التزام قطر ثابت في دعم القضية الفلسطينية
قطر داعم كبير لـ «الأونروا» وتتقاسم الجزء الأكبر من العبء المالي
مليارات الدولارات من قطر للإغاثة والتنمية والصحة والتعليم وإعادة الإعمار
مساهمات قطر المالية تتماشى مع موقفها الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني

الدوحة – ترجمة كريم المالكي:
أكد موقع “جلوبال فيلج سبيس” أن قطر جددت تعهّدها بالبقاء في طليعة الداعمين للشعب الفلسطيني وهو ما يعكس موقفها الثابت ودعمها التاريخي للقضية الفلسطينيّة.
ونقل الموقع عن مسؤولين قطريين رفيعي المستوى تأكيداتهم على التزام دولة قطر بثوابت القضية الفلسطينيّة وتعهداتها بتقديم المساعدات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين خلال الاجتماعات التي احتضنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك خلال الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامّة للأمم المتحدة.
ونقل الموقع ما صرّح به السيد جاسم سيار المعاودة، نائب المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، في مؤتمر الإعلان عن التبرعات الطوعية لوكالة أونروا في نيويورك، حيث أكد أن دولة قطر ستبقى في طليعة الدول الفاعلة التي يمكن التعويل عليها مع الشركاء المختلفين في تقديم المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني الشقيق. وأضاف الموقع إن سعادة السفيرة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، ترأست نيابة عن سعادة السيدة ماريا فرناندا اسبينوزا رئيسة الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو المؤتمر الذي دعت إلى عقده لجنة الجمعية العامة للأمم المتحدة الخاصة بإعلان التبرعات لوكالة الأونروا.
حضور فاعل
وقال الموقع: لقد كان الحضور القطري فاعلاً في المؤتمر الذي دعي إليه في المقام الأول من أجل الإعلان عن التبرعات الطوعيّة للأونروا من قبل اللجنة المخصصة التابعة للجمعية العامة. كما حضر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، المؤتمر إلى جانب مسؤولين آخرين من الأونروا. وحثّ المفوض العام للأونروا، بيير كراهينبول، بمناسبة الدعوة إلى تقديم تبرعات، أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة على المساهمة بسخاء من أجل دعم الأونروا. ويذكر أن الوكالة تقدّم خدمات إلى 5.4 مليون لاجئ؛ من بينها الخدمات الطبية إلى 8 ملايين شخص كل عام وكذلك الإغاثة في حالات الطوارئ إلى 1.5 مليون شخص، في الوقت الحاضر.
التزام قطري
وأشار موقع جلوبال فيلج إلى أن السيد جاسم سيار المعاودة، نائب المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة أكد موقف دولة قطر الثابت بمواصلة دعم الأونروا من خلال تقاسم الجزء الأكبر من العبء المالي، كما أشاد كذلك بجهود الوكالة في لعب دور حيوي في توفير التسهيلات الأساسية للاجئين الفلسطينيين.
وأوضح الموقع أنه في شهر مارس من العام الماضي، ساهمت قطر بمبلغ 50 مليون دولار للوكالة خلال المؤتمر الوزاري حول الأونروا في روما. وأفيد، في ديسمبر من العام الماضي، في منتدى الدوحة بالعاصمة القطرية، أن الدعم الذي قدمته دولة قطر للموارد الأساسية للأونروا قد بلغ إجمالي 16 مليون دولار أمريكي للفترة 2019-2020، كما أشار السيد المعاودة إلى أن «هذه المساهمات الماليّة جاءت تماشيًا مع التضامن الثابت لدولة قطر في دعم الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، وأهمية كفالة تمويل الوكالة تمويلاً كافياً ومُستداماً يُمكن التنبؤ به».
ونقل الموقع أن قطر أكدت على أن موقفها من المساعدات الإنسانيّة للاجئين الفلسطينيين منفصل عن جهودها الرامية إلى إحقاق الحق في إقامة دولة للشعب الفلسطيني.
كما أكدت أنه ما لم يتم التوصل إلى تسوية صحيحة ودائمة وعادلة للشعب الفلسطيني، فإن التحديات التي تواجه اللاجئين ستبقى غير قابلة للحل.
دعم قطري لا محدود
وقال موقع جلوبال فيلج إن موقف دولة قطر تجاه قضية فلسطين بصفة عامة لم يتوقف عند الشجب والإدانة داخل أروقة المؤتمرات كما تفعل دول الحصار، بل تعدّى ذلك إلى تقديم الدعم المادي والمعنوي للإخوة الفلسطينيين في الأراضي المحتلة والمساهمة في إعادة إعمار غزة والارتقاء بالخدمات الصحيّة والتعليميّة ومحطات الكهرباء ودعم التنمية.
ولم تنسَ قطر واجبها الإنساني تجاه الشعب الفلسطيني، فقد بلغت مساعداتها الحكوميّة المقدمة لدولة فلسطين خلال الفترة 2010 ـ2017 حوالي 3 مليارات و872 مليون ريال قطري، بالإضافة إلى المساعدات غير الحكومية خلال الفترة 2010 ـ 2016، والتي قاربت على مليار و345 مليون ريال.
وهذه المبالغ الكبيرة تمّ توجيهها نحو المجالات الإنسانية والتنموية وقطاعات الصحة والرعاية الاجتماعية، ورواتب الموظفين وتمويل الوكالات العاملة في مجالات المساعدات الإنسانية، كما تمّ أيضاً تقديم مبلغ 50 مليون دولار لوكالة الأمم المتحدة (الأونروا) في يونيو 2018 لدعم قطاع التعليم ما أسهم في تمكين وكالة الأونروا من افتتاح مدارسها مع بداية العام الدراسي بدون تأخير.
وأشار الموقع إلى التوجيهات السامية التي أمر بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، بتقديم مساعدات عاجلة بقيمة 150 مليون دولار لدعم الفلسطينيين في قطاع غزة وتأمين الوقود اللازم لتوليد الكهرباء. ويأتي تنفيذ المنحة القطرية بعد انتظار دام ما يزيد على ثلاث سنوات على إعلان قطر إنشاء صندوق لإعادة إعمار قطاع غزة، وتبرع له بمبلغ ربع مليار دولار خلال القمة الاقتصادية العربية التي عقدت في الكويت في يناير عام 2009، أي بعد العدوان الصهيوني على القطاع مباشرة.
أزمة الأونروا
وأضاف الموقع لقد قدمت الولايات المتحدة، الممول الأكبر للأونروا، مساعدات مالية بقيمة 364 مليون دولار في عام 2017 وحده. ومع ذلك، في العام الماضي، سحبت الولايات المتحدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب كل دعمها المالي من الأونروا التي قدمت دعماً كبيراً للاجئين الفلسطينيين. وبالإضافة إلى تجريد الشعب الفلسطيني من التمويل، فتحت الولايات المتحدة سفارتها في القدس في عام 2017، واعترفت لاحقًا بالمدينة كعاصمة لإسرائيل. لقد أثار هذا القرار غضب المجتمع الفلسطيني، ما أدّى إلى مقاطعة البيت الأبيض تحت إدارة ترامب.
صفقة القرن
وقال موقع جلوبال فيلج: تأتي الدعوة للحصول على أموال من الأونروا بعد يوم من تقديم خطة السلام التي اقترحتها الولايات المتحدة في ورشة اقتصادية عُقدت في العاصمة المنامة في البحرين. ويذكر أن إدارة ترامب خططت لإنفاق 50 مليار دولار بمساعدة حلفائها الخليجيين والعرب لإتاحة الفرص الاقتصادية لفلسطين، من أجل أن تؤدي فيما بعد إلى حل دائم. وصاغت خطة السلام التي يطلق عليها في كثير من الأحيان «صفقة القرن»، من قبل جاريد كوشنر، صهر الرئيس ترامب، الذي يقال إنه يرتبط بعلاقات وثيقة مع اللوبي الصهيوني.
ونقل موقع جلوبال فيلج تصريحات سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، التي أشار فيها في وقت سابق من هذا الشهر، إلى أن الحل الدائم للقضية الفلسطينية لا يمكن الوصول إليه دون تمثيل الشعب الفلسطيني وأن قطر لا توافق على ما يناقض ثوابت القضية الفلسطينيّة ولا تقبل بتجاوز الشعب الفلسطيني.
وخلال حديثه في مؤتمر عقد في ألمانيا، قال سعادة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية: يجب أن تكون هناك صلة وثيقة بين الإدارة الأمريكية والسلطة الفلسطينية، إذا كانت الولايات المتحدة جادة بشأن الحل.. وأكد من جديد دعم قطر لإخوانها الفلسطينيين بالقول إن قطر لن تقبل أي خطة لا تفيد القضية أو تهدف إلى إسكات الأصوات الفلسطينيّة.
وأشار الموقع إلى أن معارضي ورشة المنامة الاقتصادية وصفوها بأنها «طلاق من الواقع»، قائلين إن الخطة الاقتصاديّة ليست سوى «مزاد» مفتوح لبيع فلسطين. وقد خرج المتظاهرون في الضفة الغربية المحتلة إلى الشوارع يوم الاثنين الماضي احتجاجًا على ورشة المنامة الاقتصاديّة.
وقد وصف اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، هذه الورشة بأنها «خيانة»، وأعربوا عن غضبهم من المشاركة العربيّة فيها، وقالوا إن القمة هي موت حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم.