كتب – مصطفى عبد المنعم:
كما أن الثقافة والفنون والآداب تضيء العقل وتفتح الآفاق فإنها أيضاً تعطّر حياتنا وتزيّنها، فتصبح الثقافة والأدب بمثابة المدخن والمرش الذي يُعطّر حياتنا ويكسبها بهاءً وضياءً، وكما تعوّدنا في كل عام أن نتيح المجال لمُبدعينا ونمنحهم فرصة لاستحضار الذكريات والحكايات التي ترتبط بشهر رمضان المبارك فنتحدّث معهم عن أهم المحطات ذات العلاقة بشهر رمضان، كما سنطرح بعض الآراء والإشكاليات التي تهم كل مُثقف يسعى لإيجاد حلول ويحرص على تطوير المشهد الثقافي، واليوم نستضيف الفنان المصوّر “محمد الحاصل”.
• ما تقييمك للمشهد الحالي في مجال التصوير؟
– نحن بفضل الله نعيش حالة من النشاط الثقافي والفني على المستوى العام وفي كافة المجالات وليس التصوير الضوئي ببعيد عن هذا النشاط والحراك، ولكن بقدر ما هناك نشاط في مجالات الفنون المُختلفة فإننا نشعر أن هناك نقصاً في الفعاليات والأنشطة والمعارض التي يتم تنظيمها في مجال التصوير الضوئي ، فنحن بحاجة لرؤية مثل هذه المعارض التي تقدّم إبداعات المُصوّرين المتواجدين في قطر سواء من المُحترفين أو الهواة، فالمشهد البصري بحاجة أن يتغذى دائماً على المعارض ونحن بحاجة إلى إقامة معرض كل شهرين على الأقل، وربما يكون سبب ذلك أن النشاط في مجال التصوير مزدهر بشكل أكبر على وسائل التواصل الاجتماعي حيث نجد أعمالاً مميزة وتواصلاً بين الفنانين ونقاشات، ولكن للأسف لا تعدو كونها خارج المجموعات المُغلقة في الواتس آب أو إنستجرام وما شابه.
• هل لديك مشروعات أو معارض فنية جديدة؟
– عندي مشروعات فنية قادمة منها معارض مُتخصّصة أعمل عليها حالياً وأيضاً أنا مُنهمك بإعداد اللمسات النهائية لكتاب جديد سيرى النور قريباً بإذن الله وسيكون كتاباً مُتخصصاً في مجال الزهور البريّة من البيئة القطرية، وسيكون هناك معرض أيضاً سيتم من خلاله عرض الصور الموجودة في الكتاب، وأنا بفضل الله انتهيت تقريباً من الكتاب ويتبقى فقط الطباعة والنشر، كما أنني أستعد لتنظيم معرض عن المساجد والأماكن الدينية حول العالم، وهناك مشروعات وأفكار عديدة أعمل على إنجاز بعضها وبلورة البعض الآخر ليكون متاحاً للتنفيذ إن شاء الله.
• معروف عنك حصدك للجوائز فما هي آخر الإنجازات التي حققتها؟
– الحمد لله وما توفيقي إلا بالله أنا أجتهد قدر الإمكان في العمل وحتى الآن أحرص على أن أتعلّم كل ما هو جديد في عالم التصوير وربما هذا الاجتهاد يعقبه مكافأة وهي الجوائز، وأنا حصدت خلال مسيرتي على أكثر من 65 جائزة عالمية وعربية وآخر الجوائز التي حصلت عليها بفضل الله هي المركز الأول بمسابقة وقف وصورة، وكذلك فوزي العام الماضي بواحدة من أهم الجوائز على مستوى العالم العربي وهي الفوز بجائزة أوسكار الإعلام السياحي العربي وجائزة أفضل لقطة سياحية مصوّرة والتي كانت لمتحف الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني، وكنت مرشحاً وممثلاً لدولة قطر في هذه المسابقة وتمّت مراسم التكريم في مدينة صلالة بسلطنة عُمان وبفضل الله رفعنا اسم قطر عالياً.
• ما هي أمنياتك بشكل عام خاصة ونحن في الشهر الفضيل؟
– أمنياتي أن يتقبّل الله منا الصيام والقيام وأن يكتبنا من العتقاء، والأمنية الأعم والأشمل أن يجمع الله كلمة المسلمين وأن تنتهي الحروب ويعم السلام بين الشعوب ، وعلى الصعيد الشخصي فأنا أتمنى أن أجد من يتبنى مشروعاتي من الكتب والمعارض الفوتوغرافية المُتخصّصة، فلدي العديد منها لم تر النور بسبب عدم وجود جهة تدعم ظهور تلك المشروعات للنور.
• هل تتابع الدراما الرمضانية؟ وما هي نوعية البرامج التلفزيونية أو الإذاعية التي تستهويك في شهر رمضان؟
– في الحقيقة لا أتابع الدراما بشكل جيد ولكن يمكن القول أنني أتابع بشكل متقطع بعض البرامج والمسلسلات التاريخية.
• هناك بعض الفنانين الشباب يشكون من عدم وجود تواصل بين جيل الرواد وبينهم وهو ما يؤدي لعدم استفادتهم من خبراتكم فما ردك على هذا الأمر؟
– للأسف هذا الأمر أصبح واقعاً مريراً ولم يعد هناك تواصل فيما بين الفنانين بشكل عام، فيكفي أنه لم يعد هناك مجلس رسمي يجمعنا، فيكفي أننا قديماً كنا نجتمع في مكان واحد وهو الجمعية القطرية للتصوير الضوئي ونتبادل الخبرات وننظم المعارض، ولكن حالياً نحن نفتقد هذا الأمر بكل صراحة، فلم يعد هناك تواصل في مجلس واحد بين الفنانين المصوّرين الرواد والمصوّرين الشباب، ونحن نحرص على أن يكون هناك تواصل فيما بيننا قدر الإمكان حتى في ظل عدم وجود جمعية، ولم ينقطع التواصل بيننا نهائياً لكنه ليس كما كان في السابق فهناك وسائل الاتصال مثل الواتس آب وغيرها من وسائل الاتصال الأخرى لكنها تبقى محدودة، فنحن لدينا مجموعة باسم الجمعية القطرية للتصوير الضوئي متاحة على الواتس آب لمن أراد تبادل الآراء والنقاشات والتعليقات والتوجيهات الفنية.