مقتل خاشقجي كسر صمت أهالي المعتقلين السعوديين
سياسات ابن سلمان حوّلت السعودية إلى ديكتاتورية غير مسبوقة
واشنطن – وكالات:
سلطت صحيفة واشنطن بوست الضوء على معاناة أهالي المعتقلين في السعودية والصراع النفسي الذي يعايشونه بين اختيار الصمت تجاه قضايا أقربائهم المعتقلين أو التحدث بعلانية وكسر الصمت من أجل تركيز المزيد من الضوء على تردي الوضع الحقوقي والتعذيب في سجون المملكة، وقالت الصحيفة إن جريمة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول مطلع أكتوبر الماضي كسرت حاجز الخوف لدى العائلات وقررت التحدث علانية، وأشارت الصحيفة إلى اتخاذ أريج السدحان القرار الصعب وهو الحديث علناً عن مصير شقيقها المعتقل على أمل أن يؤدي حديثها لتركيز الضوء على قصته. فبعد اختفاء شقيقها لعدة أشهر وبعد الصمت الرسمي المربك حول مصيره والشائعات حول تعرضه لانتهاكات، اتخذت أريج السدحان القرار الصعب وهو الحديث علناً عن مصيره على أمل أن يؤدي حديثها لتركيز الضوء على قصته. وقررت أن تتحدث للمؤسسات الإخبارية ووضع منشورات على الإنترنت على أمل أن تدفع هذه النشاطات الحكومة السعودية للكشف عن مصير شقيقها عبد الرحمن السدحان 35 عاماً والعامل في مجال الإغاثة والمعتقل منذ عام. مع أن الحكومة السعودية تحاول ثني العائلات وبقوة عن الحديث علانية عن المعتقلين وتخشى أريج السدحان انتقام السلطات ضد شقيقها.
ولا يستبعد أن يؤدي قرارها لفيضان من الإهانات التي يضعها المدافعون عن المملكة على الإنترنت. وقالت أريج في مقابلة أجرتها الصحيفة معها في كاليفورنيا حيث تعيش “حاولنا كل شيء ممكن” و “شعرت أن كل الأبواب مغلقة في وجهي”.
وهي ليست وحيدة في قلقها ومحاولاتها معرفة مصير الأعزاء الذين اختفوا في سجون النظام.
فعلى مدى العام الماضي قام عدد من السعوديين الذين شعروا بالاستياء من طول مدة اعتقال أقاربهم وغياب التهم الموجهة إليهم بتجاهل المفهوم القديم المعروف في السعودية، وهو أن العائلة المالكة ترد على المطالب الخاصة أكثر من الحديث علانية والضغط عليها. وقال عدد من الأقارب أنهم قرروا التحدث للإعلام وعبر الوسائل المتاحة لهم بعدما فشلوا في الوصول إلى مسؤولي الحكومة عبر الأبواب المغلقة. وترى الصحيفة إن حالة الإحباط التي يعانون منها هي نتاج الصدمات التي تركتها سياسات الأمير محمد بن سلمان الذي تحولت البلاد في عهده إلى ديكتاتورية أكثر مما عهد السعوديون، حتى مع تخفيفه القيود الاجتماعية. وترى عائلات المعتقلين أن طريقة اتخاذ القرار في السعودية لم تعد واضحة ومخاطر الصمت على ما يجري عظيمة.
وقال أقارب للمعتقلين إن مقتل الصحفي جمال خاشقجي في أكتوبر 2018 بطريقة وحشية لم يتخيل أحد وقوعها سرع من قرارهم للتحدث علانية.وقال بعض الأقارب إنهم ابتعدوا عن السياسة وحاولوا عدم لفت انتباه الأمن إليهم فيما قرر آخرون التحدث نيابة عن أفراد العائلة الذين كانوا ناشطين معروفين. ويرى محللون أن الاعتقالات هي وسيلة من ولي العهد لإرسال رسالة لمن تسول لهم أنفسهم معارضته أو كطريقة لترضية المؤسسة الدينية التي شعرت بالقلق من التغيرات الاجتماعية التي دعا إليها محمد بن سلمان.
لكن توسع قائمة الاعتقالات خلق صداعاً للقيادة السعودية، خاصة أن مجموعة متزايدة من الأقارب بدأت بتسليط الضوء على الاعتقالات بطريقة كانت تفضل الحكومة بقاءها بعيدة عن الأضواء. وقال كل أقارب المعتقلين إنهم يريدون الحفاظ على علاقاتهم مع بلدهم رغم قرارهم التحدث علانية عن أوضاع أقاربهم المعتقلين.
ولم تذكر العائلات استهدافاً من سلطات الأمن لمن يعيشون في الداخل، مع أن البعض مثل أريج السدحان لا يعرفون أثر حديثهم على المعتقلين أنفسهم. واتهم إخوة الناشطة لجين الهذلول بتشويه سمعة المملكة في الخارج بعدما بدأوا بتوعية الرأي العام حول ما حصل لها ومزاعم تعرضها للتعذيب.
وردت عالية الهذلول، شقيقة لجين على سعودي اتهمها بنشر الأكاذيب قائلة في تغريدة على تويتر “تحدثنا لكل السلطات المختصة ولم نحصل على رد”.
وقالت إن التقليل من شأن مزاعم التعذيب “ليس في مصلحة الأمة”. وكانت حريصة بعدم انتقاد الحكومة قائلة إن البعض داخل مؤسسة الأمن ربما خرق القانون.
ونفى المسؤولون السعوديون تعذيب المعتقلين. لكن التحدث عن مصير الأقارب جعل المدافعين في عين الإعلام وتحولوا لمنافحين عن قضية بشكل زاد من أعبائهم. فعالية أم لولدين تعيش في بروكسل وتعمل في شركة للطاقة ،أما أريج السدحان فتعمل في شركة تكنولوجيا. وقالت “لم أكن ناشطة أبداً”.
وكانت تدعم حق المرأة في قيادة السيارة قبل مغادرتها المملكة منذ عقد ولكنها لما توقفت عن متابعة السياسة في بلدها ”ركزت على دراسة الماجستير وحياتي.وعلي الآن متابعة التغيرات وما يحدث هناك”.