كتب – أشرف مصطفى:
شهد مركز الفنون البصريّة أمس الأول إطلاق النسخة الثالثة من احتفالية “عشاق الحرف العربي” الذي اعتاد المركز على تقديمها كل رمضان منذ ثلاث سنوات، حرصاً منه على مواكبة أجواء الشهر المبارك، وتأخذ فعالية هذا العام شكلاً مختلفاً، حيث تعتمد على إنجاز أطول جدارية ينفذها المركز، فيتناول الفنانون المشاركون في هذه الفعالية من خلال الجدارية آيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة وأقوالاً مأثورة من التراث العربي والإسلامي، كما تنتمي الأعمال لمدارس متنوّعة من الخط مثل خطوط الثلث والديواني والرقعة والنسخ، ومن المُنتظر أن يكون هذا المعرض بمثابة الفعالية الختاميّة للموسم الحالي، إلا من الورش التي ستستمر خلال شهر رمضان مع الاكتفاء بالفترة المسائيّة فقط.
من جانبه أوضح الفنان سلمان المالك أن الفعالية ستستمر حتى منتصف شهر يونيو المقبل ثم سيتم تعليق الجدارية ليشاهدها جمهور المركز، موضحاً أن الفعالية تعتمد بشكل أساسي على تحقيق استراتيجية المركز في جعل الفن والإبداع للجميع، حيث يشارك في إنجاز الجدارية عدد من الفنانين المتميّزين في مجال الخط العربي إلى جانب منتسبي المركز ومن رغب في المشاركة بالفعالية، حتى أن من بين المشاركين من يشارك لأول مرة في حدث بهذا الحجم، ونوّه إلى أن الجدارية الجاري تنفيذها ستتجاوز مساحتها أكثر من 20 متراً، وستتضمن عبارات تحضّ على القيم بما يتواءم مع الشهر الفضيل، إلى جانب مجموعة من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، ومن بين المشاركين الفنانين، صالح العبيدلي، الخطاط يوسف أحمد، مريم الشيب، وضحى السليطي ومريم الموسى وعدد من المنتسبين. وأضاف: في حين يشارك عدد من المواهب والقامات الهامّة في مجال الحروفية في إعداد الجدارية، انتبه المركز إلى ضرورة توجيه قدر ليس بالقليل لمحبّي الإبداع، كما يوجّه اهتمامه بالمواهب، لذلك يحرص المركز على إشراك الجمهور في كل فعالياته في إطار خطته لرفع درجة الوعي بالفنون التشكيليّة.
وأوضح الفنان سلمان المالك أن المركز قصد في النسخة الثالثة من احتفالية عشاق الخط العربي التي تقام كل عام في شهر رمضان المبارك، أن تأتي مختلفة، فبينما كانت تقام الاحتفالية في العامين السابقين في إطار معرض للخط العربي، قرّر المركز أن تختلف في شكلها هذا العام، فتصبح في هيئة جداريّة، وذلك في إطار حرص المركز على ألا تكون الفعاليات مكرّرة، وحتى تتناسب مع روحانية الشهر، وحتى تتحلى بطبيعة العمل الجماعي، وفي تصريحاته الخاصّة بـ الراية أكد المالك أن مركز الفنون البصرية بصفته مؤسسة تابعة لوزارة الثقافة وتحديداً إدارة الثقافة والفنون يقوم بالمساهمة في تحقيق استراتيجية الوزارة التي تهدف إلى نشر الفنون والثقافة لدى كافة قطاعات المجتمع والوصول إلى تحقيق قاعدة جماهيرية واسعة، وأشار المالك إلى أن المركز سيتوقف عن باقية أنشطته لفترة قصيرة خلال موسم الامتحانات ثم ينطلق من جديد عقب الانتهاء من الموسم الدراسي الحالي من خلال فعاليات صيف، علماً بأنه سيضم عدداً من الورش الفنيّة والمعارض الشخصية لشباب الفنانين، وغيرها من الخدمات الفنية والتي اعتاد المركز على تقديمها لجمهوره على مدار العام، وأوضح أن هناك العديد من الفعاليات المتنوّعة التي تنتظر جمهور المركز في موسمه الجديد، حيث قال: بعد أن شهدت ساحة الفنون فعاليات جاذبة للجمهور خلال فصل الشتاء يعمل المركز لمدّ النشاط إلى ما هو أبعد من جدران المركز، حيث ستقام تلك الفعاليات في أماكن متفرّقة من قطر سواء في المولات وفي الأماكن التي يكثر فيها الجمهور، حيث سيعمل المركز على نشر الفنون التشكيليّة في كل مكان وسيتم البحث عن الموهوبين في كافة الأنحاء.
أما عن الورش التدريبيّة التي يحرص المركز على تقديمها لمنتسبيه، فأكد المالك أنها مفتوحة على مدار العام، حيث تحقق الدورات التي يقيمها المركز باستمرار أهدافها بالوصول إلى مخرجات تتفق وأهداف وزارة الثقافة، بما يعود على المشهد التشكيلي في قطر بالفائدة المرجوة، منوهاً إلى أن المركز يستعدّ كذلك لإطلاق عدد من المعارض التي ستقام كنتاج لأعمال الورش الدوريّة، حيث ستشتمل المعارض على معرض لنتاج ورشة الحفر الطباعي وآخر للخط العربي، ومعرضي للرسم والخزف، هذا إلى جانب بعض المعارض الشخصيّة التي ستقام للشباب المتميّزين، بهدف تقديم أعمالهم للفضاء الفني.
