متابعة – صابر الغراوي:

وصف سعادة الشيخ خليفة بن حسن آل ثاني، رئيس مجلس إدارة نادي الوكرة الرياضي، إقامة نهائي كأس سمو الأمير على ملعب الوكرة المونديالي، باليوم التاريخي لكل أهل الوكرة، مشيراً إلى أن الجميع كان ينتظر هذا اليوم الرائع على أحر من الجمر منذ أن تم الإعلان الرسمي عن استضافة ملعب الوكرة لنهائي أغلى الكؤوس.

وأضاف سعادته: هذا النهائي المرتقب الذي يحظى برعاية حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، هو حدث رياضي غير عادي ننتظره كل عام، وفي هذا العام تحديداً سيكون له أهمية خاصة بالنسبة لنا في الوكرة والوكير وكل مناطق المدينة الجنوبية وسيكون كل «هل» الوكرة على قلب رجل واحد في استقبال النهائي الغالي.

وتابع: الحقيقة أن فرحتنا كبيرة جداً في هذا اليوم لأننا نستقبل نهائي أغلى الكؤوس على قلوبنا جميعاً، فضلاً عن استقبال ضيوف قطر الذين حرصوا على حضور تدشين هذه التحفة المونديالية الرائعة، والجماهير الكبيرة التي تهافتت على شراء تذاكر المباراة خلال الأيام الماضية، بالإضافة بالطبع إلى الفريقين الأفضلين في قطر حالياً وهما السد والدحيل اللذان يسعيان لحصد هذا اللقب.

وواصل حديثه قائلاً: الفريقان فائزان بالطبع لأنهما سيحظيان بشرف مصافحة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، مهما كانت نتيجة المباراة، والجمهور الكبير الذي سيحضر النهائي سعيد أيضاً بحضوره هذا اليوم التاريخي، ولكن أبناء الوكرة سيكونون أكثر سعادة لأنهم سيستقبلون كل هذه الجماهير والرياضيين في يوم تاريخي لن يُمحى من ذاكرة أبناء مدينة الجنوب.

وأضاف رئيس نادي الوكرة: بطبيعة الحال كنت أتمنّى أن أكون حاضراً في هذا اليوم بين أبناء الوكرة في هذه التحفة المونديالية والاحتفال مع أبناء قطر بشكل عام والوكرة بشكل خاص بتدشين هذا الملعب الرائع، ولكن ظروف مرضي وعلاجي خارج البلاد أجبرتني على البقاء بالخارج خلال هذه الفترة، خاصة أنني اضطررت لإجراء ثلاث عمليات جراحية في الكتف خلال الشهرين الأخيرين، ولكن قلبي وعقلي وكل مشاعري مع الجميع في هذا اليوم.

وأشاد سعادة الشيخ خليفة بن حسن آل ثاني في حديثه للموقع الرسمي لنادي الوكرة بجهود اللجنة العليا للمشاريع والإرث التي وصفها بالرائعة، وقال إن هذه الجهود أسفرت عن نجاحات هائلة على أرض الواقع يتحدّث عنها القاصي والداني، وقال إن هذه الجهود تعكس قدرة قطر على إبهار العالم وتقديم صورة مضيئة للشباب القطري الذي يملك القدرة على الوفاء بكل الوعود والعهود.

وأضاف: في العام الماضي شاهد العالم التدشين الرائع لاستاد خليفة المونديالي، وفي الأسابيع القليلة الماضية تابع الجميع وضع اللمسات الأخيرة على تحضير استاد الوكرة لاستضافة المباريات، وذلك في نفس التوقيت التي سارت فيه عملية الانتهاء من بقية الملاعب المرشحة لاستضافة نهائيات كاس العالم 2022، الأمر الذي يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن العالم أجمع سيكون على موعد مع نسخة استثنائيّة من كأس العالم.

فرش الأرضية العشبية في زمن قياسي

سجّل استاد الوكرة رقماً قياسياً في أسرع عملية فرش ملعب كرة قدم بالعشب الرياضي، إذ تمّ الانتهاء من مدّ عشب أرضية الاستاد في 9 ساعات و15 دقيقة، كاسراً بذلك الرقم القياسي السابق وهو 13 ساعة و40 دقيقة، والمسجّل باسم استاد خليفة الدولي، أول الاستادات جاهزية لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022.

وتولّى فريق عمل متخصص ضم 50 خبيراً بقيادة المهندس ثاني الزراع، مدير مشروع استاد الوكرة، والمهندس ياسر الملا، مدير برنامج التجميل وأرضيات الملاعب الرياضية، إنجاز مهمة تجهيز ونقل ومد عشب الأرضية باستخدام عشر آليّات صُممت خصيصاً لهذا الغرض.

وخلال الاستعداد لفرش أرضية استاد الوكرة، جرى في مشتل اللجنة العليا للمشاريع والإرث، المخصص لتوفير الأرضية العشبية لجميع استادات بطولة قطر 2022، تجهيز 438 لفافة عشب ونقلها على دفعات، بواقع 30 لفافة في كل مرة، إلى أرضية الاستاد ومساحتها 6300 متر مربع، وذلك عبر مدخلين لضمان تنفيذ المهمة بسلاسة. وبدأ فريق العمل بفرش الأرضية في تمام الساعة التاسعة والنصف صباحاً وحتى الساعة السادسة وخمس وأربعين دقيقة مساءً.

وقال المهندس ثاني الزراع، مدير مشروع استاد الوكرة، إن فريق العمل يفخر بجاهزية استاد الوكرة الذي يعد أول ملعب مونديالي يكتمل بناؤه من الصفر بعد تدشين استاد خليفة الدولي الذي تمّ تطويره.

وأضاف: «عازمون على مواصلة بناء إرث اقتصادي لبطولة قطر 2022 وذلك من خلال التعاون مع شركات محليّة. وفي إطار هذه الجهود، كُلفت شركة إيربان كونسيبت القطرية بمهمة مدّ أرضية استاد الوكرة بالعشب، ما عزّز خبرتها في تنفيذ مثل هذه الأعمال في أماكن أخرى من العالم».

من جانبه قال المهندس ياسر الملا، مدير برنامج التجميل وأرضيات الملاعب الرياضية في اللجنة العليا، إن فرش أرضية استاد الوكرة في زمن قياسي، وتجهيز حاضنة للعشب في المنطقة المحيطة بالاستاد للاستفادة منها طوال البطولة، يعكسان جاهزية فريق العمل للتعاطي مع أية ظروف قد تطرأ خلال المنافسات، وقال: «جرى استزراع العشب المستخدم في أرضية استاد الوكرة في مشتل اللجنة العليا الواقع شمال قطر، وقد حرصنا بالتعاون مع مركز أسباير للعشب الرياضي على إجراء عدّة اختبارات وبحوث لتقييم جودة العشب وقوة تحمّله».

يضم تجهيزات خاصة لهم على أعلى مستوى

الملعب يوفر كل سبل الراحة لذوي الإعاقة

الدوحة – الراية : لم يغفل المسؤولون عن استاد الوكرة المونديالي عن فئة مهمة من فئات المجتمع التي تحب وتعشق كرة القدم، وتحرص على التواجد في الملاعب وفي المدرجات أسوة بكل الجماهير.

هذه الفئة المهمة والغالية هم ذوو الإعاقة، سواء من أبناء الشعب القطري أو المقيمين أو المتوقع قدومهم إلى قطر خلال مونديال 2022 لحضور مباريات كأس العالم. استاد الوكرة المونديالي به تجهيزات خاصّة لذوي الإعاقة الجسدية، أو السمعية، أو البصرية، أو الذهنية، لضمان توفير أقصى درجات الراحة أمامهم وحتى يستمتعوا بالمباريات مثل أي فئة أخرى.

وفي إطار الاهتمام بهذه الفئة الغالية حرصت اللجنة العليا للمشاريع والإرث على إتاحة الفرصة أمام أعضاء منتدى التمكين لزيارة استاد الوكرة المونديالي، من أجل الاستماع لمقترحات وتعليقات الأفراد من ذوي الإعاقة الجسدية، أو السمعية، أو البصرية، أو الذهنية، لضمان أخذها بعين الاعتبار وإجراء التعديلات اللازمة على الاستادات خلال الأعوام الثلاثة القادمة. ومنتدى التمكين في اللجنة العليا يضم أعضاء من مختلف مجتمعات ذوي الإعاقة في قطر، وتشمل المركز القطري الثقافي الاجتماعي للصم، ومركز قطر الاجتماعي الثقافي للمكفوفين، والجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، ومركز قطر لإعادة التأهيل، ومستشفى حمد العام، وسنرى: سوق لدعم ذوي التوحد، ومبادرة قطر متيسرة للجميع، ومركز التكنولوجيا المساعدة (مدى)، وجامعة قطر.

وقد حظي الوفد بفرصة الاستماع إلى عرض شامل حول الاستاد، والقيام بجولة في الاستاد للتعرّف على الإجراءات المتبعة لضمان إتاحة الاستاد ومرافقه بالكامل كمواقف السيارات، ودورات المياه، ومسارات الدخول والخروج، ومقاعد المشجعين، وغيرها.

وشددت موزة الحرمي، مهندس معماري أول في استاد الوكرة، على أهمية تنظيم زيارات ميدانية إلى الاستادات للأفراد من ذوي الإعاقة قائلة: «تتجسد أهمية هذه الزيارة في إعطائنا فرصة قيّمة للاستماع لآراء ومقترحات بعض الأفراد الذين يمثلون مجتمع الإعاقة. وبدورنا، نواصل التزامنا تجاه ضمان سهولة الوصول وإتاحة جميع استادات بطولة قطر 2022 لتكون ملائمة لكافة الأفراد. ولا يمكننا تحقيق هذا الهدف دون الاستماع إلى آراء خبراء وأعضاء منتدى التمكين. وأودّ التأكيد على أننا ما زلنا في طور يسمح بإجراء تعديلات تلبّي احتياجات الأفراد ذوي الإعاقة وتضمن خوضهم تجربة ميسرة».

كما أشاد سعيد المري، نائب رئيس مجلس إدارة المركز القطري الثقافي الاجتماعي للصم، بمرافق الاستاد واستعدادها للترحيب بذوي الإعاقة عامة والسمعية على وجه التحديد، وقال: «أفخر بجهود قطر واللجنة العليا الرامية لإتاحة كافة مرافق البطولة ومنشآتها والتأكد من ملاءمتها لذوي الإعاقة، وأتطلع للعودة إلى هذا الاستاد مجدداً عقب انتهاء العمل فيه لاختبار كافة مزايا سهولة الوصول والإتاحة».

وكان المري ضمن وفد يمثل برنامج الرصد والمراقبة الذي سافر إلى روسيا الصيف الماضي لتقييم مستوى إتاحة استادات البطولة، والاستفادة من هذه التجربة في إثراء تجربة بطولة قطر 2022.

وأعرب المري عن ثقته في أن قطر لن تتوانى عن تنظيم البطولة الأكثر إتاحة لتلبية احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة.

خطوات مهمة في مشوار بناء الملعب

16 نوفمبر 2013: اللجنة العليا للمشاريع والإرث تكشف عن تصميم استاد الوكرة الجديد والمنطقة المحيطة به، قام بتصميم هذا الاستاد الذي يتسع لأربعين ألف مشجع شركة AECOM بالتعاون مع شركة زها حديد للهندسة المعمارية. أبريل 2014: بدء الأعمال الأولية لتجهيز موقع الاستاد. 18 فبراير 2015: بدء صبّ طبقة الخرسانة الأولى فوق الأرض، وهذه المرحلة هي أولى خطوةٍ لتشييد المبنى الرئيسيّ للاستاد.

15 ديسمبر 2015: اختيار المقاول الرئيسي لاستاد الوكرة، وهو تحالف يضم شركتي مدماك و«بور» قطر كمقاول رئيسي للمشروع.

17 أغسطس 2016: انطلاق العمل على الهيكل الأساسي من خلال تقدم المشروع على مستوى قاعدة الاستاد تحت الأرض تحضيراً لانطلاق العمل على الهيكل الأساسي فوق مستوى الأرض، واشتمل العمل على قاعدة الاستاد إتمام الأساسات وأعمال الحفر وصبّ 84 عموداً خلال أعمال الحفر الأولية.

19 يونيو 2017: تم صب 80% من الخرسانة المقرر صبها إضافة إلى العمودين اللذين يصل وزن كل منهما إلى 900 طن، وكانا بمثابة الداعمين الرئيسيين لسقف الاستاد.

2 أكتوبر 2017: تركيب عمودين ضخمين في الموقع، حيث تعتبر هذه الأعمدة، التي يبلغ وزنها 540 طناً، أساس سقف الاستاد والذي يتشكل من جزءين أولهما السقف الضخم المكوّن من قطعة واحدة تغطي كافة مدرجات الاستاد، وثانيهما الجزء القابل للطيّ الذي يمكن فتحه وإغلاقه لتغطية المساحة المكشوفة من السقف عند الحاجة لتحويل الاستاد إلى استاد مغطى بالكامل.

2 يناير 2018: تم تركيب دعامات السقف واستكمال أعمال صب الخرسانة.

21 مايو 2018: الانتهاء من تركيب الجزء الأخير من هيكل سقف الاستاد،

ويتكون الجزء الأخير من هيكل سقف الاستاد من قطعة فولاذية ضخمة يصل طولها إلى 92 مترًا، وتزن 378 طناً، وترتفع حوالي 50 مترًا عن أرضية الاستاد.

31 مارس 2019: الانتهاء من عملية فرش الأرضية العشبية لاستاد الوكرة في زمن قياسي وصل إلى 9 ساعات و15 دقيقة، كاسراً بذلك الرقم القياسي السابق وهو 13 ساعة و40 دقيقة، والمسجّل باسم استاد خليفة الدولي، أول الاستادات جاهزية لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022.

حقائق وأرقام حول الاستاد

 

الطاقة الاستيعابية خلال البطولة: 40 ألف مشجع.

المسافة من مركز مدينة الدوحة للاستاد: 23 كلم.

التصميم: استاد الوكرة من تصميم المهندسة العراقية البريطانية الراحلة زها حديد وشركة إيكوم. ويستوحي تصميمه من القوارب التقليدية التي استخدمها أهل قطر في الإبحار بحثاً عن اللؤلؤ. كما يتزين سقف الملعب باللون الأبيض المستلهم من أشرعة القوارب التقليدية التي ترمز إلى تاريخ مدينة الوكرة الساحلية وتجسد ارتباط أهلها بالبحر. وتضمن تقنية التبريد المتطورة والسقف القابل للطيّ الاستفادة من الاستاد على مدار العام.

استضافة الاستاد لمباريات البطولة: سيستضيف الاستاد مباريات المونديال من دور المجموعات حتى الدور ربع النهائي.

الإرث: بعد انتهاء البطولة، سيكون الاستاد مقراً لنادي الوكرة الرياضي. وبفضل مقاعده القابلة للفك، سيخفض عدد المقاعد إلى 20 ألف مقعد عقب انتهاء منافسات البطولة، وسيتم التبرّع بمقاعد المدرجات العلوية من الاستاد لتطوير مشاريع البنى التحتية الرياضية في دول مختلفة حول العالم.

مرافق المنطقة المحيطة بالاستاد: تضم المنطقة المحيطة باستاد الوكرة العديد من المرافق الرياضية منها مضمار للجري وآخر للدراجات، ومساحات مخصصة لركوب الخيل، وساحات خضراء، إضافة لسوق ومرافق مجتمعية متعدّدة من بينها مسجد ومدرسة.

المقاول الرئيسي: تحالف يضم مدماك، وسيكسكو، وبور قطر.

مدير المشروع: شركة كي إي أو إنترناشيونال كونسلتنتس.