كتب – عبدالمجيد حمدي:

أكد الدكتور أحمد مصطفى أخصائي طب الأسرة أن الصيام يسهم في تحسين بعض حالات مرضى العيون خاصة الذين يعانون من الجلوكوما، وهي ارتفاع ضغط العين، وكذلك الذين يعانون من ارتشاحات شبكية العين، الناتجة عن الإصابة بأمراض السكري، أو الكلى أو ارتفاع ضغط الدم، مشيرة إلى أن الصوم له آثار إيجابية واضحة على تحسين مثل هذه الحالات.

وأوضح ل الراية  الرمضانية أنه على الرغم من الفوائد العظيمة للصيام، التي كشف عنها الطب الحديث في علاج كثير من الأمراض، إلا أن هناك بعض المحاذير والنصائح التي يجب أن يلتزم بها المرضى، لافتاً إلى أن الشخص المصاب بأمراض في العيون يتراوح موقفه بين ثلاثة احتمالات أثناء الصيام، فهناك أمراض تتحسن بالصيام وأمراض أخرى قد تزداد سوءًا، إذا قرر المريض الصيام من دون الاستماع لنصائح الطبيب، وهناك نوع ثالث من أمراض العيون لا تتأثر بالصيام.

وأضاف أن الصيام ليس مفيدًا لكل حالات مرض العيون، بل هناك حالات ننصح لها بعدم الصيام بصورة مؤقتة أو بصورة دائمة، فبعض الأمراض مثل مرض السكري، ومرض الكلى المزمن، ومرض الكبد الوبائي، وكذلك المرضى المصابين بنزيف الدم، والمرضى الذين يعانون من زيادة في الضغط بالسائل المخي أو المصابين ببعض الأمراض الالتهابية الأخرى، كل هذه الأمراض لها علاقة وطيدة بأمراض العين، فبعضهم لا يجوز له الصوم لبعض من الوقت حتى تتحسن حالته ثم يعاود الصيام مرة أخرى، والبعض منهم يحتاج إلى تناول الأدوية بشكل مستمر، خاصة كبار السن، فلا يجوز لهم الصيام.

عمليات جراحية بالعين لا تمنع الصوم

قال الدكتور أحمد مصطفى إن الوضع بالنسبة للعمليات الجراحية يختلف حسب نوع العملية الجراحية التي أجريت للمريض في عينيه وإذا نظرنا إلى العمليات الجراحية للعين نجد أنها تنقسم إلى قسمين أساسيين هما العمليات الصغرى مثل عمليات الشعرة والكيس الدهني وإزالة حبيبات التراكوما وعمليات الظفر واللحمية وتسليك مجرى الدموع وإزالة جسم غريب من على سطح القرنية، وبالنسبة للمريض الذي أجريت له عملية صغرى فعليه أن يصوم وليس هناك أي ضرر يقع عليه بسبب الصيام لأن مثل هذه العمليات لا تؤثر مطلقاً على الصيام بأي شكل.

ولفت إلى أنه إذا احتاج المريض إلى علاج بالفم مثل المضادات الحيوية فيمكن أن يصف له الطبيب المعالج أدوية طويلة المفعول يتعاطاها في الفترة بين المغرب والفجر أو يمكن أن يتناول المريض مثل هذه الأدوية عن طريق الحقن أثناء الصيام حيث إن الحقن لا تفطر من الناحية الشرعية كما أفتى بذلك أهل العلم ما عدا حقن الجلوكوز لأنها تعتبر غذاء.

وتابع إن الجزء الثاني من العمليات هو العمليات الكبرى مثل عمليات الماء الأبيض والماء الأزرق وترقيع القرنية والانفصال الشبكي وعمليات إزالة أورام العين وعمليات الحجاج، وبالنسبة للمريض الذي أجريت له عملية كبرى في عينه فمن الممكن أن يتطلب وضعه الصحي أن يفطر.

السكري غير المنتظم يؤثر على قوة النظر

تابع الدكتور أحمد مصطفى أن مرض السكر غير المتحكم فيه على سبيل المثال يؤثر سلبًا على النظر، ومن ثم تظهر مضاعفاته في العين على صورة أنزفة بسيطة تحت الشبكية، تؤدى إلى تورم العصب البصري، ما يؤدى إلى تليف الجسم الزجاجي والشبكية وما يتبعه من انفصال شبكي مدمر، وبالتالي تتأثر قوة الإبصار بدرجة كبيرة، وهذا النوع من المرضى يحتاجون لتناول أدوية بالفم خلال فترات متقاربة من 4 إلى 6 ساعات، وبالتالي لا يحق لهم الصيام، كذلك مريض ضغط الدم غير الطبيعي، الذي يؤثر على ضغط العين، خاصة إذا كان يشعر بصداع شديد وكان يتناول أدوية مدرة للبول من الكلى.

وأضاف أنه في هذه الحالة يجب علي المريض الامتناع عن الصيام ليتناول السوائل لتعويض الجسم عما فقده من سوائل، والأدوية التي تعمل على تخفيض ضغط الدم، ومن ثم ضغط العين قدر الإمكان، فضلا عن الإصابة ببعض الأمراض العامة التي تعمل على تغيير البروتينات الحيوية (الألبومين) في جسم الإنسان، مثل الأمراض الصدرية وأمراض الكبد والكلى، فهذه الأمراض تعمل على تقليل نسبة البروتينات الحيوية، مما يؤثر تأثيرًا مباشرًا على القدرة على الإبصار، خاصة عند كبار السن، وبالتالي فيجب على هؤلاء المرضى تناول الأدوية والامتناع عن الصيام بشكل دائم، خاصة إذا كانوا من كبار السن لأن مقاومتهم للأمراض أصبحت ضعيفة وهم بحاجة إلى الاحتفاظ بالبروتينات الحيوية (الألبومين) والسكريات المركبة، وما يسمى ب (جاما جلوبين) بصورة طبيعة، خاصة أن العنصرين الأخيرين مهمان في تكوين الخلايا ومنها الخلايا البصرية.