دبي – رويترز:

اتهمت الحكومة اليمنيّة الإمارات بإرسال أكثر من 100 جندي انفصالي إلى جزيرة سقطرى؛ ما يعمّق خلافاً بين الحلفاء اسماً في حرب اليمن. وقال مسؤولون يمنيون إن نحو 100 مقاتل انفصالي يرتدون ملابس مدنيّة نزلوا يوم الاثنين من سفينة تابعة للبحرية الإماراتية على سقطرى، الجزيرة الرئيسية في أرخبيل يمني منخفض الكثافة السكانية ببحر العرب. وذكر مصدران بالحكومة اليمنية أمس أن الإمارات دربت في عدن الأسبوع الماضي دفعة من 300 جندي من أجل الإرسال إلى سقطرى، وأرسلت أكثر من 100 منهم إلى الجزيرة يوم الاثنين. وفي معرض رده على تقارير عن توجّه قوات من الانفصاليين الجنوبيين إلى سقطرى، انتقد وزير الداخلية اليمني الأسبوع الماضي الإمارات وقال إن عليها التركيز على قتال الحوثيين. وقال الوزير أحمد الميسري في تصريحات بثتها قنوات تلفزيونية يمنية «شراكتنا في الحرب على الحوثيين وليست الشراكة في إدارة المناطق المحرّرة». ويقول الانفصاليون الجنوبيون إن لديهم أكثر من 50 ألف مقاتل سلحتهم الإمارات ودربتهم وإنهم يهدفون إلى استعادة دولة اليمن الجنوبي المستقلة التي اتحدت مع اليمن الشمالي عام 1990 في نهاية حرب طويلة. والاشتباكات بين قوات هادي والانفصاليين الجنوبيين نادرة نسبياً لكن قوات هادي قالت في بيان إن قوات من الجانبين اشتبكت أمس في محافظة الضالع بجنوب غرب البلاد من أجل السيطرة على مبان حكومية. وأضاف البيان إن قوات هادي غادرت الضالع بعد الاشتباكات لكن القوات الجنوبية نصبت لها كميناً مجدداص على الطريق إلى عدن وأن الكثير سقطوا بين قتيل وجريح. ولم تذكر مزيداً من التفاصيل. وكانت الإمارات قد أرسلت 300 من قوات “الحزام الأمني” الموالية له إلى جزيرة سقطرى اليمنية، رغم أن الجزيرة هادئة ولا تعاني من وجود للحوثيين فيها، أو أي مشاكل أمنية أخرى. وبحسب سياسيين يمنيين ومراقبين فإن تحرّك ابن زايد يؤكد أنه بدأ تنفيذ خطته لبسط سيطرته على الجزيرة التي تمتلك أهمية خاصة بموقعها الجغرافي وثرواتها الطبيعيّة.

ووفقاً لفيصل الحذيفي أستاذ العلوم السياسية في جامعة الحديدة، فإن خطة التحالف السعودي الإماراتي باليمن باتت مكشوفة للغاية، وهي السيطرة على الأرض والجغرافيا والثروات فقط، وليس استعادة الشرعية باليمن ومحاربة الانقلابيين الحوثيين. وأشار الحذيفي إلى أن موقف اليمنيين تجاه التحالف تغيّر بالكامل، فعلى أرض الواقع لا وجود لمواجهات عسكرية بين التحالف والحوثيين، بل هناك تقهقر من جانب قوات التحالف لصالح الحوثيين، في حين يسعى التحالف لبسط سيطرته على المناطق المحرّرة.

بدوره أيد الكاتب السياسي عبد الناصر المودع وجهة نظر الحذيفي وقال إن أهداف الإمارات باليمن باتت مكشوفة تماماً، فلا حاجة لإرسال قوات إلى جزيرة سقطرى المستقرة والهادئة حيث لا قوات للحوثيين أو تنظيم القاعدة، وأشار إلى أن ما تفعله الإمارات الآن سبق أن فعلته بمُحافظة شبوة.