بقلم : محمد فؤاد زيد الكيلاني – الأردن  ..

الوضع المتأزم والملتهب في الشرق الأوسط على غير عادته التي كان عليها في السابق، ومحاولة الولايات المتحدة الأمريكية السيطرة على العالم، هذا الوضع الجديد جاء مع صفقة القرن لفرضها وتطبيقها بأي طريقة كانت، وهذا ما يرفضه بعض العرب من تطبيق هذه الصفقة، وبين الحين والحين يتم تسريب شيء من هذه الصفقة أو تأجيل الإعلان عنها.

أمريكا تحاول الضغط على إيران من أجل إضعافها والسيطرة على نفطها، وتركها منشغلة في وضع اقتصادي سيئ ليتم تطبيق صفقة القرن دون أي اعتراض من أي دولة كانت، وخصوصاً من دول محور المقاومة، هذا هو الواضح للعيان في هذه الفترة الحرجة التي يمر بها العرب والمسلمين من ضغوطات أمريكية لتطبق صفقة القرن.

لكن نهج إيران هو ضبط النفس، حتى تنأى بنفسها عن أي اتهامات ممكن أن تتعرض لها في المستقبل، تارة تحاول أن تجد طريقة أخرى في تصدير النفط خارج إيران، وتارة أخرى تتحدى الولايات المتحدة الأمريكية وتبعث برسائل عسكرية بأن صواريخنا تصل إلى كل مكان في مضيق هرمز ابتداءً، وهي ذات مدى أبعد من ذلك؛ وتارة تقول للعالم أنا جاهزة للتفاوض من أجل البرنامج النووي، وهذه المراوغة تُبِدع بها إيران وتُتقنها منذ سنوات.

أمريكا تنظر إلى هذا الوضع وتدعي أنها تقوم بضبط النفس في منطقة مضيق هرمز تحديداً، بينما الظاهر هو العكس تماماً حيث تقوم بإرسال بوارج عسكرية إلى مضيق هرمز، لفرض عضلاتها أمام القوة الإيرانية الموازية لها، وتقوم بجولات في العالم شملت العراق مثلاً من أجل الضغط على إيران وإضعافها ومنعها من تصدير النفط خارج إيران.

وفي نفس الوقت تحاول إسرائيل تحفيز أمريكا لخوض حرب على إيران من أجل إضعاف إيران وعدم قدرتها على دعم حماس وحزب الله في حال نشبت حرب بين إسرائيل والمقاومة سواء اللبنانية أو الفلسطينية.

رُبما لن تحقق أمريكا أية أهداف سواء كانت في الخليج أو غيره، وكثير من دول العالم يعتبر الوجود الأمريكي في الخليج ما هو إلا لاستعراض العضلات وليس أكثر، لأن إيران أعلنت منذ سنوات أنها تملك قوة عسكرية لا يجب الاستهانة بها وقادرة على إيذاء الطرف المعادي كائناً من كان.