بقلم: عبد الله عبد الرحمن

على خطى الغد الوضاء تواصل قطر الحبيبة مسيرتها الناهضة بخطوات متسارعة وواثقة وهي تحقق الإنجاز تلو الآخر لتؤكد للعالم كله حجم ما تتميز به من إصرار كبير وعزيمة لا تلين وتحد غير مسبوق في سباقها مع الزمن لتكون في الموعد العالمي المرتقب في 2022.. فها هي اليوم تضرب موعدا جديدا مع التاريخ وهي تبهر العالم كله في رحلتها الاستثنائية لتنظيم النسخة الأروع في تاريخ بطولات كأس العالم.. وها هي تكمل استعداداتها لتسجل اليوم إنجازا جديدا يعكس حجم الجهد الكبير الذي تبذله على طريق احتضانها للحدث العالمي الكبير «قطر 2022» وذلك من خلال تدشين ثاني ملاعب المونديال الاستثنائي، ملعب الوكرة، الذي أنجز بالكامل في وقت قياسي وبحلة في غاية الروعة والجمال..

ويأتي هذا الحدث المهم متزامنا مع احتفاليتنا السنوية المتمثلة بنهائي أغلى البطولات على كأس سمو الأمير المفدى في مسك ختام حافل للموسم الرياضي، ومصاحبا أيضا لإنجاز آخر كبير يتمثل بالتشغيل التجريبي للخط الأحمر لمترو الدوحة الذي يمثل أحد شرايين البطولة العالمية وهو بمثابة فتح جديد لقطر تحت الأرض..

وليس من شك في أن تدشين الملعب وإقامة النهائي الغالي يمثلان حدثين مترابطين يعطي كل منهما الآخر أبعادا ومعاني كبيرة إلى جانب ما يعنيه ذلك على صعيد الوفاء بالالتزامات الدولية والحرص على تنفيذ كل متطلبات المونديال بأدق صورة وإنجازها بمواعيد تسبق تلك التي كانت قد حددت على الورق وهو ما يعكس حتما ذلك الحماس الكبير الذي يصاحب كل خطواتنا للوصول إلى مونديال تاريخي بكل ما في هذه الكلمة من معنى..

نفاد تذاكر الحدث التاريخي الكبير قبل وقت مبكر وحرص الجميع على متابعته يؤكد الشغف الكبير بكرة القدم والترقب الجماهيري المحلي للمونديال وكذلك الاهتمام الإعلامي العالمي يعني الكثير لقطر الريادة التي ستضرب موعدا آخر مع صرح مونديالي جديد خلال الفترة المقبلة.

وإذا ما كان إنجاز ملعب خليفة الدولي بصورته المونديالية قد بعث قبل عامين من الآن وخمسة أعوام عن موعد البطولة العالمية الكبيرة بتلك الرسالة التي أكدت للعالم كله الإصرار على التحدي الكبير لإنجاز كل متطلبات هذا الحدث المهم بزمن قياسي فإن تدشين ملعب الوكرة اليوم يأتي ليؤكد ذات المعاني ويعكس ذات التحدي لكل الظروف الصعبة التي سببها الحصار اللئيم الذي أرادوا أن يجعلوا منه حبلا يخنق إرادتنا ويعطل نهضتنا، فإذا به حافزا يدفعنا لتعزيز الجهود وتوسيع الخطى وتأكيد الرغبة الحقيقية في جعل قطر منعطفا مهما جدا في تاريخ كأس العالم..

إننا وفي الوقت الذي نحتفي فيه بهذا الحدث الكبير يهمنا أن نؤكد بأن مسيرة قطر متواصلة وسائرة بثقة وثبات وعلى قدم وساق بعون الله وبإرادة أبنائها المخلصين والمقيمين على أرضها الطاهرة وبإصرار قيادتنا الحكيمة على بلوغ أعلى درجات الرقي والنجاح في مختلف مجالات الحياة ومنها الرياضة التي تحظى بكل أنواع الدعم والمساندة بحيث باتت قطر قبلة للرياضة والرياضيين في العالم كله..

وفي الوقت الذي نترقب فيه اليوم الإعلان رسميا عن تدشين ثاني ملاعب المونديال فإن الأنظار كلها تترقب ما يحدث في ملاعبنا المونديالية الأخرى التي يتواصل فيها العمل على قدم وساق لتكون جاهزة تماما قبل انطلاق البطولة بأكثر من عام وهو أمر لم يكن له من سابقة في كل تلك الدول التي كانت قد نظمت النسخ السابقة لهذه البطولة العالمية الكبيرة..

إن ملعب الوكرة المونديالي بحلته التي ستبهر الجميع اليوم من خلال صوره الحية يحكي للعالم كله قصة شعب يتحدى كل الصعاب ويضرب على الأرض بأقدام ثابتة وهو يحث السير نحو مستقبله المشرق الزاهي.. كما أنه يعكس للعالم كله أيضا مدى الحرص على الوفاء بكل الالتزامات لتحقيق العهد الذي قطعته قطر على نفسها لتنظيم نسخة تاريخية ستبقى ولزمن طويل مصدر الهام للجميع وأنموذجا في رفعة الذوق وعلو العزيمة وصلابة الموقف وعنوانا لأعلى درجات التحدي.

وإذا ما كان مثل هذا النجاح الباهر وغير المسبوق يثر غيظ الحاقدين من أولئك الذين اختاروا لأنفسهم مناهضة الإبداع والمبدعين والعمل، بطريقة خفافيش الظلام، على عرقلة مساعي النهضة العملاقة في قطر الخير والمحبة فإن في الجانب الآخر من يقف اليوم مزهوا بالإنجازات ونجاحاتنا وإبداعاتنا في كل مجالات الحياة ومنها ما يتعلق بمساعينا الراسخة للوصول إلى أعلى درجات التألق في تصدينا لتنظيم هذا الحدث العالمي الكبير.. نعم، من حق قطر أن تفخر كثيرا بما حققته وتحققه في الطريق إلى مونديال 2022.. من حقها أن تفخر بكل هذا الإعجاب الكبير الذي يفاخر به الآخرون في كل مكان ومنهم الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» الذي يحرص دائما على الإشادة الكبيرة بحجم ونوعية العمل على طريق المونديال التاريخي الذي يبقى مونديالا لكل العرب مثلما أكد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه.