في دروب الحياة، حيث تمضي إلى أهدافك، وروحك مُتَّقدة بالعزيمة والتفاؤل، ومُتوهِّجة بالإصرار، فتقف في وجهك عثرات تحاول أن تثبّط من همّتك، وأن توحي لك بأنَّ مآلك الفشل والهزيمة، فتشدّك إلى الوقوف ومن ثَمَّ الرجوع، فامْضِ قُدُماً إلى مسعاك، لا تعرِّج، واصل، ولا تلتفت إلى مُحبِط ومُسَتخِفّ وساخر، سِرْ بثبات، والتفت إلى مُرادك ولا تأبه بأقاويل اليأس، فإنَّك إذا التفتَ وأصغيت إلى ذلك؛ فستتردّى من صعيد الجدّ والأمل إلى قاع التهاون والإحباط، اتبع دربك، لا تلتفت.
قد تكون مُخطِّطاً لهدف ما، تسعى لبلوغه، وتعدّ نفسك له، وتحاول أن تستشير ممّن هو حولك من المحيطين بك ممّن تثق بهم أو غيرهم، فينبري لك أحدهم بما لا يسرّك ويبدأ يوسوس لك، فيصوّر لك العقبات التي تنتظرك، ويعظِّم من شأنها؛ فيبعث في نفسك التقاعس، ويصرف نظرك عن هدفك، اتبع هدفك، لا تلتفت.
كم من مُلتفت سقط وما نهض! أمَّا مَن يصرف وجهه عن المُحبطين، ويصغي للواثقين به؛ فسينال ما يريد، فإنّ المخترع إديسون، لم يقضِ أكثر من ثلاثة أشهر في مدرسته حتّى خرج منها باكياً؛ لأنّه سمع من معلّمه ما لا يرضيه؛ بأنّه غبيّ ولا فائدة من تعليمه، إلّا أنّ أمّه لم تلتفت لأقوالهم عن ابنها، فالتفتت إليه وقامت بتعليمه على يديها، حتّى أصبح من كبار المخترعين، ويقول عن والدته:»والدتي هي مَن صنعتني، لقد كانت واثقة بي»، فأنت خبير بنفسك وقدراتك، اتبع ثقتك، لا تلتفت.
الالتفات يكون إلى ما يقودك إلى مرافئ النجاح، ويسير بك إلى محطّات الفلاح، من خلال ثقتك بنفسك وبمَن يؤمنون بك، وإنّ المُحبِطين من حولك قد يكون إحباطهم لك بقصد أو دونه، ولكن لا عذر لهم، ولا عذر لك في الالتفات إلى أقوالهم، حيث تشاركهم خيباتهم، خذ بيدك في طريقك مَن تقدر عليه، ولا تذعن لمن يريد أن يحطّم مجاديفك، ويكبّل قدميك عن المُضيّ في تحقيق غاياتك، اتبع غايتك، لا تلتفت.
لا تنعطف إلى أيّ طريق غير الطريق الذي تريد، ولا تمضِ إلّا إلى المحطّة التي خطّطت للوصول إليها، فليكن وجهك ووجهتك إلى الأمام، واعطِ ظهرك لمن خلفك؛ كيلا يجرّك إلى الالتفات إليه، دعه وامضِ، امضِ حيث يأمرك قلبك، واترك الذين لا يستطيعون مُضيًّا معك، ويريدون منك أن تتقهقر وترجع إلى الوراء معهم، اهجرهم، اتبع قلبك، لا تلتفت.
intesar_alsaif@