شهدت أعمال بناء استاد الوكرة مشاركة فاعلة لعدد من الشركات القطرية، وذلك تماشياً مع أهداف رؤية قطر الوطنية 2030، التي تشكّل التنمية الاقتصادية ودعم الاقتصاد الوطني إحدى ركائزها الأساسية.
ومن المقرر افتتاح الاستاد، الذي جرى إنفاق أكثر من نصف الميزانية المخصصة لبنائه محلياً، في السادس عشر من مايو المقبل، تزامناً مع استضافته المباراة النهائية لكأس الأمير 2019.
نتعرف في السطور التالية على الشركات القطرية التي أسهمت في إنجاز استاد الوكرة، الذي يعد ثاني الاستادات جاهزية لاستضافة مباريات مونديال قطر 2022، بعد استاد خليفة الدولي، الذي افتتح في مايو 2017 بعد خضوعه لعملية تجديد شاملة.
شركة مدماك وشركة بور قطر
تولّى أعمال المقاول الرئيسي في مشروع استاد الوكرة تحالف يضم شركتين قطريتين هما مدماك وبور قطر، إضافة إلى شركة سكسكو البلجيكية.
شاركت شركة مدماك في مجموعة واسعة من مشاريع البنية التحتية الكبرى منذ تأسيسها في ستينيات القرن الماضي، وأسهمت في تطوير وبناء العديد من استادات بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 كاستاد خليفة الدولي.
كما تعتبر شركة بور قطر إحدى الشركات التابعة لشركة الإنشاءات الأسترالية بور، وتعمل في الدوحة منذ عام 2011. فإلى جانب مشاركتها في بناء استاد الوكرة، تسهم الشركة في أعمال شق الأنفاق وبناء سكك الحديد والخط الأخضر من مترو الدوحة.
شركة كوستال قطر
صنّعت شركة كوستال قطر، المتخصصة في أعمال الهندسة، مقاعد استاد الوكرة في مصنعها المتطور في الدوحة. وتصل طاقة المصنع الإنتاجية إلى 500 مقعد يومياً. كما تصنع شركة كوستال قطر مقاعد استاد البيت في مدينة الخور واستاد الريان.
تأسست شركة كوستال قطر في سبعينيات القرن الماضي، وتصنّع المنتجات الهندسية، ومواد الجلفنة، والصلب اللازم لإنجاز مشاريع الصناعة في قطر وخارجها. وتعمل الشركة مع شركائها في أنحاء أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية. وعملت كوستال قطر في عدد من كبرى المشاريع المحلية مثل مطار حمد الدولي، ومؤسسة قطر، وهيئة الأشغال العامة (أشغال)، وأسبايرلوجيستكس، واللجنة الأولمبية القطرية.
شركة صُلب 26
صنّعت شركة صُلب 26 الهيكل الفولاذي لاستاد الوكرة، كما أسهمت في مشروع بناء استاد البيت في مدينة الخور. وتضم قائمة المشروعات السابقة للشركة مكتبة قطر الوطنية، ومركز سدرة للطب والبحوث، وأكاديمية الشقب للفروسية.
شركة إيربانكونسيبت
نجحت شركة إيربانكونسيبت القطرية في مدّ العشب الذي استُزرع خصيصاً لاستادات بطولة كأس العالم لكرة القدم في أرضية استاد الوكرة في زمن قياسي لم يتجاوز 9 ساعات و15 دقيقة.
تعمل شركة إيربانكونسيبت كمقاول بناء وتصميم، وتتخصص في تنسيق الحدائق والمساحات الحضرية. ولدى هذه الشركة تاريخ حافل في تصميم العديد من المشاريع الكبرى، مثل مطار حمد الدولي، ومدينة بروة، وحديقة الأكسجين، وتقاطع راس أبو عبود.
الشركة الوطنية القطرية لألواح الألمنيوم (كيوناب)
نجحت شركة كيوناب المتخصصة في أعمال تركيب الواجهات والأسقف بتركيب ما يزيد على 65 ألف متر مربع من سقف الاستاد الذي صممته المعمارية الراحلة زها حديد.
مشهد داخلي غاية في الروعة
سيكون المشهد من داخل الاستاد في غاية الروعة تماماً كما هو الحال من خارجه، حيث يرتفع السقف عالياً بمعاونة العوارض التي تنحني تحته، يحاكي بذلك هيكل السفينة، ويسمح للضوء بالمرور داخل الاستاد بكل سلاسة. الإضاءة الطبيعية التي ستغمر المكان لا تعني أن تزيد درجة الحرارة، فإلى جانب نظام التكييف المبتكر، سيلعب التصميم البارع دوراً في ضمان راحة المشجعين، واللاعبين، والمسؤولين. يسهم التحليل المفصل للمناخ المحلي الذي أجري على شكل الاستاد، مع الديناميكية الهوائية والتظليل الأمثل من السقف (والذي يشتمل على كمية ضئيلة من الزجاج) إسهاماً كبيراً في السيطرة على درجة الحرارة.
ويعود الفضل في هذه الأفكار الملهمة إلى شركة إيكوم (EN) الذين قدّموا خدمات استشاري التصميم بالتعاون مع شركة زها حديد للتصميم المعماري (EN)، بينما تتولى شركة «كيه إي أو» للاستشارات الدولية (EN) إدارة المشروع.
تصميم يقترن بالاستدامة
التصميم اللافت للأنظار هو أحد ميزات استاد الوكرة المونديالي الذي يقترن بالاستدامة التي تشكل علامة بارزة في كل جزء من أجزاء هذا الاستاد والمنطقة المحيطة به، ليظهر المكان بأبهى حلة أمام ضيوفه من عشاق كرة القدم. ويحمل شكل الاستاد في خطوطه وتعرجاته طريقة صديقة للبيئة للتحكم بدرجات الحرارة وذلك من خلال التصميم ذي الديناميكية الهوائية، كما سيوفر السقف الظل الوفير ليخفف العبء عن أنظمة التبريد المتطورة في الاستاد.
كانت مشاعر الفخر والاعتزاز ستتملك أهل الوكرة الأولين الذين عاشوا حياتهم على ظهور المراكب طلباً للرزق لو علموا عن النهج الإبداعي الذي تنتهجه بلادهم لحماية البيئة التي لطالما عشقوها. يعمل أهل قطر اليوم معاً على تطبيق هذا النهج، وهم يسيرون بخطوات ثابتة نحو تحقيق الأهداف البيئية التي وضعتها رؤية قطر الوطنية 2030. حصل استاد الوكرة بالفعل على رسالة مطابقة تمهيدية من شهادات نظام تقييم الاستدامة العالمي (EN) بفضل التقنيات الصديقة للبيئة، ومراعاة الحفاظ على البيئة عند توفير مواد البناء.
ستضم المنطقة المحيطة باستاد الوكرة المزيد من المساحات الخضراء، التي تتضمن 800 شجرة جديدة بالإضافة إلى نباتات متوطنة لترشيد استهلاك المياه، كما ستشتمل هذه المساحات المبهرة على مسارات لركوب الدراجات الهوائية، والركض، وركوب الخيل. لم تنسَ اللجنة العليا للمشاريع والإرث وشركاؤها الأثر البيئي الناجم عن تنقل المشجعين إلى الوكرة لحضور مباريات بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، لذلك وضعت الخطط اللازمة لمواجهة ذلك، فقد بدأت أعمال تحديث الطرق لتقليص زمن الوصول إلى المدينة وتخفيض حجم الانبعاثات، كما يتم أيضاً زيادة الطاقة الاستيعابية للحافلات، ومن المرجو أن تجذب محطة مترو الدوحة الجديدة المشجعين نظراً لقربها من الاستاد، مما سيحفزهم على استخدام المترو بدلاً من المركبات.