
بقلم : صالح الأشقر (كاتب قطري) ..
عند إلقاء نظرة عابرة إلى الأوضاع العربية الراهنة في العديد من الدول العربية التي أخذت مؤخرًا تعاني من حرب أهلية مدمرة، للبشر والشجر والحجر، ولأجيالها القادمة لأسباب يعتقد الذي لا يعرف تاريخ هذه الدول بأنها كانت على الجهل المظلم فقط، وهي في الحقيقة من مقدمة بلدان العالم التي كان لها شرف المواكبة والمرافقة للدين الإسلامي الحنيف، منذ ظهوره وممارسة تطوره الحضاري العالمي وانتشاره العالمي الواسع.
هذه الدول العربية ليست ذات تاريخ بعيد عن الإسلام وحضاراته التاريخية العريقة ولكنها كانت وما تزال الأقرب إليه وبعيدة عن المتاعب المتأصلة في أزمنة بعيدة وليست من البلدان المتخلفة في المنطقة وإنما هي من أكثر بلدان المنطقة تحضرًا وذات تاريخ حضاري طويل ومجيد على الأقل منذ ظهور الإسلام المجيد ومواصلة هذا الانتشار في مختلف مناطق العالم وحتى الآن.
وفي ظل هذه الأيام وما تشهده المنطقة العربية من المعاناة المؤلمة مثل القتل والقتال بين بعض الجماعات المكونة للشعب السوري والعراقي، واليمني والليبي وبعض الدول العربية الأخرى والتي أخذت تشهد نفس الكارثة ولكن بوتيرة أقل حدة، ما جعل الكثير منا يشكك في ماضيه وما جرى خلاله من العنف الذي يتجدد حتى الآن خلال فترات متقطعة.
والفرق بين الماضي والحاضر أن الماضي كان يشهد مثل هذا العنف ولكن بين جماعات وطنية وأخرى غير وطنية .. بينما يجري الصدام الحاضر الآن بين جماعات وطنية، ولكنها تختلف في العقائد الطائفية المدعومة حاليًا من قوى خارجية طمعًا بضمها إليها مع ما تملك من الثروة والمكانة والسيادة.
ومن منطلق وضعنا الراهن تعيدنا الذكريات إلى الماضي البعيد وجدير أن يوجه لنا السؤال التالي وهو: هل عادت بنا الأيام إلى الماضي البعيد جغرافيًا وتاريخيًا لتذكرنا ببعض الأحداث التي سلبت منا تاريخنا وبعد فترة زمنية من تاريخنا سلمته قوى الشر والحقد الإقليمية إلى قوى الاحتلال والهيمنة الأجنبية الغربية وما تم خلال ذلك الماضي من العذاب الذي كان يصل بنا أحيانا إلى الذل والهلاك لحياة أمتنا وشعوبنا والمزيد من الحرمان والتدخل غير المحدود في حياتنا العربية الإسلامية.
ونحن نعيش على أرضنا العربية ونشاهد في زماننا هذا ما يدور على هذه الأرض من التطاحن والعراك المتخلف في مثل زماننا الراهن.. ما دفع الكثير منا إلى التأكد حول ما يسمع ويشهد على ما يدور حولنا وفي بعض أراضينا العربية الأكثر معاناة وحول ما يجري وما يترتب عليه من الأعمال الطاغية رغم معايشتنا لهذا الزمن المشهود له بالحضارة والازدهارالعلمي.
وعندما نلقي نظرة مراجعة على الماضي عن تاريخ أمتنا العربية الإسلامية ونرى كيف كان تأثير الإسلام المبارك على هذه الأمة عبر تاريخ طويل من الزمان وبعد النهاية الأبدية لصورالكفر والظلام أشرق الإسلام على هذه الأمة العربية وغيرالعربية بنوره المجيد.
لقد كان نور الإسلام جاذبًا للمشاركة في بناء الأمة وبحجة المشاركة في بناء الأمة في عصرها الجديد من الحضارة الإسلامية الجديدة وكان ياما كان في قديم الزمان عندما تدخل الغرب والدول الإقليمية منها بحجة بناء حضارة إسلامية جديدة ومنها المشاركة في نصرة الإسلام والدفاع عن هذا الإسلام العظيم، خاصة من الدول المجاورة للعرب التي ظلت بعيدة عن التطور والعصر الحضاري المجيد.
وكان من الطبيعي أن جاءت أمم كثيرة خاصة من آسيا التي كانت تحاول جادة في الحفاظ على الإسلام ودعمه وتقويته دينيًا وعسكريًا واقتصاديا مثل المماليك وقوميات آسيوية متعددة .
ورغم أن مجئ التدخل الغربي من وسط حضاري حديث في الغرب إلا أنه جاء بهدف الحصول على مكاسب مادية أبرزها البترول ولذلك كان يفرق أكثر مما يجمع الأمة بهدف تسهيل مهامة وسيطرته على الأوضاع السياسية والثروات الاقتصادية وخاصة اقتصادات البترول التي كانت في عصرها الذهبي والقوي حضاريًا واقتصاديًا وأيضًا عسكريًا.
ورغم أن التطورات الحضارية كانت هي الأعلى صوتًا في الساحة الدولية .. إلا أن المستعمر كان يطمع بشكل متلهف إلى إسكات كل الأصوات في تلك الدول العربية المغلوبة على أمرها وإبراز ما كان يراه هو دون غيره ويحتاج إلى الإعلان عنه ووصفه بما يتناسب ومصالح ذلك المستعمر الطامع بالاحتلال والاستحواذ على الغير.
وفي الوقت الذي كان يفترض خلاله دعم وحدة كل الدول العربية على اعتبار أن العالم يدخل في عصر جديد إلا أن ذلك المستعمر أتبع سياسة فرق تسد من منطلق الطمع في ثروات كل بلد ومستقبل ذلك البلد عندما يحين الوقت لاستغلال تلك الثروات لحساب المستعمر ودون غيره.