بعد النجاح الباهر الذي كان قد حققه في بطولة آسيا الأخيرة لكرة القدم والتي توج بلقبها لأول مرة، يعود الأدعم ليستقطب الأنظار من جديد من خلال مشاركته لأول مرة في منافسات بطولة كوبا أمريكا التي تنطلق في البرازيل في الرابع عشر من الشهر المقبل وتستمر حتى السابع من الشهر الذي يليه..
وتنطوي هذه المشاركة المهمة على معان كبيرة خصوصا بعد أن بات العنابي ممثلا للقارة الآسيوية كلها كونه حامل لقب البطولة القارية في نسختها الأخيرة إلى جانب كونه الفريق القادم من البلد الذي يستعد لاحتضان البطولة الأكبر على مستوى كرة القدم في العالم «مونديال 2022»..
وليس من شك طبعا في أن هذين الأمرين يجعلان العنابي موضع اهتمام كبير على المستويين الجماهيري والإعلامي لا سيما أنه كان قد حظي بأعلى درجات الإشادة من المعنيين بكرة القدم في كل مكان عطفا على الصورة الرائعة التي كان قد قدمها في البطولة الآسيوية الأخيرة.. كما أن مما يزيد من هذا الاهتمام هو أنه يضم اليوم نخبة من اللاعبين الشباب الذي يُعدون بين الأصغر بين اللاعبين الذين مثلوا المنتخبات الأربعة والعشرين التي تواجدت في تلك البطولة وهي النخبة التي يرى فيها الكثيرون على أنها النواة الحقيقية للمنتخب الذي سيمثل قطر في نهائيات كأس العالم المقبلة..
والمؤكد هنا هو أن دعوة العنابي للمشاركة في بطولة بحجم بطولة كوبا أمريكا، التي تُعد البطولة الأقدم في تاريخ كرة القدم والتي تضم منتخبات تقف في الصف الأول على المستوى العالمي، لم تأت من فراغ وإنما هي نتاج تلك الصورة التي باتت عليها الكرة العنابية، كما أنها نتاج ما باتت تمثله دولة قطر على المستوى العالمي سواء في كرة القدم أو في الرياضة على وجه العموم.
وفي تقديرنا نرى أن المشاركة في منافسة تضم منتخبات بحجم البرازيل والأرجنتين والأوروغواي وتشيلي والبارغواي وغيرها من منتخبات القارة التي تتنفس كرة القدم، إنما تشكل انعطافة كبيرة جدا في تاريخ الكرة القطرية وربما تمثل بداية صفحة جديدة يمكن أن تضعنا على طريق التحول الذي نتطلع إليه في مسيرتنا الكروية.
فالمشاركة هذه من شأنها أن تمنح الكرة العنابية زخما بالغ الأهمية على مستوى التطور الذي ننشده خصوصا أننا نتطلع إلى مشاركة فاعلة وإيجابية في المونديال التاريخي الذي يترقبه العالم كله بعد أن أصبح حديث كل الأوساط الرياضية في كل مكان بحكم حجم الاستعدادات غير المسبوقة على المستوى التنظيمي وهو ما تحدث به العديد من المعنيين بالشأن الرياضي والكروي وبضمنهم رئيس الفيفا نفسه جياني إنفانتينو الذي عبر في أكثر من مناسبة عن ثقته الكبيرة وقناعته الراسخة في أن مونديال 2022 في قطر سيكون استثنائيا في كل تفاصيله.
وإلى جانب أهمية مثل هذا الحضور في بطولة بمثل هذا الحجم على المستوى السياسي، كونها تأتي في مثل هذه المرحلة الصعبة بحكم ما فرض على قطر من حصار جائر ولئيم، فإننا نرى أيضا أن مثل هذه المشاركة هي فعلا ما يحتاجه العنابي ولاعبوه بغض النظر عن أي نتائج يمكن أن يخرجوا بها لأن الهدف الأكبر هنا هو الاستفادة القصوى من الاحتكاك المباشر مع مثل هذه المنتخبات الكبيرة واللعب أمام أسماء عالمية لامعة الأمر الذي يمنح لاعبينا فرصة حقيقية لتعزيز الثقة بالنفس والتعود على مثل هذه المواجهات مع عمالقة الكرة العالمية قبل أن يجدوا أنفسهم في مواجهة الكبار في مونديال 2022.
والحديث هنا عن حجم الفوائد الفنية والمعنوية المرتقبة من مثل هذه المشاركة يعود إلى تجارب مماثلة سبق أن خاضتها عدة منتخبات كانت قد حظيت بمثل هذه الدعوة لتشارك في نسخ سابقة من عمر البطولة ليكون ذلك هو من مهد لذلك التطور الكبير الذي طالها في مراحل لاحقة.. وفي هذا الجانب نتحدث عن تجربة اليابان، التي ستكون حاضرة أيضا من جديد في النسخة المرتقبة هذه من البطولة بعد أن سبق وشاركت في نسخة عام 1999 ليكون ذلك هو البداية الحقيقية لمنتخبها الذي شارك لاحقا في مونديال عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان.. كما نتحدث أيضا عن مشاركة منتخب الولايات المتحدة وحجم الفوائد الكبيرة التي خرج بها من هذه البطولة الأمر الذي جعل المنتخب الأمريكي ضيفا دائما على البطولة في عدة نسخ لاحقة مثلما هو الحال أيضا مع أكثر من منتخب من منتخبات بلدان أمريكا الوسطى مثل المكسيك وهندوراس وكوستاريكا وجميعها وجدت ضالتها في هذه البطولة لتنطلق من خلالها وتحقق تلك القفزات المهمة جدا في تاريخها الكروي.
والمؤكد هنا هو أن اتحاد أمريكا اللاتينية لكرة القدم كان قد قدم خدمة كبيرة لتلك المنتخبات من خلال الفرص الثمينة التي وفرها لها للاستفادة من حجم التطور الكبير الذي تتميز به كرة أمريكا اللاتينية وهو ما نأمله أيضا بالنسبة إلى العنابي الذي سبق أن حظي بنفس الدعوة قبل سبع سنوات وتحديدا عام 2011 إلا أن الاتحاد القطري اعتذر يومها عن تلبية تلك الدعوة بسبب الارتباطات القارية للعنابي في فترة إقامة تلك البطولة.
كما نشير هنا أيضا إلى مدى أهمية مثل هذه المشاركة على مستوى العلاقات الوطيدة التي تربط قطر بأغلب بلدان العالم لتمنحها مثل هذه المكانة الرفيعة بحيث اختيرت من بين العديد من الدول الراغبة في التواجد بمثل هذه البطولة لتكون هي من يحظى بذلك وفقا لدورها البناء في المجتمع الدولي وعلى مختلف الصعد بما في ذلك الرياضة التي صارت جزءا لا يتجزأ من الواقع الحياتي المتطور الذي تعيشه قطر وهو الواقع الذي صار حديث الجميع واستقطب إعجاب الجميع بما تحققه هذه الدولة الصغيرة في مساحتها لكنها كبيرة جدا في طموحاتها وفي حجم تطلعاتها لمستقبلها الوضاء.
نقول، إنها فرصة تاريخية فعلا سيكون فيها على المدرب فيليكس سانشيز ونخبة لاعبيه، الحرص بأعلى درجاته للخروج من هذه البطولة بأكبر الفوائد الممكنة والتي ستصب حتما في رحلة الاستعداد للحدث العالمي الأكبر في مونديال كل العرب «مونديال 2022».
قائمة الأدعم للمشاركة التاريخية
سبق للإسباني سانشيز مدرب العنابي أن استدعى 28 لاعبا للمشاركة في مرحلة الإعداد الأخيرة للبطولة.. واللاعبون هم: سعد الدوسري وطارق سلمان وبوعلام خوخي وحسن الهيدوس وأكرم عفيف وحامد إسماعيل وسالم الهاجري وعبد الكريم حسن وبيدرو (السد)، ومعز علي وبسام الراوي وكريم بوضياف وعاصم مادبو وعلي عفيف وإسماعيل محمد وسلطان البريك وعبد الله عبد السلام (الدحيل)، ويوسف حسن وعبد العزيز حاتم وأحمد علاء وتميم المهيزع والمهدي علي (الغرافة) ومصعب خضر وأحمد فتحي (العربي) ومحمد البكري (الخور) وعبد العزيز الأنصاري (الخريطيات) وأحمد معين (قطر) وعبد الرحمن محمد (الأهلي).
ومن المقرر أن يتم الإعلان عن القائمة النهائية لكوبا أمريكا عقب المباراة الودية الهامة مع المنتخب البرازيلي في الخامس من الشهر المقبل والتي ستقام على ملعب (ماني جاريشا) في برازيليا، على أن تعقبها مباراة تجريبية أخيرة مع أحد الأندية البرازيلية هناك.
معسكران في أمريكا والبرازيل
دخل العنابي مرحلة استعداداته الأخيرة للمشاركة في كوبا أمريكا وذلك من خلال معسكره البرازيلي الذي أعقب المعسكر الذي أقيم في تكساس في أمريكا..
وكانت الدفعة الأولى من لاعبي المنتخب قد غادرت إلى المعسكر الأمريكي الأربعاء الماضي قبل أن تلحق بها الدفعة الثانية التي تصل إلى هناك الاثنين والتي ضمت لاعبي أندية السد والدحيل بعد أن خاضوا منافسات الجولة الأخيرة من دور المجموعات لدوري أبطال آسيا..
العنابي في مجموعة الأبطال
أوقعت قرعة كوبا أمريكا العنابي في المجموعة الثانية التي ضمت أيضا منتخبات الأرجنتين، ثاني أكثر المنتخبات فوزا باللقب (14 مرة)، وباراغواي الفائز باللقب مرتين، وكولومبيا بطل نسخة عام 2001.
وسيفتتح العنابي مبارياته بالبطولة بلقاء باراغواي يوم 16 يونيو، ثم كولومبيا 20 يونيو، والأرجنتين 23 يونيو في ختام الدور الأول.