كتب – مصطفى عبدالمنعم:

أقام “الملتقى القطري للمؤلفين” نسخته الثانية أمس بمقر مكتبة قطر الوطنية، تحت عنوان “إطلاق وإشراك”، وذلك بحضور أعضاء الملتقى وممثلي دور النشر المحلية، وأصحاب مبادرات تُعنى بالتأليف والنشر والقراءة، وكان برنامج الملتقى حافلا بالمتحدثين حيث تضمن ثلاث جلسات تحدث في كل منها ما يقرب من خمسة أو ستة متخصصين في مجالات الإبداع الأدبي المختلفة، فاشتمل على كلمات الافتتاح والترحيب بالحضور.

أجيال من الكتاب

وجاءت الجلسة الأولى تحت عنوان أجيال من الكتاب، والتي شهدت نقاشات حول التأليف الإيجابيات والسلبيات والتحديات، وتحدث في هذه الجلسة التي أدارها الإعلامي صالح غريب كل من الكاتبة د. نورة فرج الخنجي، بينما تناولت الناقدة سهام جاسم الموضوع كرؤية نقدية، أما الكاتبة بثينة الجناحي فقد تحدثت حول المبادرات الخاصة مثل “قلم حبر”، ومن قطر الخيرية تحدثت السيدة ميسون بالتفصيل عن مبادرة كتاب المستقبل، أما فوزية الغامدي المتحدث باسم وزارة التعليم فقد طرحت قضية التأليف بين المواهب والاحتياجات.

دور النشر

وجاءت الجلسة الثانية لتناقش أحوال دور النشر القطرية “التحديات والتطلعات” وقدم مسؤولو تلك الدور أراءهم خلال الفترة المنصرمة خاصة بعد زيادة عدد دور النشر المحلية، وتحدث خلال هذه الجلسة ممثلو دور النشر فمن دار روزا كان الحديث للكاتبة عائشة الكواري في مداخلة بعنوان “تحديات وتطلعات”، ومن دار لوسيل كان خالد الدليمي والذي تناول بالتفصيل الحديث عن “لجان قبول الأعمال” في دور النشر، ومن دار زكريت تحدث الشاعر راضي الهاجري عن قواعد اختيارات دار النشر ومعاييرها، ومن دار جامعة حمد بن خليفة تحدث د. بشار شباره عن تجربة دار حمد بن خليفة، وفي الأخير كانت دار جامعة قطر والتي مثلها د. طلال العمادي وتحدث في مداخلة بعنوان “دار جديدة في دولة قطر”، وأدار النقاش إبراهيم السيد مدير ملتقى الناشرين والممثل عن دار وتد.

المكتبة والترجمة

وذهبت الجلسة الثالثة إلى آفاق بعيدة حيث تناولت مرحلة ما بعد إصدار العمل الأدبي أو الكتاب، ليتم خلال هذه الجلسة مناقشة دور المكتبة والترجمة في خلق آفاق أكثر رحابة للمشهد الأدبي الإبداعي، وقد أدارت هذه الجلسة مها النعيمي من مكتبة قطر الوطنية وتحدث خلالها، الدكتور إبراهيم الرميحي رئيس مكتب حق المؤلف والحقوق المجاورة في وزارة التجارة والصناعة بورقة عنوانها ”الحقوق الفكرية والإجراءات المعتمدة وماذا نحتاج للأفضل“، وكذلك الدكتور حارب الجابري مدير إدارة المكتبات في وزارة الثقافة والذي طرح قضية “الكتاب بين المكتبة والتكنولوجيا أفاق جديدة“، وفالح الهاجري مدير إدارة الإصدارات في وزارة الثقافة وتحدث عن “دور الإصدارات في وزارة الثقافة”، وأيضا الدكتورة حنان الفياض: التي تحدثت عن جائزة الشيخ حمد للترجمة وتناولت بالتفصيل “دور الترجمة في الحركة الثقافية بين قطر والعالم، جائزة الشيخ حمد نموذجا”، وفي الأخير تحدثت رشا السليطي عن مبادرة التسجيل الصوتي شركة راوي الكتاب “الوصول للجميع“.

إثراء المشهد الإبداعي

من جانبه، ركّز حمد الزكيبا -مدير إدارة الثقافة بوزارة الثقافة والرياضة- على أهمية الدور الذي يقوم به الملتقى القطري للمؤلفين والمراكز المختلفة في تعزيز الحركة الثقافية، وذلك على جميع المستويات، وخاصة فيما يتعلق بالجوانب الفكرية وتعزيز القيم الوطنية. وتطرّق الزكيبا إلى الأنشطة والمبادرات النوعية للملتقى القطري للمؤلفين، ودوره في دعم المؤلفين والكُتّاب؛ لافتاً إلى أهمية انعقاد الملتقى أمس في التعرف على الواقع بين جميع الفئات المشاركة، وفي الوقت نفسه إتاحة الفرصة لوزارة الثقافة والرياضة في الوقوف على حاجة المؤلفين والكُتّاب، ومن ثم تلبيتها بهدف إثراء المشهد الإبداعي بالدولة في مختلف مجالاته.

تحقيق الأهداف المنشودة

وبدورها، ألقت الكاتبة مريم ياسين الحمادي -مديرة الملتقى القطري للمؤلفين- عرضاً تقديمياً قدمت خلاله تعريفاً به وبمسؤولياته، لتحقيق الأهداف المنشودة، وللتعامل مع التحديات التي تواجه المؤلفين ودور النشر وأصحاب المصلحة بشكل عام، “وذلك لأهمية الحوار حول القضايا التي تهم المؤلفين، قبل مرحلة التأليف وبعدها، وهذه المرحلة تتداخل مع اكتشاف المواهب، وما يترتب عليها من رعاية، وما يليها من أعمال وأمور تتعلق بالإنتاج وما بعده”. وأعربت عن الأمل في الوصول إلى مرحلة جديدة للتأليف والمؤلفين في دولة قطر، تعتمد على المستوى الثقافي المتميز؛ معرّجة على أهداف الملتقى المتمثلة في الارتقاء بالمستوى الثقافي للمؤلفين، ونشر إنتاج الأعضاء في الكتب والدوريات، وتشجيع ترجمة الجيد منها إلى اللغات العالمية، وتشجيع ونقل التراث العالمي إلى اللغة العربية، وتوثيق العلاقات مع المؤلفين والاتحادات العربية والكتاب والأدباء العرب والعالميين، وتوطيد العلاقات بين المؤلفين وتنسيق جهودهم.

رعاية المواهب

كما لفتت إلى مزيد من أهداف الملتقى، ومنها رعاية المواهب الأدبية والعمل على صقل قدراتها وتطويرها، وتنشيط الحركة الثقافية وتنسيق الجهود والمواقف مع الجمعيات والاتحادات المهنية والثقافية الموجودة في الدولة تجاه القضايا الوطنية والقومية، والاهتمام بالأدب والثقافة الشعبية والدراسات المتعلقة بهما، وأية مجالات يكلّف بها الملتقى من قِبل وزارة الثقافة والرياضة وتتعلق بالتأليف والأدب والثقافة. وأبدت ترحيب الملتقى بعضوية المؤلفين الذي يعتزمون تأليف كتاب أو إصداره قريباً، “كما سيتم عمل عضوية للموهوبين في سبيل دعمهم للإبداع في مجال الكتابة والتأليف (وفق عضويات يتم الإعداد لها). وأكدت أنه سيتم وضع مزيد من الشروط لضمان حصول المؤلفين على عضويات تتناسب مع خبرتهم وعطائهم مستقبلاً. ولفتت إلى وضع خطة استراتيجية وخريطة طريق بمشاركة الكُتّاب وفرق العمل ودعوة مختصين، ووضع مجموعة من البرامج التي تحقق الأهداف، وتحليل الاحتياجات لوضع الهيكل التنظيمي والوظيفي، وتحديد الوصف الوظيفي واللجان وغيرها، ومراعاة توفير بيئة داعمة من حيث المقر، وحوافز للكتاب، وامتيازات مختلفة، ووضع خطط للمشاركات الداخلية والخارجية، ووضع استراتيجية نحو الكتابة في المجالات المختلفة.

لقاء شهري

كما عرضت الحمادي توقعات المؤلفين والكُتّاب كما ورد في الاستبيان، الذي جرى توزيعه قبل فترة، ومن هذه التوقعات إنشاء رابطة بشكل رسمي وقانوني، وتنظيم لقاء شهري ثابت من حيث التاريخ لتبادل الرؤى والنقاشات المختلفة، وألا يكون الملتقى في الفترة الصباحية حتى يتسنى لنا المشاركة، ومواعيد تناسب الجميع، وأن تكون للملتقى منهجية متكاملة تولي لجميع الكتّاب الحيز نفسه من الاهتمام لتوسعة قاعدة المنتسبين وليس الأعضاء فقط، والمطالبة بمزيد من التوعية. كما أبرزت توقعات المؤلفين والكُتّاب من خلال الاستبيان ذاته، ومنها تحديد جوائز تقديرية وتشجيعية من الملتقى للكُتّاب القديرين والمبتدئين الذين يبذلون جهوداً، ويكون التكريم على مستوى عالٍ، وإعداد قائمة بجميع الكُتّاب والكتب القطرية ونوعية الكتب، وتوضيح بعض النقاط للمؤلفين الجدد من حيث الطباعة ودور النشر، وتوضيح آلية التأليف من الألف إلى الياء، وإقناع دور النشر في دولة قطر لأخذ الكتب العلمية حتى لا يتم النشر في الخارج. ونوهت إلى إبرام الملتقى القطري للمؤلفين عدة شراكات مع جهات مختلفة بالدولة، بهدف تحقيق أهداف الملتقى، وإثراء المشهد الثقافي، وبما يعزز من تحقيق رؤية وزارة الثقافة والرياضة “نحو مجتمع واعٍ بوجدان أصيل وجسم سليم”. وناقش المشاركون في الملتقى التحديات التي تواجه أجيالاً من الكُتّاب، وتناول المبادرات المختلفة التي تدعم حق التأليف والنشر. كما تناولوا من خلال ثلاث جلسات أهمية دور النشر القطرية في دعم المؤلفين، وتحديات وتطلعات النشر ومابعد النشر والطباعة والترجمة.