بولندا – جليل العبودي موفد لجنة الإعلام الرياضي

يدافع عنابي الشباب اليوم عن حظوظه أمام منتخب أوكرانيا ضمن منافسات المجموعة الرابعة لكأس العالم للشباب وذلك في استاد تيخي الذي احتضن المباراة الأولى لفريقنا الشبابي، حيث يطمح لاعبونا في تجاوز كبوتهم الأولى والعودة إلى المنافسة لاسيما أن الفرصة لم تزل قائمة وإن إمكانية التأهل للدوري الثاني مرهونة بما ستكون عليه نتائج مباراتي أوكرانيا وأمريكا.

نحن نعرف أن الخسارة الأولى أمام نيجيريا وعدم الظهور بالمستوى المؤمل مثل «خيبة أمل» مع أن الفوارق البدنية واضحة مع الفريق النيجيري، لكن لا يمكن أن يبقى المنتخب أسير تلك الخسارة التي كشفت الكثير من الأشياء أمام المدرب برونو والذي عليه أن يعالجها وإيجاد الحلول المناسبة، وإدخال التعديلات والتغيرات على التشكيل ومعالجة الأخطاء الدفاعية التي حصلت والعمل على ضبط إيقاع أداء الخط الخلفي وانضباطه التكتيكي بعيدًا عن الهفوات التي ظهرت في المباراة الأولى، وإغلاق الأطراف بأسلوب محكم لاسيما أن ذلك كان من أسباب خسارة الفريق في اللقاء الأول، ونحن نعي جيدًا ومن خلال تواجدنا في البطولة والقرب من اللاعبين وجدناهم كلهم عزيمة وإصرار على أن تكون الخطوة القادمة اليوم إيجابية، بعد أن أخضع المدرب الفريق الأوكراني للبحث والدراسة والوقوف على مكامن القوة والضعف، واللعب على ما يقود فريقنا للوصول إلى مرمى المنافس وبالتالي القبض على الأهداف التي ستقود إلى الفوز، مع أن الفريق الأوكراني من المنتخبات الجيدة في البطولة، إلا أن ذلك لا يعني أنه فريق لا يقهر، بل يمكن مجاراته والتفوق عليه، لاسيما إذا ما أحسن لاعبونا الأداء واللعب بالأسلوب الذي يؤهلهم لعبور الحاجز الأوكراني.

إمكانية التغيير قائمة

كشفت المباراة الأولى للمنتخب أن التغيير في بعض المراكز ضرورة ملحة، ومع أن المدرب برونو لم يفصح عنه حقيقة، وإن كان قد ألمح إليه إلا أن المؤشرات تؤكد أن التغيير سيطال بعض اللاعبين بالوسط وتفعيله من خلال البدء باللاعب محمد خالد الذي كان قد اشترك بديلاً في الشوط الثاني وقام بدور جيد، فضلا عن إتاحة الفرصة إلى هداف الفريق عبد الرشيد والتواجد مع الفريق نظرًا لما يتمتع به من قدرات هجومية ليكون إلى جانب يوسف عبد الرزاق وهاشم علي، وإذا كان الأمر يتطلب التغيير في الهجوم والوسط، فإن الدفاع لابد من إيجاد العلاج المناسب له وتجاوز الهفوات التي حصلت، لاسيما الجانب الأيمن الذي لم يكن بالمستوى الذي يجعله يقوم بدوره والتصدي لهجوم الفريق المقابل، وإن ذلك يتطلب تفعيل الجهة اليمنى ليس بالدفاع بل حتى في الوسط حتى يكون التوزان حاضرًا مع التغطية المناسبة من قلب الدفاع الأقرب لتلك الجهة، وإن الخلطة والتوليفة الجيدة من قبل المدرب كفيلة بتلافي ما حصل.

مسؤولية كبيرة على دفاعنا

نحن ندرك أن فريقنا الشبابي يملك عناصر جيدة من اللاعبين في الخط الخلفي إلا أن المشكلة الحقيقية في عدم التنظيم والتفاهم الذي كان مفقودًا في المباراة الأولى، وهو ما قاد إلى الوقوع في بعض الهفوات القاتلة، وإذا كنا نعرف دور سهيل والمنهالي وناصر عباس والليثي، فإن ما ظهر به الخط في اللقاء الأول ترك أكثر من علامة استفهام، وهنا تقع على المدرب برونو أن يجد الحلول المناسبة وتعزيز ما يمكن تعزيزه من أجل تجاوز ما حصل واللعب بأسلوب منضبط ومنضم يمكن أن يحد من خطر الهجوم الأوكراني الخطير الذي من المتوقع أن يتألف من ماكسيم شيخ، هيورهي تسيتايشفيلي، أوليكسي خاخلوف، سيرهي بوليتسا وإن الشيء المهم ما سيكون مفروضًا من رقابة على المهاجمين الضغط عليهم وتضييق المسافات أمامهم وهو ما يمكن أن يعطل مدهم الهجومي المتوقع صوب مرمانا ، وإن الدفاع بعد أن قدّم صورة غير مقنعة في اللقاء الأول هو اليوم أم مسؤولية كبيرة في التعامل مع الهجوم الأوكراني.

دور حاسم لخط وسطنا

وسط المنتخب أمام مهمة القيام بدوره على أكمل وجه واللعب بالطريقة التي تؤمن الترابط مع بين الهجوم والدفاع والتخلص من حالة الكرات التي تمرر بالخطأ كونها تمثل خطرًا حقيقيًا على المرمى وتزويد المهاجمين بكرات سهلة وفي الإمكان التي تؤمن الوصول إلى المرمى، فضلاً عن القيام بالدور الدفاعي ومنع الهجوم المقابل والمساندة للخط الخلفي لاسيما الأطراف التي قد تنطلق منها كرات عرضية صوب لاعبي الهجوم الأوكراني الذي هناك من يوجد فيها طويل القامة ، وإن لاعبي وسطنا الذين شاركوا في المباراة الأولى لديهم الكثير الذي يمكن أن يقدموه، والقيام بما هو مطلوب والاستفادة من أي ملاحظة كانت قد حصلت، لاسيما أن الأمر المتوقع أن يكون هناك تعزيز في منطقة العمليات يمكن أن يخلف التوازن في أداء عملها بصورو مغايرة عما كان عليه الأمر في اللقاء الأول، كما أن على المدرب برونو أن يوظف اللاعبين بالمكان الصحيح ويدفع بمن هو قادر أن يؤدي دوره، ويتوقع أن يضم الوسط أندريه ومحمد وعد وخالد محمد.

نتائج آسيوية مخيّبة بالجولة الأولى

خرجت المنتخبات الآسيوية المشاركة في كأس العالم للشباب بنتائج مخيّبة، حيث خسر منتخبنا أمام نيجيريا، فيما خسر السعودي من فرنسا وكوريا الجنوبية من البرتغال، وإن الاستثناء الوحيد هو المنتخب الياباني الذي تعادل بهدف مع الإكوادور وفاز على المكسيك بثلاثية نظيفة.

الهجوم مطالب بتقديم أوراق نجاحه

سيكون الهجوم العنابي الشاب أمام تحدٍ كبير من أجل أن يسجل حضوره بعد أن عجز عن هز شباك المنافس في المباراة الأولى، ويقع ذلك على عاتق يوسف عبد الرزاق الذي كان أداؤه مقبولاً لكنه افتقد التركيز أمام المرمى كونه ترك مركزه وأصبح يعود للوسط أو للخلف وهو ما أرهقه أيضاً، وإن التواجد في المنطقة التي يلعب بها ستسهم في إقلاق مدافعي أوكرانيا، كما أن هاشم علي مطالب بأن يرتقي إلى مستواه المعهود وأداء دوره الذي ميّزه سواء مع المنتخب أو حتى مع ناديه العربي بالدوري، ويمكن أن يمثل تواجد عبد الرشيد قوة مضافة للخط الأمامي ويعزز من فرصة التسجيل أو المشاغلة للمدافعين ما يسهم في إيجاد فراغات في ساحة المنتخب الأوكراني، والتحدي الهجومي للمنتخب سيصطدم بدفاع ربما يكون فيه طوال القامة ولكنهم ليسوا بحجم النيجيريين حيث من المتوقع أن يتواجد في دفاعاتهم كل من فاليري بوندار، أوليكساندر سافرونوف، دينيس بوبوف، فيتالي ميكولينكو، والدفاع الأوكراني يجيد الرقابة إلا أن إمكانية اختراقه يمكن أن تكون سانحة، والعزف على شباك مرماه لاسيما أن فريقنا بهجومه أمام مهمة تقديم أوراق تألقه بالمونديال الشبابي، ونجاح هجومنا بأداء دوره يمكن أن يزعج دفاعات أوكرانيا، وإن ذلك يرتكز على ما سيقوم به الوسط من دور وفعالية في عملية إيصال الكرات.

جسر العبور للدور الثاني

إن الصراع سيكون على أشده بين الفريقين من أجل القبض على نقاط اللقاء وتعزيز الحظوظ بالوصول إلى الدوري الثاني، وإذا كان المنتخب الأوكراني قد حصد ثلاث نقاط من أمريكا فإن فريقنا الشبابي يريد نقاط لقاء اليوم من خصمه والإبقاء على فرصة التأهل قائمة، لاسيّما عندها سيكون لكل مباراة أسلوبها من قبل المدربين، وبلا شك فإن الأدعم الشاب يطمح إلى أن يمسك بزمام الأمور من خلال أوكرانيا، ومن ثم اللعب على بلوغ أهدافه، إلا أن المنتخب يمكن أن يبحث حتى عن نقطة ليرفع رصيده إلى أربع وعندها يمكن أن يصبح التأهل للدور الثاني شبه مؤكد، لاسيما أن أوكرانيا لم تنجح في الوصول لدور ال 16 في مشاركاتها الثلاثة السابقة في كأس العالم للشباب، وسيسعى منتخبها هذا العام إلى الوصول إلى مرحلة خروج المغلوب وتخطي دور المجموعات لأول مرة، وهي تملك الكثير من العناصر الفاعلة في صفوف فريقها ومن أبرز نجومها الحاليين بالفرق حارس ريال مدريد المعار لليجانيس آندري لونين، كذلك المدافع فيتالي ميوكولينكو الذي شارك هذا الموسم مع الفريق الأول لدينامو كييف، ومع ذلك فالطموح لدى لاعبينا لا يمكن أن يتوقف أو يتعطل بالبحث عن فرصة تحقيق نتيجة إيجابية.