الدوحة- الراية:
تستعد دار كتارا للنشر لإصدار كتاب شامل يتناول حياة وسيرة الشيخ العلامة أحمد بن راشد بن جمعة بن خميس بن هلال المريخي رحمه الله بعنوان “العلامة أحمد بن راشد المريخي من علماء الزبارة”. ويعتبر المريخي أول خطاط قطري يخط القرآن الكريم، حيث كتب بعض مصاحفه قبل أكثر من 200 سنة. وبهذه المناسبة قال الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي مدير عام المؤسسة العامة للحي الثقافي: دأبت كتارا على الاحتفاء بسير العلماء والأدباء والشعراء القطريين في مختلف التخصصات والمجالات، وذلك ضمن مساعي المؤسسة لحماية التراث القطري بكل مراجعه وأعلامه من النسيان والاندثار. حيث سيشكل الكتاب مرجعاً ثرياً لجميع الباحثين والمهتمين وسيثري المكتبة القطرية. وأشار سعادة الدكتور السليطي إلى أن كتارا من خلال هذا النوع من الإصدارات تعمل على تعزيز الهوية الوطنية في المجتمع القطري، وربط أجيال اليوم والغد بماضيهم العريق، وإطلاعهم على موروثهم التاريخي والثقافي والشعبي الثري والمتنوع. وأكد أن كتارا تسخر كل طاقاتها وإمكانياتها للمحافظة على الموروث القطري العريق، بمختلف الوسائل من فعاليات أو إصدارات وغيرها من الأنشطة المتنوعة، وذلك بما يتناسب مع طبيعة كل حدث.
مخطوطات تراثية
وجدير بالذكر أن ما تم اكتشافه من مخطوطات خاصة بالعلامة الشيخ أحمد المريخي وجد اهتمامًا كبيرًا بين الباحثين والمهتمين حيث أشاد الخطاط العالمي الشيخ عبيدة البنكي (خطاط مصحف قطر) قائلا: إن الشيخ المريخي كاتب المصحف متمكن من قواعد الخط وهذا دليل على احترافيته ودليل على أنه تتلمذ على يد أساتذة، وإلى جانب علمه الشرعي، فقد جمع الشيخ المريخي بين الفقه والخط العربي، وكتب مجموعة من المصاحف الشريفة بخط يده، والمكتشف منها حتى الآن أربعة، ومن المرجح اكتشاف المزيد من المصاحف. ويعد العلامة الشيخ أحمد بن راشد بن جمعة بن خميس بن هلال المريخي، أحد علماء قطر القدامى، ولد في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري «نحو 1180 هجرية، الموافق 1766م» في مدينة الزبارة، والبعض يرجح أنه مواليد الحويلة. والغالب أنه درس العلم الشرعي على أيدي علماء الزبارة الذين قدموا إليها من البصرة وسكنوها «وذلك بعد حصار وسقوط البصرة نحو سنة 1188 هجرية-1774م» حيث درس العلم الشرعي في الزبارة، وتؤكد بعض الروايات أنه تقلد القضاء فيها.
أيقونة إسلامية
ويمثل الشيخ أحمد بن راشد المريخي أيقونة التراث الإسلامي القطري ويتجلى ذلك في المصاحف التي خطها بيده قبل أكثر من 200 سنة والتي تمثل كنوزاً تاريخية لا تقدر بثمن، وتوضح بجلاء المكانة الرفيعة التي كانت عليها دولة قطر حينها، لاسيما مدينة الزبارة التي سكنها الشيخ يرحمه الله، وهذه المخطوطات تؤكد أن الشيخ كان عالماً متقناً للقراءات والتفسير وعلم القرآن فضلاً عن معرفته التامة بقواعد الخط وفنونه، وكذلك الألوان والأحبار وكيفية استخدامها.
مصحف كتارا
وفي سياق متصل تواصل المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا العمل على مصحف كتارا الذي يكتبه الخطاط القطري راشد المهندي كأول خطاط قطري معاصر، وهي بذلك تستكمل هذه المسيرة العطرة في تاريخ كتابة المصحف الشريف وتضيف جوهرة ثالثة “بعد مصحف قطر الذي كتبه الخطاط العالمي الشيخ عبيدة البنكي” لهذا العقد الفريد والرائع في التاريخ القطري. ويتميز مصحف كتارا بالعديد من المواصفات التي تركز على جماليات الكتابة والخط وتبرز الجوانب الفنية للزخارف، بالإضافة إلى أنّ المصحف الشريف سيكتب بخط النسخ على أوراق مصنوعة يدوياً «مقهر» بطريقة تتميز بالقوة والوضوح والبساطة وسهولة القراءة.