المنبر الحر

السر وراء انتشار اللون الأزرق السوداني

بقلم : نورة النعيمي  ..

منذ التاسع عشر من ديسمبر عام ٢٠١٨ خرج الشباب السوداني في مظاهرات سلمية احتجاجًا على ارتفاع الأسعار، بعد أن ارتفع الحد الأدنى الشهري للمعيشة في السودان إلى ثلاثة أضعاف مما كان عليه، لم يحتمل الشعب ذلك الظلم وخرج للاحتجاج، إلا أن قوات الأمن واجهت ذلك الاحتجاج بالغاز المسيل للدموع وإطلاق الرصاص مما أدى إلى سقوط جرحى وقتلى، فأثار ذلك حفيظة الثوار السودانيين.

وفي الحادي عشر من أبريل هذا العام تمت الإطاحة بالرئيس السوداني عمر البشير، مما أدى إلى تولي المجلس العسكري السلطة ولم يلق ذلك رضا المتظاهرين، فاستمر الشعب بالاعتصام في كل مدن السودان حتى يتم تسليم السلطة للمدنيين لكيلا تتلاشى أحلام التغيير ورؤية الثوار وتصبح هباءً منثوراً. لقد استمر الصراع بين المدنيين والجيش إلى أن قرر الشعب الإضراب العام للضغط على العسكريين ولم يرضوا إلا بتسلم السلطة، كما لجأ المتظاهرون إلى العصيان المدني وتمت مواجهته من قِبَل العسكر بالقتل والاغتصاب والحرق وغيرها فاستشهد العديد من السودانيين في تلك المجزرة.

كان من ضمن الشهداء الذين لقوا مصرعهم في التاسع والعشرين من رمضان «محمد هاشم مطر» عُرف بحسن الخلق والشجاعة كما وصفه رواد التواصل الاجتماعي، بعد استشهاده قام أصدقاؤه وأفراد عائلته بوضع اللون الأزرق في حساباتهم لأنه كان اللون المفضل لديه، تعبيرًا عن تضامنهم معه، حتى ارتفع عدد المتضامنين والمشاركين في هذه الحملة ووصل هاشتاج (#BlueForSudan) الترند على موقع تويتر، كما شارك في الحملة مشاهير التواصل الاجتماعي وناشطون من بلدان عربية مختلفة، حتى تحول اللون الأزرق إلى رمز لجميع الشهداء في السودان.

وانتشر اللون الأزرق بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي تضامنًا مع ثوار الشعب السوداني المكافح، الذي يسعى إلى الحرية والعدل والسلام.

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X