دبي – وكالات:
من جديد سجلت “قناة العربية” سقوطاً آخر، في تعاملها مع تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بتبنيها في فيلم وثائقي بثته مؤخراً، الرواية الإسرائيلية بالكامل، على حساب الحقوق الفلسطينية، ومأساة الفلسطينيين الذين ذاقوا ويلات الاحتلال، من خلال المجازر والتشريد. وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك وكالات محلية، مقطعاً ورد في برنامج وثائقي تبثه “قناة العربية”، يتحدث عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ووصول اليهود من أوروبا إلى فلسطين، قبل احتلالها وطرد سكانها بالقوة.
المقطع الذي سرد الفترة الزمنية قبل حلول النكبة عام 1948، وقيام العصابات الصهيونية باحتلال المدن والقرى الفلسطينية، وارتكاب المجازر، وطرد السكان، لم يأت على الهجرات غير الشرعية لليهود إلى أرض فلسطين، والاستيلاء على الأرض بالقوة، بفعل تواطؤ الاحتلال البريطاني، بل حمل المسؤولية للفلسطينيين، عن “قتل” اليهود.
في الفيلم الوثائقي، الذي أنتجته “قناة العربية” السعودية، تم قلب الحقائق واتهام الفلسطينيين بارتكاب “مجازر” بحق اليهود شملت أطفالاً ونساءً، ويرتكز التعليق الصوتي للقطات المصورة التي تبث خلال الفيلم، على تبني المصطلحات اليهودية في توصيف الأماكن، وليست الإسلامية المعروفة، فيذكر “حائط البراق” وفق التسمية الإسلامية بـ “حائط المبكى” وفق التسمية الإسرائيلية.
ويأتي في التعليق “اندلعت تظاهرات بين اليهود والمسلمين، حول الوصول إلى حائط المبكى في القدس”، وذلك بعد وصول عشرات آلاف اليهود لإقامة “وطن” لهم في فلسطين من خلال الهجرات. وجاء في الفيلم الوثائقي أن “شائعات” سرت بوجود نية لهجوم يهودي وشيك على المسجد الأقصى، ويضيف متهماً الفلسطينيين بارتكاب عمليات قتل “بدأت هجمات العرب على اليهود في بلدة القدس القديمة قبل أن تنتشر في أنحاء فلسطين”.
ويضيف “تم قتل 67 يهودياً بينهم نساء وأولاد في الخليل، وقعت “مجازر أخرى في صفد حيث قتل 18 يهودياً، خلال أسبوع من التظاهرات، قتل العرب 133 يهوديا”، واستند الفيلم إلى تقرير بريطاني يقول إن هذه التظاهرات “تعبير محلي عن كراهية العرب وحقدهم لليهود، بسبب آمالهم السياسية والوطنية المحبطة”. وانهالت الكثير من التعليقات المنددة بالمغالطات والمصطلحات غير العربية التي استخدمتها القناة في الفيلم الوثائقي، وكتب أحد المعلقين على موقع “فيسبوك”، على تلك اللقطات “عربية عبرية”. وكتب أحمد محمود “لن يستطيعوا عكس الحقائق وقلبها، هذا الهراء والكيد الذي كاده ويكيده المجتمع الدولي لتصفية القضية الفلسطينية لن يفلح بشيء وسينتصر الحق طال الزمان أم قصر وإني أرى ذلك قريباً بإذن الله”، فيما كتب سمير ظاهر عوض الله معقباً على المصطلحات المستخدمة “اسمه حائط البراق وكل من يطلق اسم المبكى عليه فهو صهيوني بغيض”. وسبق أن بثت “قناة العربية” فليماً وثائقياً عن “نكبة فلسطين”، غير أنها تبنت فيه الرواية الإسرائيلية، وجاءت فيه على ذكر “نكبة اليهود”، ومحاولتها الدفاع عن قيام دولة إسرائيل.