كتب- عبدالمجيد حمدي:

نصح السيّد زهير العربي اختصاصي التغذية العلاجية بمؤسّسة حمد الطبية الصّائمين بالمُحافظة على تغذية مُتوازنة خلال شهر رمضان من أجل تلبية كافّة احتياجات الجسم المُختلفة من خلال الاعتناء بنظامه الغذائيّ أكثر من الأيّام العادية، حيث إنّ اختلال النظام الغذائي خلال شهر رمضان المُبارك واقتصاره أو اعتماده على وجبتَين أساسيّتين هما الإفطار والسحور مع التأكيد على التقليل من تناول الأطعمة السكريّة والمالحة، لأنها تزيد الإحساس بالعطش وقد تؤدّي إلى الجفاف فى بعض الحالات.

قال ل  الراية  الرمضانيّة إنّ الجسم قد يشعر بشيء من الانزعاج وتزيد حدّته إذا ما تناول الصّائم أنواعاً مُحدّدةً من الأطباق والحلويات، حيث يُعتبر شهر رمضان مُناسباً للتحكّم في غذائنا وتصحيح بعض المُمارسات غير الصحيّة في التغذية.

وأشار إلى أنّه مع وجبة الإفطار تبدأ العادات والأخطاء الغذائية غير المُناسبة، ومنها شرب القهوة على الجوع لأنّها تحتوي على الكافيين ويكون امتصاصها كبيراً جداً، وتناول وجبة الإفطار كاملة من خلال تناول كَميات كبيرة ودفعة واحدة مما يسبّب ارتباكاً للجهاز الهضميّ.

وتابع أنّ من العادات الخاطئة أيضاً تناول المشروبات الملوّنة الباردة التي معظمها موادّ كيميائية، حيث تسبب مشاكل لدى الأطفال بشكل خاص وتزيد من معدل فرط الحركة بالإضافة إلى تناول المقليات واستخدام الزيت بكَميات كبيرة وتكرار استخدامه في القلي، ويجب أن ننتبه لها.

ضرورة تناول 3 وجبات يومياً خلال رمضان

أكّد السيّد زهير العربي أنّ وجبة السحور هي وجبة التزوّد بالطاقة، فهي التي سوف تمدّ الصائم بالاحتياجات الغذائيّة التي تُساعده في إكمال صومه، ولكن يسهو كثيرٌ من الناس عن فضلها وأهميتها كما أوصى عليها رسولنا الكريم ويكتفون بالوجبات الليلية الدسمة التي لها آثار سلبية على الصحة، ومنها الاضطرابات الهضمية، بالإضافة إلى السمنة بسبب السعرات الحرارية العالية التي يختزنها الجسم على هيئة دهون.

ولفت إلى أنه جرت العاده الغذائية على تناول 3 وجبات رئيسية في اليوم، ومن ثم يجب أن لا يختلف الحال في شهر رمضان، أي أن يعادل السحور وجبة الأفطار في الصباح ويعادل الإفطار وجبة الغداء، وأن تكون وجبة خفيفة بينهما تعادل وجبة العشاء، فهذا يساعد على مُوازنة وظائف الجسم، بالإضافه إلى إمكانيه توفير احتياجاته في 3 وجبات من النشويات والبروتينات والحليب ومشتقاته، بالإضافه إلى الفواكه والخضراوات، ولا ننسى الإكثار من شرب الماء.

يقول السيّد زهير العربي إنّ تناول التمر من سُنّة رسولنا صلى الله عليه وسلم، فبعد ساعات طويلة من الصوم تكون المعدة في حالة عدم استعداد لبداية عملية هضم وجبات دسمة قد ترهق المعدة، حيث يعتبر التمر سهلاً وسريع الامتصاص من قبل جدار الأمعاء بسبب السكريات البسيطة مثل الجلوكوز والفركتوز وعملية هضمها لا تحتاج إلى عمليات معقدة كما هو الحال في النشويات والدهون وإعطاء المجال للمعدة وقت الصلاة هو فرصة لتهيئتها لاستقبال الطعام .

ولفت إلى أن تنوّع المائدة الرمضانية بداية بتناول الشُّرْبات والمقبلات ووصولاً إلى العديد من الأطباف الرئيسية يعدّ السلوك المتبع لدى العديد من الناس، ولكن وجب التذكير بأن الصائم يكفيه تناول وجبة بسيطة ومتكاملة في الإفطار تحتوي على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم حتى لا يضطر إلى تخزين الفائض على هيئة دهون.

الإفطار على تمر وتناول الطّعام بعد الصلاة

 

الإكثار من تناول الخضراوات والفواكه يزيد الإحساس بالشبع

 

يرى العربي أنّ اختلاف العادات الغذائية في شهر رمضان قد يدفع الكثيرين إلى قله استهلاك الخضراوات والفواكة، وهذا تصرّف غير صحي، فأهميتها تجعلها في قمة الأولويات، حيث إنها غنية بالفيتامينات والأملاح المعدنية الضرورية للجسم بالإضافة إلى الألياف التي تساعد على الإحساس بالشبع، وكذلك الوقاية من الإمساك، فيجب عدم إهمال تناولها سواء طازجة أو مطبوخة، وتوزيع الحصص المفروضة منها (ما لايقلّ عن 5 حصص يوميّاً من الخضراوات والفواكه)، على الوجبات الثلاث.

وأوضح أنّ الحلويات عامة والحلويات الرمضانية خاصة تتميّز بكونها مملوءة بالدهون والسكر، وبالتالي فإنّها تحتوي على سعرات حرارية عالية، لذا يمكن تناول الكعك الجاف بدون كريمات والأرز مع الحليب والمهلبية بكَمية مُعتدلة والتقليل قدر الإمكان من تناول الحلويات الغنية بالسمن والقطر كالقطايف والبقلاوة والكنافة واللقيمات وغيرها.

 

تجنّب الأطعمة المقلية والغنية بالدهون

 

يقول السيد العربي إنّ الأطعمة المقلية والأطعمة عالية الدهون على غرار البطاطس المقلية والسمبوسك تحتوي على نسبة عالية جداً من السعرات الحرارية وتخلو من المواد الغذائيّة، حيث إن تناولها بكثرة يتسبّب باختلال توازن النظام الغذائي، ويزيد بالتالي من وطأة التعب والإرهاق الناتجين عن الصيام في رمضان، وزيادة الوزن والخمول وارتفاع الدهون في الدم.

ونصح العربي بالابتعاد عن تناول الأطعمة التي تحتوي على كَميات عالية من الملح مثال المخللات والجبن والمعلبات والانتباه للملح الخفي مثل الأطعمة المدخنة كالمارتديلا والنقانق، حيث إنّها تبعث الشعور بالعطش والإرهاق والتعب ومردّ ذلك إلى احتمال تسبّبها بجفاف الجسم من خلال قدرتها على امتصاص السّوائل التي تدخل إليه بكَميات محدودة طوال فترة الصيام، والأطعمة التي تحتوي على كَميات كبيرة من السكر، بوصفها مصدراً غنيّاً بالسعرات الحرارية لكن فقيرة بالقيم الغذائية، وأنّ هذه الأطباق تمدّ الجسم بالطاقة الفورية، ولكن هذه الطاقة لا تدوم طويلاً.

ولفت إلى أنه بالنسبة للأطعمة التي تحتوي على الشوكولا أو أي مصدر آخر للكافيين المدرّ للبول فننصح بالتقليل من تناولها خلال شهر رمضان لكونها تساعد على فقد الجسم السوائل والأملاح والمعادن القيمة التي يحتاج إليها خلال النّهار.

 

العلاج بأعواد السواك

 

أخرج مسلمٌ بسنده عن عائشةَ -رضي الله عنها- قالت: قال رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (عشْر من الفِطرة: قصُّ الشارب وإعْفاء اللحية، والسواك واستنشاق الماء، وقصُّ الأظفار وغسل البراجم، ونتْف الإِبْط وحلق العانة، وانتقاص الماء، قال زكرياء – راوي الحديث: قال مصعب: ونسيتُ العاشرة إلاَّ أن تكون المضمضة)؛ أخرجه مسلم في الطهارة.

وثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلَّم أنَّه قال: لولا أن أشقّ على أمَّتي لأمرتُهم بالسواك عندَ كل صلاة رواه البخاري.

وفي صحيح البخاري تعليقًا عنه صلى الله عليه وسلم “السواك مطهرة للفم مرضاة للرب” أخرجه البخاري في الصوم، والنسائي في الطهارة.

والأحاديث عن فضل السواك كثيرة؛ قال ابن القيم في “الزاد”، “وأصلح ما اتّخذ السواك مِن خشب الأراك ونحوه، ولا ينبغي أن يُؤخَذ من شجرة مجهولة فربَّما كانت سمًّا، وينبغي القصد في استعماله، فإنْ بالغ فيه فربَّما أذهب طلاوةَ الأسنان وصقالتَها وهيأها لقبول الأبخرة المتصاعِدة مِن المعدة والأوساخ، ومتى استعمل باعتدال جلاَّ الأسنان وقوَّى العمود، وأطلق اللسان ومنع الحفر، وطيَّب النكهة ونقَّى الدماغ، وشهى الطعام.

ثم قال: وفي السواك عدَّة منافع: يُطيِّب الفم ويشدُّ اللثة، ويقطع البلغم ويجلو البصر، ويذهب بالحفر ويصح المعدة، ويصفِّي الصوت ويُعين على هضم الطعام، ويسهل مجاري الكلام، وينشط للقراءة والذِّكر والصلاة ويطرد النوم، ويُرْضي الربَّ، ويُعجب الملائكة، ويكثر الحسنات.

ويُستحبُّ كلَّ وقت، ويتأكد عندَ الصلاة والوضوء، والانتباه من النوم، وتغيير رائحة الفم، ويستحبُّ للمفطِر والصائم في كلِّ وقت؛ لعمومِ الأحاديث فيه ولحاجة الصائم إليه، ولأنَّه مرضاة للرب ومرضاته مطلوبةٌ في الصوم أشد مِن طلبها في الفِطر، ولأنه مطهرةٌ للفم والطهور للصائِم من أفضل أعماله”.

وقال صاحب كتاب “التداوي بالأعشاب”: وقد أثبتت الأبحاثُ الطبية أنَّ السواك المأخوذ مِن شجرة الأراك غنيٌّ بالمواد المطهِّرة والمنظِّفة، والقابضة والمانعة للنزف الدَّموي والعفوي والقاتِلة للجراثيم، حيث يحتوي السواك على العفص ولهذه المادة تأثيرٌ مضاد للتعفُّنات والإسهالات، كما يطهِّر اللثة والأسنان ويَشفي جروحها الصغيرة ويَمْنع نزيف الدم منها.