المحليات
محمد الحداد صانع مستلزمات الصيد بسوق واقف...لـ الراية:

تراجع كبير بأعداد الحرفيين القطريين

إقبال كبير على شراء أفخاخ الطيور لممارسة هواية الصيد

والدي علمني صناعة مستلزمات صيد الأسماك والطيور بطريقة يدوية

كتب – حسين أبوندا:

أكد عبدالله محمد الحداد أحد الحرفيين في سوق واقف أن الحرف اليدوية في قطر خلال الربع الأخير من القرن الماضي، شهدت تراجعاً كبيراً في أعداد الممارسين من المواطنين، لاسيما بعد وفاة معظم من كان يمتهن تلك الحرف، وعزوف الأبناء عنها لأسباب تتعلق بتنوع الفرص أمامهم بعد التطور الكبير الذي شهدته البلاد، واتجاههم نحو استكمال التعليم الجامعي والحصول على الوظائف التي تدر دخلاً كبيراً وتضمن لهم حياة كريمة وتجنبهم المتاعب والمصاعب الناتجة عن تلك المهن.

وقال الحداد في تصريحات خاصة لـ الراية إنه يمتهن حرفاً متعددة أهمها الصناعات الخشبية وصناعة أفخاخ الطيور ومستلزمات صيد الأسماك بالإضافة إلى الصناعات المرتبطة بخوص النخيل وصناعة ألعاب الأطفال القديمة.

وأضاف أنه يشعر بالفخر كونه جزءاً من إعادة إحياء بعض الأدوات والألعاب التي كانت منتشرة في القرن الماضي، مثل لعبة “المشاية” التي كانت تساعد الأطفال على السير في بداية تعلمهم المشي، وكانت تُصنع من الأخشاب والحبال والمسامير لمساعدة الطفل الذي لم يبلغ العام على الخروج في الفريج واللعب مع الأطفال، لافتاً إلى أنه استطاع صناعة هذه اللعبة بشكل مشابه تماماً لتلك التي كانت تستخدم في الماضي حيث حرصت على عدم ظهور أي اختلاف.

ولفت إلى أنه يُعد من القطريين القلائل المتخصصين في صناعة أفخاخ الطيور، وهي من القطع التي يقبل على شرائها حالياً عددٌ كبيرٌ من الأطفال والشباب لممارسة هواية صيد الطيور في المناطق المفتوحة كما أن الدولة ساعدت على إحياء هذه الهواية من خلال إقامة مسابقات يتنافس فيها الشباب لصيد الطيور بالطريقة القديمة.

وقال: إن صناعة الأفخاخ كانت دارجة في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي حيث كان معظم الأطفال وأنا منهم حريصين على صناعتها لممارسة هواية صيد الطيور بهدف المتعة، وغالباً ما كنا نطلق سراح تلك الطيور ونستمتع فقط بعملية وقوع الطير في الفخ الذي صنعناه بأيدينا.

وأضاف: تعلمت معظم الحرف اليدوية من والدي الذي كان يصنع الكثير من مستلزمات صيد الأسماك والطيور بنفسه كما كان متخصصاً في صناعة العديد من الأدوات المنزلية، حيث كان الكثير من الناس في الماضي يعتمدون على أنفسهم في صناعة معظم ما تحتاجه مهنتهم أو ما يحتاجه المنزل أيضاً.

ووصف الحداد طريقة صناعة أفخاخ الطيور بالسهل الممتنع قائلا: “رغم بساطة الأدوات المستخدمة في صناعة تلك الأفخاخ وسهولة الصيد بها إلا أنها تحتاج من الحرفي قدرة كبيرة على التعامل مع انحناءات الفخ بطريقة تجعله متوازناً وفي نفس الوقت قادراً على إحكام السيطرة على الفريسة لضمان عدم هروبها”.

وأكد أنه تعلم في طفولته الصناعات المرتبطة بالخوص أو سعف النخيل، ويستطيع منها صناعة الأبسطة و”سفرة” الطعام التي كانت تستخدم في الماضي في جميع منازل المواطنين في قطر ودول الخليج وهي عبارة عن قطعة دائرية يتم فرشها على الأرض ووضع الأطباق أو الصينية عليها لتناول الطعام، مشيراً إلى أن ما يميز هذه القطعة هو إمكانية استخدامها لسنوات طويلة وإمكانية تنظيفها بالماء دون تعرضها للتلف، كما أن بعض المواطنين يقومون بشرائها لدعم ديكور المنزل أو المجلس وخاصة إذا كان يحاكي البيوت القديمة.

ولفت إلى إمكانيته في صناعة بضائع ومستلزمات أخرى من الخوص مثل الحقائب والسلال التي تعتبر مميزة ويستخدمها المواطنون لتخزين البضائع أو وضع المعدات والمستلزمات الأخرى والكثير منهم يستخدمونها في تزيين منازلهم.

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X