الجمعية القطرية للتوحد تعاني نقص الدعم المالي
التحديات تشمل عدم وجود أماكن لتنظيم البرامج التدريبية والتعليمية
ضعف التسهيلات من جانب المؤسسات الحكومية والخاصة
برنامج مخصص للكبار من ذوي التوحد من سنّ 16 عاماً فما فوق
تدريب منزلي لأهالي ذوي التوحد في المرحلة من 2-6 سنوات
استمرار البرامج التدريبية والتأهيلية يحتاج إلى موارد مالية كافية

-
تنظيم برنامج لتحويل أهالي ذوي التوحد إلى مدربين متخصصين
كشف مسؤولو الجمعيّة القطريّة للتوحّد عن العديد من المعوّقات التي تقف أمام مسيرة العمل الذي أنشئت من أجله، لافتين إلى أنّ نقص الدعم المالي هو العقبة الرئيسيّة التي تُواجه الجمعية للاستمرار في عملها، بالإضافة إلى تراخي بعض الجهات في التعاون مع الجمعية من أجل تقديم رسالتها لذوي التوحّد.
وقال محمد فيصل المُدير العام للجمعية إنّ البرامج التعليمية والتأهيلية التي تسعى الجمعية لتنفيذها لخدمة ذوي التوحد تتطلب وجود ميزانية كبيرة وغير مُتقطعة حتى تُؤتي ثمارها، وتكون لها أهمية وعائد تربوي وتعليمي مفيد لهذه الفئة الهامة في الدولة، والتي وضعت الدولة لها خُطة وطنية.
وأضاف، في تصريح لـ الراية خلال ورشة عمل حول برنامج التواصل عبر التبادل بالصور، أنّه في إطار دور الجمعية القطرية للتوحّد لتطوير الكوادر العاملة مع ذوي التوحّد تمّ عمل هذه الدورة لنظام التبادل بالصور، وهي إحدى الدورات الهامة لتطوير اختصاصيي التخاطب والعاملين في التربية الخاصة لاستخدام هذا النظام مع ذوي التوحد غير الناطقين لتعويض هذه الفئة عن فقدان اللغة.
وتابع أن برنامج التبادل بالصور يأتي بالتعاون مع إحدى المُؤسّسات البريطانية المُعتمدة، ويتمّ إعطاء شهادات مُعتمدة دوليّاً للمُشاركين الذين بلغ عددهم 70 مشاركاً من اختصاصيي التخاطب والتربية الخاصة في مؤسّسة حمد وسدرة للطب ومركز الشفلح وبعض أولياء الأمور. وأضاف إنّ سلسلة حلقات من البرامج التأهيلية والتدريبية للكوادر المُتخصصة سوف يتمّ تنظيمها في المرحلة المُقبلة من قبل الجمعيّة القطريّة للتوحد، لافتاً إلى أن التركيز لن يكون منصبّاً على تأهيل ذوي التوحد فقط، ولكن يشمل أيضاً الكوادر التدريبية حتى تكون هذه الكوادر مُؤهّلة ومدرّبة على أحدث الطرق اللازمة للتعامل مع ذوي التوحد.
وكشف عن طرح برنامج مخصص للكبار من ذوي التوحد من عمر 16 عاماً فما فوق، حيث إن هذه الفئة لا يوجد لها أي خدمات على الإطلاق، مضيفاً إنه سيتمّ خلال الشهر الجاري تنظيم دورة لأول مرّة للسيدات فقط حول كيفية التعامل مع الفتيات ذوات التوحد عند نضوجهن، لافتاً إلى أنّ هذه الدورة مُوجّهة للأمهات والعاملات والمربيات ومدرّسات التربية الخاصة، موضحاً أنّ برنامج الجمعية يتضمن أيضاً تنظيم رحلة ترفيهيّة لذوي التوحّد ثم برنامج الطبّاخ الصغير، والاشتراك في مُؤتمر وزارة الصحة العامة نهاية الشهر الجاري حول طيف التوحّد.
وكشف عن خُطة للجمعية القطرية للتوحّد عن توفير تدريب منزلي للأهالي من ذوي التوحد في المرحلة من 2-6 سنوات بمجرد تشخيص الحالة لإرشادهم عن كيفية التعامل مع الأبناء وتخطي صدمة التشخيص واكتشاف المرض والتي تعتبر مرحلة صعبة للكثير من الأهالي.
من جهته، كشف موسى عبد المجيد المنسّق العام للجمعية القطرية للتوحّد عن برنامج يتمّ توفيره للمدارس من خلال 5 مُستويات تدريبية لمُختلف الصفوف، وسيتمّ على مدار العام الدراسي بالكامل، لافتاً إلى أنّ البرنامج التدريبي المدرسي سوف ينطلق العام الدراسي المُقبل.
وقال إنّ برنامج التواصل عبر التبادل بالصور من قبل ذوي التوحد يتضمّن 6 مراحل تدريبية تبدأ بالتعرف على الصور وتركيبها وتنتهي بتركيب الجمل مع بعضها البعض، بحيث يستطيع ذوو التوحّد التعبير عن حاجتهم، مُوضّحاً أن البرنامج مُطبق في أكثر من 40 دولة ومن بينها قطر.
ولفت إلى أنّ الجمعية تُواجه العديد من المُعوّقات من أبرزها عدم وجود أماكن لتنظيم الدورات والبرامج التدريبية والتعليمية، بالإضافة إلى العجز المالي الكبير وضعف التسهيلات التي يجب أن يتمّ توفيرها من جانب جميع مُؤسّسات الدولة سواء أكانت جهات حكومية أم خاصّة.
وتابع أن الجمعية تهدف من خلال برنامجها الحالي، التعبير من خلال الصور، إلى تحويل أهالي ذوي التوحد إلى اختصاصيين مدربين مُؤهلين للتعامل مع الحالات التي تُعاني اضطراب التوحد في منازلهم، ما يُسهم في استمرار برامج التأهيل والتربية الخاصة لذوي التوحد على مدار اليوم، حيث سيجد مصاب التوحد مدرباً مؤهلاً متوفراً ومخصصاً له شخصياً في المنزل.
وقال إنّ عدد المُسجلين في الجمعية القطرية للتوحد بلغ حوالي 250 عضواً من ذوي التوحد، لافتاً إلى أن الجمعية لا تقصر خدماتها على الأعضاء المُسجلين فقط بل تشمل جميع من يعانون اضطراب التوحد في الدولة من خلال توفير البرامج المدعمة، ومنها برنامج بكم نكتمل الذي تنظّمه الجمعية حالياً بأسعار مُخفضة. وتابع أن الجمعية تسعى إلى التوسّع في برنامج بكم نكتمل، بحيث يتمّ توفير برامج تأهيلية للمراحل العمرية المُبكرة ما قبل الخامسة من العمر بدلاً من الاقتصار على الفئة العمرية من 6-14 عاماً، كما هو الحال حالياً.