قطرجندت قدراتها الاقتصادية لمواجهة الحصار
الأزمة الخليجية مستمرة ولا حلول لها في الأفق القريب

كتبت – هناء صالح الترك:
أكد عدد من المُفكرين والأكاديميين والخبراء المشاركين في منتدى الجزيرة، أن قطر استطاعت أن تجنّد قدراتها الاقتصادية والبشرية وأن تقوم بمقاومة هذا الحصار الذي طبق عليها ليس فقط أن تصمد، بل أن تطوّر قوى جديدة في داخلها تمكنها من مواجهة صعاب دوليّة أخرى في المستقبل، معتبرين في تصريحات خاصة لـ الراية أن الأزمة الخليجية الخليجية مستمرّة بعد مضي عامين عليها ولا توجد أي حلول عمليّة في الأفق، مؤكدين استمرار الأزمة وتشابكها مع أزمات أخرى في السودان والجزائر وليبيا، متحدّثين عن مجازفات قام ويقوم بها رئيس الولايات المتحدة الأمريكية على المستوى الإيراني والفلسطيني.
وقال هؤلاء في تصريحات خاصة لـ الراية إن المنتدي يتيح حوارات جادّة في كافة المجالات الاقتصادية السياسية لصنّاع القرار والأكاديميين للتباحث في شؤون المنطقة والشؤون العالميّة بجو مريح يسمح لهم بإبداء الرأي والرأي الآخر والحوار الواقعي والحقيقي، لافتين إلى أن الدور السعودي سواء على المستوى الإقليمي أو على المستوى الدولي يتراجع.
محمد الشرقاوي: الدور السعودي يتراجع إقليمياً ودولياً
يوضّح محمد الشرقاوي، باحث أول في مركز الجزيرة للدراسات وعضو لجنة الخبراء في الأمم المتحدة سابقاً، أن هذه الدورة تركّز على مجموعة من القضايا الاستراتيجية سواء في الخليج أو الشرق الأوسط، وهناك العلاقات الخليجية الخليجية التي ما زالت تكرّس مبدأ المقاطعة ومبدأ محاولة عزل قطر، والآن نحن نقترب من عامين للأزمة الخليجيّة، حيث استطاعت قطر أن تجنّد قدراتها الاقتصادية والبشرية وأن تقوم بمقاومة هذا الحصار، لافتاً إلى أن الدور السعودي سواء على المستوى الإقليمي أو على المستوى الدولي يتراجع، ونلاحظ أن الولايات المتحدة تواجه الآن عدداً من التحديات السياسيّة، ولاحظنا آخر ما صدر عن البيت الأبيض محاولة تجميد صادرات النفط الإيرانية إلى مستوى الصفر، وهناك توعد إيراني بإغلاق مضيق هرمز، وهذا يعني توقف حركة الملاحة البحرية وهذا يضرّ بمصالح الإمارات والسعودية، لافتاً إلى المجازفات التي قام بها ترامب باعترافه بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان، منوهاً بأنه بعد أسابيع سنسمع عما سيقدّمه مستشار الرئيس ترامب بشأن ما يسمّى بصفقة القرن، ويقول نلاحظ أيضاً أن هناك تحرّكات متسارعة في السودان وليبيا والجزائر، باختصار هناك مجموعة من القضايا تفرض على المراقب العربي أن يتمهّل في تفكيك عناصر هذه المتحوّلات وهذه المتغيّرات الاستراتيجية وبالمناسبة نحن نعيش في وتيرة سريعة التحوّل أكثر مما نعتقد، وفي نفس الوقت المنتدى بدأ منذ عدّة سنوات ويحاول اليوم مواكبة هذه التحوّلات بمحاولة جمع العديد من الآراء المختلفة من مشاركين في الخليج في العالم العربي ومن إيران وتركيا والولايات المتحدة وأوروبا لعرض مزيج من وجهات النظر. ويضيف: بالنسبة لي سأشارك بجلسة تحديات الولايات المتحدة في قضية إيران وإسرائيل وفي القضية الفلسطينية بين 4 متحدثين وسأركز لماذا يمعن ترامب في هذه المرحلة بما يسمّى المجازفات السياسيّة، حيث كانت المجازفة الأولى باعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، والمجازفة الأخرى تحلله من الاتفاق النووي مع إيران، ثم الآن ندخل في مجازفات من عيار أكثر ثقلاً قضية مزيد من العقوبات على إيران وتجميد الصادرات إلى معدل الصفر وسيدفع بالإيرانيين بالبحث عن بدائل سواء في الهند أو الصين أو دفعها إلى السوق السوداء.
وليد بردعي: الواقع العربي مشرذم
يقول وليد بردعي، كاتب وباحث من العراق، الواقع العربي في حالة من التشرذم والاستنفار والتقاطعات والارتباكات والتشويش، أعتقد أن العراق كان سباقاً في هذه الفوضى، وما حصل في العراق خلال العقود الثلاثة الماضية انعكس سلباً ليس على العراق فقط إنما على المنطقة كلها، فكان الحصار الذي حظي بتأييد عربي ثم حرب عام 2003 التي أفضت إلى غزو العراق واحتلاله وظهور عملية سياسيّة من قبل الاحتلال أيضاً حظيت هذه العملية بدعم واسع من دول جوار العراق والدول العربيّة لأنها قائمة على أعمدة لا علاقة لها بالحكم الرشيد فقد نتج عنها تشابكات داخليّة، وطالما قلنا إنها لن تقف عند حدود العراق ولكن للأسف الشديد أصرّت الولايات المتحدة على السير بهذا النهج وأصرّت الدول العربية على دعم النهج الحاكم في العراق، وكما يعلم الجميع تحوّل العراق إلى نقطة ارتكاز لأعمال عسكرية تقودها جهات عديدة، هذه الأعمال تمخض عنها تمزيق شديد الحساسية للأوضاع الاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصاديّة، ونحاول في منتدى الجزيرة أن نعرض الأسس التي انفجرت من خلالها كل هذه الانشطارات والنتائج التي وصلت وما تعود إليه الأمور في المُستقبل.
د.هاشم التميمي: يجب أن نكون شركاء في صناعة المستقبل
قال الأستاذ الدكتور هاشم حسن التميمي عميد كلية الإعلام بجامعة بغداد لـ الراية:
بدون شك المنتديات التي يحضر فيها مفكرون ومثقفون وإعلاميون وتتاح لهم الحرية لمناقشة مفردات أساسيّة تقع ضمن المنهج الاستراتيجي في مقدمة ذلك المخاطر والتحديات التي تواجه منطقة الخليج، الأمة العربية بكاملها لها أهمية كبيرة جداً لأن هذه الدراسات تبحث في المستقبل الذي سيأتي، ويضيف إن تداول هكذا موضوع بمعنى أن يكون لنا دور ولمسات في صناعة هذا المستقبل ونكون شركاء له وليس خاضعين لما سيحدث في المستقبل، متمنياً من المنتدى الذي جمع نخبة خيّرة من المفكرين والأكاديميين العرب في الحوارات الحرّة أن نصل لتوضيح مسارات كبيرة لمجتمعنا، حتى يكون لنا جرس إنذار لما سيحدث في مُستقبل الأيام.
عماد موسى: حوارات جادة في الاقتصاد والسياسة
يقول عماد نايف موسى عضو اللجنة الإعلاميّة لمنتدى الجزيرة، شبكة الجزيرة تنظم منتدى الجزيرة منذ 2004 والهدف أن تكون هناك حوارات جادّة في جو يتيح لهؤلاء المختصين في كافة المجالات الاقتصادية السياسية وصنّاع القرار والأكاديميين التباحث في شؤون المنطقة والشؤون العالمية بجو مريح يسمح لهم بإبداء الرأي والرأي الآخر والحوار الواقعي والحقيقي، لافتاً إلى أنه تمت دعوة أكثر من 100 مفكر من خارج قطر، والمتحدّثون ما بين 40-50 متحدثاً، كثير منهم من قطر، مبيناً أن المنتدى سيتناول 7 جلسات على مدار يومين بالإضافة إلى كلمه الافتتاح والختام.
عبد الرحمن حسن: الحلول الجذرية للأزمة الخليجية بعيدة
يقول عبد الرحمن حسن، من الواضح أن الحلول الجذريّة لهذه الأزمة الخليجية صعبة ولكن غير مستبعدة وتحتاج إلى إرادة حقيقيّة حتى تحلّ خاصة أن تأثيراتها تجاوزت الإطار الجغرافي الخليجي لها، وأثرت على دول جوارية إقليمية في السودان، مصر، ليبيا وغيرها من الدول الأخرى حتى امتدّت إلى دول مثل الصومال البعيدة عن الأزمة، لافتاً إلى أنه لا بد من وجود حل على الأقل في تجميد الأزمة، وعلى عدم زيادة تصاعدها، منوهاً بأن قطر استطاعت أن تجنّد قدراتها الاقتصادية والبشرية وأن تقوم بمقاومة هذا الحصار، وأضاف إن أوراق العمل مهمة جداً وكنا نحتاج لها لندرك أبعاد المشكلة الخليجية خاصة أنه يومياً توجد تطوّرات جديدة وتفاعلات في أحداث إقليميّة معينة، والكل يعلم الآن عندنا موجة الربيع الثاني في السودان والجزائر والله يعلم أين تنتهي هذه الموجة، وبالتالي الأزمة الخليجية مؤثرة جداً في هاتين الدولتين وكذلك التدخلات القائمة وأطراف المساندة لتوجهات الشعوب أو الأطراف المساندة للدولة العميقة، فبالتالي هذه الديناميكية تحتاج إلى تلك المداخلات والحوارات وخاصة أن الضيوف أفادونا بأفكارهم وتحليلاتهم وقراءاتهم للأزمة الخليجية وكل ما يدور في فلكها.