الدوحة – الراية:

قال تقرير مؤسسة عبدالله بن حمد العطية الدولية للطاقة والتنمية المستدامة إن أسعار العقود الآجلة للنفط الخام واصلت تراجعها الأسبوع الماضي، مع انخفاض طفيف نسبياً بلغ حوالي 0.3٪ لخام برنت و0.5٪ لخام غرب تكساس الوسيط. في حين شهد الأسبوع الماضي تقلباً في عمليات التداول مما تسبب في تذبذب الأسعار بين الارتفاع تارةً والهبوط تارةً أخرى. وقد تراجعت الأسعار بشكل رئيس بسبب تهديدات الولايات المتحدة بأنها سترفع نسبة التعريفات الجمركية على البضائع الصينية، والتي تقدر قيمتها بحوالي 200 مليار دولار، من 10٪ إلى 25٪، وقد تم فرض تلك الزيادة يوم الجمعة الماضي نظراً لعدم إحراز أي تقدم في المحادثات التجارية بين الطرفين. في حين أثرت عوامل أخرى على الأسعار مثل نمو إنتاج الخام الأمريكي، حيث من المتوقع أن يرتفع هذا العام بما لا يقل عن 1.5 مليون برميل بالمتوسط ليصل بذلك معدل إنتاج النفط الأمريكي إلى 12.5 مليون برميل في اليوم. وعلى الرغم من ذلك، بقي تراجع الأسعار محدوداً بسبب الشكوك حول حجم المعروض، الأمر الذي يتسبب بتضيق الفجوة الحالية في ميزان السوق بين العرض والطلب. ويزداد التوتر بين إيران والولايات المتحدة، حيث تستمر الولايات المتحدة بإرسال المزيد من الأفراد والمعدات العسكرية إلى منطقة الشرق الأوسط. ومن المتوقع أن تنخفض صادرات الخام الإيراني إلى 0.5 مليون برميل يومياً هذا الشهر في ظل إلغاء الإعفاءات من العقوبات التي كانت تُمنح سابقاً. كما تلقت الأسعار دعماً إضافياً بسبب السحب غير المتوقع من مخزونات الخام الأمريكي، والذي بلغ حوالي أربعة ملايين برميل الأسبوع الماضي.

حالة من الشك

وتخيم حالة من الشك على عمليات التداول في سوق النفط، الذي مازال يتلمس المزيد من الوضوح للوضع الذي ستؤول إليه العوامل الأساسية من العرض والطلب. وتغذي حالة عدم اليقين حول حجم العرض بشكل أساسي قضية تمديد العمل بتخفيض الإنتاج، والتوترات الجيوسياسية في أمريكا اللاتينية وإفريقيا والشرق الأوسط. في حين تتسبب النزاعات التجارية بين الولايات المتحدة والصين بمزيد من الغموض حول حجم الطلب، مما يُقوض من حجم النمو العالمي والطلب على الطاقة.

أسعار الغاز

وأشار التقرير إلى أن أسعار العقود الفورية للغاز الطبيعي المسال الآسيوي ظلت مُستقرة الأسبوع الماضي بعد الانتعاش الذي شهده الأسبوع السابق. ويعتقد المتداولون أن المشترين كانوا يحاولون تحسين مراكزهم ليس فقط لشهر يونيو ولكن لشهر يوليو أيضا. ويرجع السبب في ضعف الطلب على الغاز الطبيعي المسال الآسيوي بشكل جزئي إلى عمليات إعادة البيع، حيث لم تجد إحدى الشحنات من ماليزيا أي مشترٍ وفقا لمصادر معلومات الشحن. أما في أوروبا، فقد شهد حجم المعروض من الغاز الطبيعي المسال الفوري ارتفاعا، وبالأخص من مصنع «Yamal»، الأمر الذي أثر على الأسعار بشكل مباشر. في الوقت الذي كانت الأسعار في بعض الأسواق الأخرى، مثل إسبانيا والمكسيك، أكثر جاذبية في ظل انتعاش الطلب المحلي على الغاز.

وفي الولايات المتحدة، ارتفعت أسعار العقود الآجلة للغاز الطبيعي على مؤشر «هنري هب» بنسبة 2٪ الأسبوع الماضي بسبب التوقعات التي تشير إلى طقس أكثر برودة، علاوة على أن مصانع تصدير الغاز الطبيعي المسال تعمل بأقصى طاقتها. وتستعد شركة «Cameron» للغاز الطبيعي المسال لإنتاج أولى كميات الغاز هذا الشهر، لتُضاف بذلك إلى مصانع الغاز الطبيعي المسال الثلاثة التي تعمل بالفعل وهي «Cove Point» و «Sabine Pass» و»Corpus Christi». أما في المملكة المتحدة، فقد تراجعت أسعار العقود الآجلة للغاز على مؤشر «NBP» ما يقارب من 5٪، وتكون بذلك قد محت كافة مكاسب الأسبوع السابق. وجاء انخفاض الأسعار نتيجة لتوقعات بطقس أكثر اعتدالاً، وارتفاع في الصادرات النرويجية، بالإضافة للإنتاج القوي لمصادر طاقة الرياح مطلع الأسبوع الماضي.