كتب – أشرف مصطفى :
كما أن الثقافة والفنون والآداب تضيء العقل وتفتح الآفاق فإنها أيضاً تعطّر حياتنا وتزيّنها، فتصبح الثقافة والأدب بمثابة المدخن والمرش الذي يعطرّ حياتنا ويكسبها بهاءً وضياءً، وكما تعوّدنا في كل عام أن نتيح المجال لمُبدعينا ونمنحهم فرصة لاستحضار الذكريات والحكايات التي ترتبط بشهر رمضان المبارك.. سنطرح بعض الآراء والإشكاليات التي تهمّ كلّ مثقّف يسعى لإيجاد حلول ويحرص على تطوير المشهد الثقافي وضيفنا في هذا العدد هي الفنانة التشكيلية أمل العاثم.. فإلى نص اللقاء :
• حدثينا عن آخر المستجدات الفنية لديك؟
– أجهز معرضين جديدين خارج قطر، واعتمد في أعمالي القادمة والتي ستظهر خلال هذين المعرضين على تقنية جديدة أعمل عليها بتأن، حيث أعيش في فترة من الصفاء الذهني، فأقوم بالمزج بين الماضي والحاضر واستعادة الذكريات، وبصورة عامة فإنني أحاول في خلال أعمالي الجديدة العودة للألوان بطريقة وتقنية مختلفة، وذلك بعد أن ركزت خلال الفترة الماضية على الخامات المتداخلة والتركيبية بما فيها من تطريز وخيوط وخامات متنوعة، كما أن التجريد والتنقل بين العناصر المختلفة أصبح أكثر تبسيطاً وانسيابية في أعمالي الجديدة، نتيجة دراستي للانطباعات المأخوذة حول أعمالي السابقة.
• ما هي العادة التي استمرت معك في شهر رمضان حتى اليوم؟
– الجانب الخيري والتطوعي هو أبرز ما يحرص عليه المسلمون عموماً في الشهر الفضيل، ويلقى مني تركيزاً كبيراً، ويمكنني القول بأن كثيراً من العادات التي استمرت وستستمر في هذا الشهر هي العبادة والتقرب إلى الله، ولم شمل العائلة والأصدقاء فتكثر الزيارات وتزيد المودة، وتعمر المساجد ويكثر الناس من الذكر وكل هذه الأشياء مجتمعة تكون عادات شهر رمضان.
• ما تقييمك للمشهد التشكيلي الحالي؟
– استطاع المشهد التشكيلي القطري أن يحقق طفرة خلال الفترة الماضية من خلاله قطاعه الخاص، والذي قدم جهداً كبيراً، فعلى صعيد الجاليريات أرى أنهم يجتهدون ويبذلون أكثر من طاقتهم، كما أن هناك تحدياً كبيراً من أجل الاستمرارية، ولذلك أتمنى أن ينالوا دعماً يمكنهم من مواصلة التقدم، ولمزيد من التطوير في الحركة الإبداعية يجب إدراك أن الفن ليس مجرد نشاط، ولكنه يحتاج لمواصلة التجارب الفنية والبحث لإيصال الفنان نحو الجديد، مع ضرورة الابتعاد عن التكرار، كما أرى أن المعارض الشخصية هي الأكثر إفادة للساحة التشكيلية من المعارض الجماعية، ويجب على كل مبدع أن يقدم أسلوباً جديداً بما يمثل نقلة فنية له، فالفنان المحترف هو الذي يجرب للخروج بخلاصة وتجربة فنية جديدة من ناحية التقنية والأسلوب والموضوع، علماً بأن العمل من أجل إعداد معرض يحتاج إلى سنين ولا يمكن أن يخرج في شهرين أو ثلاثة.
• هل تتابعين الدراما الرمضانية الخليجية هذا العام.. وما تقييمك لها؟
– أنتقي في بداية شهر رمضان عدداً من الأعمال التي أحرص على متابعتها، ولعل أبرز ما أتابعه هذا العام هو مسلسلي “الجار” الذي يذاع على تلفزيون قطر، والمسلسل الكويتي “دفعة القاهرة”، ومن الممكن أن أعود فأشاهد ما فاتني من الأعمال المميزة بعد شهر رمضان بعد أن أكون كونت انطباعاً عن أفضل ما يتم تقديمه، أما عن تقييمي للدراما الخليجية في الوقت الحالي فإنني أرى أنها شهدت تطوراً ملحوظاً خلال الثلاثة أو الأربعة أعوام الماضية، بعد أن كانت اتسمت لفترة بتكرار الموضوعات والسباق نحو الإسفاف، والمرفوض من مجتمعاتنا، بينما باتت تتحلى الدراما الخليجية في وقتنا الراهن بالاعتماد على التقنيات الحديثة مع الحفاظ على الهوية الخليجية من خلال كوادر متميزة لا تلجأ إلى الاستسهال.
• ما هي أمنياتك بشكل عام خاصة ونحن في الشهر الفضيل؟
– دائما ما نردد في هذا الشهر الفضيل دعاء: اللهم إنك كريم تحب العفو فاعف عنا، فأبرز أمنياتي أن ننال بأعمالنا الطيبة العفو من الله، أما فيما يخص أمنياتي بشأن الساحة الفنية، فأريد التنويه بأن قليلين من الذين استمروا ويعملون على تطوير أنفسهم، لذلك نأمل أن يتم دعم هؤلاء الفنانين، وأن لا يتم الاكتفاء بتوجيه الدعم نحو الشباب فقط، فالفنان يريد أن يجد من يقف إلى جواره دائماً، فعندما فتحت مؤسسة فنية كان ذلك لإدراكي أن الفن عمل يحتاج إلى مؤازرة، كما يتطلب من الفنان تطوير ملكاته، ولعل أبرز ما أتمناه أيضاً أن يتم تبني الأعمال الفنية الجيدة، لتعرض في الأماكن الصحيحة، ويؤسفني القول بأن كثيراً من الفنانين لم يصلوا للمكانة التي يستحقونها وعلى ذلك أتمنى أن يتم إعادة النظر في تقييم أعمال الفنانين المجتهدين لمساعدتهم في الوصول إلى ما يستحقون.