وفـاة مـرســي فـضـحـت كــارثــة ملف حقوق الإنسان في عهد السيسي

الدوحة – الراية:
قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية إن موت الرئيس المصري المعزول محمد مرسي أثناء محاكمته يظهر حجم التراجع الكبير الذي تسجله مصر في ملف حقوق الإنسان في ظل حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي. ووصفت الصحيفة في افتتاحيتها موت مرسي بأنه «غير عادل»، مشيرة إلى أنّ الراحل هو أول رئيس والوحيد المنتخب ديمقراطياً في مصر، وقد مات داخل قفص زجاجي في إحدى محاكم القاهرة، حيث كان يواجه آخر حلقة في سلسلة طويلة من المحاكمات الجائرة. وقالت الصحيفة إن مرسي أصبح رئيساً بعد انتخابه عام 2012، في أول انتخابات رئاسية حرة عقب الإطاحة بنظام حسني مبارك، ثم أطاح به انقلاب دموي نفذه «الديكتاتور» الحالي عبد الفتاح السيسي، لكن سوء المعاملة الجسيم الذي تعرض له مرسي على مدى السنوات الست الماضية يقدم دليلاً حياً على كيفية تراجع حقوق الإنسان في بلد كان يطمح ذات مرة لوضع معايير سياسية للشرق الأوسط.
وتتناول الصحيفة بعضاً من تاريخ مرسي قبل وصوله للرئاسة بانتخابات حرة وديمقراطية، مشيرة إلى أن اختياره كان من قبل الإخوان المسلمين، الحركة السياسية الأكثر شعبية في مصر، ليكون مرشحها في انتخابات عام 2012، ولم يكن الرجل صاحب مهارات سياسية معروفة، ومع ذلك فاجأ الجميع، خاصة خصوم الحركة الإسلامية، بسعيه من أجل إقامة علاقات جيدة مع الولايات المتحدة والحفاظ على معاهدة السلام بين مصر و»إسرائيل». واعتبرت أن «مرسي» مارس ضغوطاً على خصومه العلمانيين، وحاول تحييد الجيش وسلطته الراسخة، ما أدى إلى مظاهرات كبيرة قدمت ذريعة للسيسي للانقلاب عليه.
وتضيف الصحيفة، سُجن مرسي مع عشرات الآلاف، ولا يزال معظمهم في السجن حتى اليوم، وفي السنوات الست الماضية احتُجز في الحبس الانفرادي، ولم يُسمح له برؤية أسرته إلا في ثلاث مناسبات فقط، وقوبلت بالتجاهل احتجاجاته واحتجاجات المراقبين الخارجيين بأنه لم يعالج بشكل كافٍ بسبب حالاته المرضية، ومن ضمنها مرض السكري ومشاكل الكبد؛ ووجدت لجنة من المحامين والسياسيين البريطانيين العام الماضي أن معاملته يمكن أن توصف بأنها «تعذيب»، وفي الوقت نفسه تعرض لمحاكمات متعددة في مجموعة من التهم الملفقة، وآخرها التجسس.
دعا المدافعون عن حقوق الإنسان، حتى في الأمم المتحدة، إلى إجراء تحقيق مستقل في وفاة مرسي، وهو تحقيق مستبعد بقدر ما هو مطلوب، لكن ربما ستركز قصته اهتماماً أكبر على فساد نظام السيسي، الذي يعتبر المذنب الأول حتى الآن في أسوأ جرائم حقوق الإنسان في تاريخ مصر الحديث، بحسب الواشنطن بوست. وأكملت الصحيفة أنه بالإضافة إلى عشرات آلاف السجناء، فإن هناك الآلاف من أعضاء الإخوان المسلمين ومعارضي النظام يتعرضون للتعذيب والقتل بشكل مباشر على أيدي قوات الأمن المصري، فقد دُمِّرت الأحزاب السياسية العلمانية، ومنظمات المجتمع المدني حتى تلك التي عارضت حكم مرسي، وأسكتت الصحافة التعددية.
ورغم هذا السجل «المروع» لحقوق الإنسان في مصر فإن واشنطن تواصل دعم «الديكتاتور» المصري، حسبما تسميه الصحيفة، حيث تقدم له سنوياً مساعدة عسكرية بقيمة 1.3 مليار دولار، كما استقبل الرئيس دونالد ترامب السيسي مرتين في البيت الأبيض، ووصفه بالرئيس العظيم، «هذا الرئيس العظيم يتحمل مسؤولية الوفاة القاسية والظالمة لسلفه محمد مرسي»، تقول «واشنطن بوست».