المحليات
بهدف إغلاق الباب أمام تجارة الأعضاء.. د. أسماء العبدالغني لـ الراية:

لجنة أخلاقية لتحديد حالات التـبرع بالأعـضاء بين الأحــياء

370 ألف مسجل للتبرع بالأعضاء بعد الوفاة في مركز هبة

تسجيل 500 متبرع يومياً من خلال 14 موقعاً في جميع أنحاء الدولة

العائلة لها الحق في رفض تنفيذ التبرع بعد الوفاة

كتب – عبدالمجيد حمدي:

كشفت الدكتورة أسماء العبدالغني، مدير حملة مؤسسة حمد الطبية للتبرع بالأعضاء، عن تشكيل لجنة أخلاقية مخصصة لاتخاذ القرار فيما يتعلق بالتبرع بالأعضاء بين الأحياء، لافتة إلى أن اللجنة تقوم باستقبال المتبرعين والمستفيدين الراغبين في التبرع بالأعضاء، حيث يتم تسجيل بياناتهم والعلاقة بينهم وكافة أحوالهم ودراسة الحالات جيداً من الناحية الأخلاقية ورفع الأمر لوزارة الصحة التي تقوم في النهاية باتخاذ القرار المناسب في كل حالة.

وقالت الدكتورة أسماء العبدالغني في حوار مع الراية إنّ التبرع بين الأحياء متاح بين الجميع سواء بين الأقارب أو غير الأقارب، ولكن يكون هذا الأمر من خلال اللجنة الأخلاقية التي تضمن حماية حقوق المتبرعين وتغلق الباب تماماً أمام مسألة الاتجار في الأعضاء من خلال الدراسة الكافية لظروف المتبرعين والمستفيدين.

ولفتت إلى أن اللجنة تستقبل سنوياً أكثر من 200 طلب على الأقل، حيث يقوم أحد المرضى بتوفير أكثر من متبرع حتى يتم الاستقرار على الحالة المناسبة للتبرع التي يمكن أن توافق عليها اللجنة الأخلاقية.

وأوضحت الدكتورة أسماء أن التبرع بالأعضاء، وعمليات زراعة الأعضاء يساعدان في إنقاذ حياة الكثير من المرضى الذين يعانون من فشل مزمن في أحد أعضاء الجسم، حيث تمنحهم عمليات زراعة الأعضاء الفرصة في ممارسة حياتهم الطبيعية، ويحصل المرضى على الأعضاء التي هم في أمس الحاجة إليها من أشخاص مسجلين للتبرع بالأعضاء بعد الوفاة موضحة أنه يمكن لمتبرع واحد المساهمة في إنقاذ حياة ثمانية مرضى من خلال التبرع بهذه الطريقة.

ولفتت إلى أن عدد المتبرعين المسجلين للتبرع بالأعضاء بلغ 370 ألف شخص يحملون بطاقة التبرع بالأعضاء بعد الوفاة، لافتة إلى أنه يومياً يتم تسجيل حوالي 500 متبرع جديد من خلال 14 موقعاً لحملة التبرع بالأعضاء المنتشرة في جميع أنحاء الدولة.

ولفتت في حوار مع الراية إلى أن مواقع تسجيل التبرع بالأعضاء تتضمن فرق عمل مدربة وتتحدث على الأقل خمس لغات للتعامل مع الجمهور وشرح أهمية التبرع والتسجيل في الحملة بالإضافة إلى وجود مطويات ونشرات توعوية بلغات مختلفة للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور، مؤكدة أن الهدف الرئيسي لهذه الحملات يتمثل في توعية وإرشاد الجمهور حول أهمية التبرع بالأعضاء وتصحيح بعض المفاهيم المغلوطة السائدة في المجتمع حول مسألة التبرع بالأعضاء.

وأضافت أن هناك برنامجين أحدهما للتبرع بعد الوفاة وآخر للتبرع أثناء الحياة لافتة إلى أن الحملات متواصلة منذ شهر رمضان الماضي وحتى ديسمبر المقبل وأنه تم تدريب المئات من موظفي المؤسسة الذين يشاركون في الحملات ويتواجدون في مواقع التبرع لتقديم معلومات وافية حول التبرع بالأعضاء وزراعة الأعضاء لزوار الحملة.

وقالت: إنه يمكن لأي شخص يقوم بالتسجيل في البرنامج أن يختار العضو الذي يتم التبرع به مثل القرنية أو الكلى أو أي عضو آخر أو يترك الأمر عامة بدون تحديد وهو الأغلب في جميع المسجلين للتبرع بعد الوفاة لافتة إلى أنه يتم تدوين أي ملاحظات يرغب فيها المتبرع على بطاقة التبرع بعد الوفاة الخاصة به.

وأضافت أنه يحق للمتبرع المسجل أن يقوم بإلغاء تسجيل التبرع بعد الوفاة كما يحق للأهل أو العائلة أن ترفض التبرع بالأعضاء بعد الوفاة، مؤكدة أنه لابد من موافقة العائلة أولاً بعد الوفاة حتى يتم تنفيذ وصية الشخص المتوفى والاستفادة من أعضائه لإنقاذ حياة إنسان آخر.

وأوضحت أن التبرع بعد الوفاة يطبق على الأشخاص الذين يتوفون دماغياً ويكون غالبيتهم فى العناية المركزة وفي حالة التأكد من وفاته دماغياً فإنه يتم التواصل مع مركز هبة للتبرع بالأعضاء للاستفسار عن تسجيله أو عدم تسجيله للتبرع بالأعضاء بعد الوفاة وفي حال التأكد من التسجيل فإنه يتم أخذ مشورة الأهل للبدء في تنفيذ وصيته.

وأكّدت أنه في حال الوفاة العادية فإنه لا يمكن الاستفادة من الأعضاء لهؤلاء الأشخاص ولكن الأمر يقتصر على المتوفين دماغياً ويتركز أغلبهم في العناية المركزة بمؤسسة حمد الطبية، مضيفة أن العديد من جهات الدولة باتت تطلب من مركز هبة للتبرع بالأعضاء تنظيم حملات توعوية لديها للتعريف ببرنامج التبرع بعد الوفاة، حيث تقوم الحملة بعمل زيارات ميدانية لأي جهة تطلب ذلك كما تقوم الحملة بزيارات للمدارس الثانوية والجامعات، موضحة أن مثل هذه الزيارات لاقت تجاوباً ونجاحاً كبيراً بين الجمهور المستهدف.

وتابعت: إن حملات هذا العام كانت كثيرة ومتنوعة للعديد من الجهات، فضلاً عن المواقع الثابتة للحملة والتي يبلغ عددها 14 مقراً في العديد من المجمعات التجارية، موجهة دعوتها للجمهور بالتسجيل للتبرع بالأعضاء حتى لا يفقد أي شخص في قطر عزيزاً عليه وهو في انتظار من يتبرع له بعضو، مؤكدة أنه لا يمكن لأي مجتمع أن يحقق الاكتفاء الذاتي من التبرع بالأعضاء دون تكاتف وتعاضد بين الجميع.

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X