الدوحة – قنا:

 بدأت الخيمة الخضراء التابعة لبرنامج لكل ربيع زهرة فعالياتها الرمضانيّة في مجمع «إزدان مول» بندوة حوارية حول طب الصائم بين الرخصة الشرعية والعزم.

ناقشت الندوة مفهوم فقه الرخصة في صيام المرضى وعواقب الصيام للأمراض المزمنة والتداعيات النفسية بإصرار المرضى على الصيام وتحدث فيها الدكتور خالد مفتاح من كلية الشرطة والدكتور عبد الله الحمق المدير التنفيذي للجمعية القطرية للسكري والدكتور أسامة الحمصي استشاري المركز الوطني لعلاج السرطان والدكتور عبد المنعم عبد الحكيم استشاري الطب النفسي.

وخلال افتتاحه للندوة شدّد الدكتور سيف علي الحجري رئيس برنامج لكل ربيع زهرة على أهمية وعي الإنسان الكامل بحالته الصحية وأن يكون ملماً بنتائج قراراته سواء بالصيام أو الإفطار وعواقب هذه القرارات على صحته الحالية والمُستقبلية، خاصة أصحاب الأمراض المزمنة.

ولفت الحجري إلى أنّ الله تعالى يحب أن تُؤتى رخصه كما تُؤتى عزائمه وأن الإنسان حين يفطر مضطراً ووفقاً لأوامر الطبيب المعالج فإنه يطيع ربه ويؤجر على إفطاره كما يُؤجر على صيامه.

وأثناء تقديمه للندوة استعرض الدكتور حسن علي دبا نتائج بعض الدراسات العلمية التي توضح فوائد الصيام ودوره في إزالة الخلايا السرطانية وخلايا الشيخوخة والزهايمر ومحاربة أمراض السكر والضغط والقلب.

وفي هذا الإطار، عرف الدكتور خالد مفتاح بعض المصطلحات الشرعية والضوابط الفقهية المتعلقة بالصيام مثل الشخص المكلف والحكم الشرعي والتكليفي والموانع والرخصة وأنواعها وأسبابها وضوابط المرض الذي يستوجبها والموازنة بين حالة المريض وما يترتب على الصيام من مضاعفات مُستقبلاً.

كما تحدّث عن مقاصد الرخصة الشرعية في حفظ الكليات الخمس «الدين والنفس والعقل والمال والنسل» التي جاء الإسلام للحفاظ عليها..

من جانبه، تحدّث الدكتور عبد الله الحمق عن ارتفاع نسبة مرض السكري في العالم الإسلامي، لافتاً إلى أن المُصابين ينقسمون إلى ثلاث فئات «عالية الخطورة وذات الخطورة العالية ومُتوسطة الخطورة» وكل فئة لها محاذيرها من الصيام حسب كل حالة ووفقاً للطبيب المعالج.

وشدّد على المسؤولية الفردية للأشخاص المصابين في الحفاظ على صحتهم واستقرار معدل السكر في الدم، ناصحاً أصحاب هذا المرض بتناول الأطعمة التي تحتوي على ألياف واستشارة الطبيب المُعالج قبل الإقدام على الصيام.

واستعرض الدكتور الحمق عدداً من الإحصائيات ونتائج المسوح الطبية التي قامت بها الجمعية ووزارة الصحة العامة في قطر، مؤكداً أن معدل الإنفاق القطري على مرض السكري هو الأعلى في المنطقة، حيث يصل إلى 2200 دولار سنوياً لكل مريض مصاب بالسكري.

بدوره، أكّد الدكتور أسامة الحمصي أن مرض السرطان أصبح عادياً يمكن الشفاء منه وأن الطبيب هو صاحب القول الفصل في صيام المريض من عدمه حسب الحالة ونوعية العلاج المستخدم، مستعرضاً أنواع العلاجات، ومنها التدخل الجراحي والعلاج الإشعاعي والكيماوي وغيرها.

وبيّن أن الانقطاع عن تناول العلاج خلال فترات النهار قد يؤدّي إلى زيادة تركيز المواد السمية في الجسم وبالتالي تفاقم الحالة، مشدداً على ضرورة أن ينظر الإنسان إلى مقدار النفع أو الضرر الناتج عن قراره بالصيام من عدمه.

ونصح الدكتور الحمصي بضرورة الفحص الطبي الدوري لاكتشاف أي مرض في بداياته مع اتّباع أنماط الحياة الصحية واكتساب الوعي الكامل عن المرض حتى يتجنّب المضاعفات.

وفي السياق ذاته، أوضح الدكتور عبد المنعم عبد الحكيم أن 95 بالمائة من المرضى النفسيّين يسمح لهم بالصيام بينما الـ 5 بالمائة المُتبقية تخرج عن نطاق التكليف أو يتعاطون بعض العقاقير التي لا يستطيع المريض الصيام مع تناولها.

واستعرض الدكتور عبد المنعم أنواع الأمراض النفسيّة المُنتشرة في الدول الإسلامية والمنطقة العربية كالاكتئاب والإدمان والفصام وغيرها، مُشدّداً في الوقت ذاته على أهمية أن يكون قرار الصيام أو الإفطار بالمُشاركة بين الطبيب والمريض.

وتعقد الخيمة الخضراء جلساتها منذ أكثر من 10 سنوات وبرعاية شركة قطر للبتروكيماويات قابكو، وتستقطب العديد من العلماء والمُختصين في المجالات المُختلفة، وتتناول العديد من المواضيع الدينية والثقافية والرياضيّة والمجتمعيّة.