يمثل رمضان فرصة جيدة لأطفالنا للاحتفال، حيث تزداد المناسبات الاجتماعية التي يجتمعون فيها مع باقي أفراد الأسرة، ولكن لا يجب أن ننسى إن إجبار الطفل على الصيام قد يؤدي لتكون انطباعات سلبية لديه عن التجربة، لذلك من المهم أن ندخل عالمه الصغير، ونخبره عن فرحتنا بقدوم هذا الشهر الكريم، كما يجب أن نحرص على أن يتعلم الطفل في هذا الشهر الكثير من المعاني والأخلاقيات الإسلامية، بحيث نعلمه معاني الصوم السامية لترسخ في نفسه أسس الرحمة والعطف على الضعيف والفقير، ندربه على الصيام وعلى الطاعة منذ نعومة أظفاره، نعرفه بحقوق المسلم على أخيه وحقوق الأقارب والجيران والأصدقاء، نحبـب إليه الصدق والإحسان وقضاء الحوائج والإيثار والكرم، كما نحذره من السرقة والعقوق والكذب والظلم والغيبة.
وعند التفكير في السن المناسبة لبدء صيام الطفل علينا التفكير في العديد من الأمور المتعلقة به وبصحته، وعما إذا كان يعاني من أمراض مزمنة تستدعي مراجعة الطبيب المتابع لحالته بشأن الصيام، وهل يمكن بدء الطفل الصيام بشكل آمن ومعرفة ما إذا كانت هناك نصائح طبية لصيام الطفل في حال وجود أي أعراض أو أمراض طارئة تستدعي تأجيل الصيام لحين شفائه ومتى يمكن أن نسمح له بالبدء بالصيام.
ومن المهم كذلك التدرج مع الطفل في الصوم عدة ساعات من النهار ومكافئته عن كل يوم يصومه فهذا التدرج في تدريب الطفل على الصيام يساعده على الاستمرار فيه، بمعنى بدء صيام الطفل ببضع ساعات في بداية النهار، وهذا يساعد أيضاً في تحديد السن المناسبة لصيام الطفل، فكل طفل يختلف عن غيره، وفقاً للحالة الصحية لكل طفل وإذا كان يعاني مثلاً من سوء تغذية أو نقص في الفيتامينات أو يعاني من أي أمراض أخرى.. ولكن أعتقد أنه يمكن البدء في تشجيع الطفل على الصيام من سن سبع سنوات، حينها نشجعه على الصوم ونحببه فيه ونحرص على أن ينام الطفل لفترات كافية في الليل، فالنوم مهم لنمو الطفل، كذلك نحرص على أن يتناول الطفل وجبة سحور تحتوي على كربوهيدرات تضمن مصدر طاقة له خلال فترة طويلة من النهار، والحرص على أن تكون فترة ما بعد الإفطار فترة تعويض لحالة الجفاف التي تحدث خلال النهار بأن نوفر له الكثير من الفواكه الطازجة والخضراوات لتعويض أي نقص في الفيتامينات والأملاح المعدنية اللازمة لنموه الطبيعي.
إن أروع ما في شهر رمضان هو تجمع العائلة و وهو ما قد يكون صعباً بعض الشيء في غير رمضان بسبب انشغال الكبار في العمل وظروف الحياة، فتجمع أفراد العائلة كل يوم لتناول وجبة الإفطار في شهر رمضان -هذه العادة الحميدة-التي أتمنى ألا تندثر، حيث لا زالت أغلب الأسر تجتمع حول مائدة الطعام، في انتظار رفع الأذان، ومازال مجتمعنا محافظاً على هذه الخصوصية في الحياة، إذ تلتقي الأسر الصغيرة كذلك أكثر من مرة في الأسبوع في بيت الأسرة الكبير لتناول طعام الإفطار أو الغبقة أو لقضاء السهرات، الأمر الذي يعزز من فرصة لقاء مختلف الأجيال في الأسرة الواحدة، وهذا أكثر ما يسعد الطفل في رمضان.
كل عام وكل أطفال قطر وأطفال المسلمين في صحة ونعمة وأمن وأمان.