسة والرجوع للبيت بعد الاختبار أمر لا معنى له لأن الطالب لن يستفيد إذا جلس مُجبراً من أجل الدراسة بعد الاختبار. وقال: في ظل طول أيام التمدرس التي زادت خلال هذا العام الدراسي وفي ظل تقليص المناهج بعد تنقيحها يطرح سؤال نفسه علينا وهو: ما سر وجود الطالب بالمدرسة بعد الاختبار؟، وأضاف: لا نريد تقييد حريّة الطالب، والأفضل أن يؤدي الطالب الاختبار ويُسمح له بالمغادرة أو الرجوع للبيت أو الاستفادة من التقوية المدرسية إن أراد. وتابع: هناك طلاب بالفعل حريصون على الدراسة والتفوق والاستفادة من المدرسة ولكن أغلب الطلبة يُشاغبون في الصف خاصة الطالب الذي قدّم اختباراً ولا يريد أن يجلس. وأكد أن التمدرس جهد على الطالب وعلى المُعلّم وعلى المدرسة وبالتالي هي جهود مُهدرة ولن يُستفاد منها، مشيراً إلى أنه حتى على مستوى المعلمين والإدارة يكون هناك تضرر من التمدرس بعد الاختبار وهو أمر يستدعي وضع حل له من قبل المسؤولين في الوزارة. وقال: لا نريد هدر الوقت والجهد فوقت التمدرس بعد الاختبار مُهدور لأن الطالب غير مهيّأ لتلقي المادة العلمية.
ناصر الخلاقي:ضرورة مراعاة الحالة النفسية للطلبة
يرى الأستاذ ناصر الخلاقي، المعلّم بمدرسة مصعب بن عمير الثانوية للبنين، أن المدارس تعاني من رغبة الطلاب في المُغادرة بعد الانتهاء من أداء الاختبار.
وقال: نفسياً الطالب لن يتقبّل تلقي المعلومة بعد الاختبار، لذا أؤيد مُغادرة الطالب بعد الاختبار مُراعاة للحالة النفسية للطالب.
وأضاف: الطالب بعد الاختبار لن يكون مستعداً للتمدرس وسيشاغب حتى يطرده المعلّم من الصف وهو أمر طبيعي ومتوقع.
وأشار إلى إمكانية استثمار جهود المعلمين في المُراجعة أو التقوية لمن يرغب من الطلاب على أن يكون ذلك خياراً مُتاحاً أمام الطالب.
وأكد أن الالتزام بالتمدرس بعد الاختبار يجعل عملية التدريس غير مُجزية لأن وجود المُعلّم داخل الصف هدفه السيطرة على الطلاب داخل الصف وليس لاستعراض أو شرح المادة العلمية.
وقال: يمكن الاستفادة حال إلغاء التمدرس من جهود المعلمين في تفريغ المعلمين للتصحيح أو التحضير لاختبارات المادة اللاحقة أو غير ذلك من المهام.